طباعة هذه الصفحة

المنتخبة والناشطة فاطمة الزهراء شويطر:

نحسس البدو الرحل بالاستقرار لتعليم بناتهم

جمال أوكيلي

تجربة العمل الميداني أكسبتني إرادة خدمة الآخر

من هدوء زهور ونيسي وصبر عائشة لمسين، إلى حيوية إنعام بيوض وحجة مليكة ڤريفو واستماع فاطمة الزهراء شويطر، كان ذلك النقاش الثري، والحوار المثمر بين نساء جزائريات جمعتهن «ورشة الشعب» للحديث عن حضور المرأة في صناعة العناوين الكبرى، إن كانت سياسية، اقتصادية، إجتماعية أو ثقافية.

أفكار وآراء بناءة كانت محل أخذ ورد، حاولت الإحاطة بمقاربات وإشكاليات معرفية لم يفصل فيها حتى الآن حول واقع وآفاق المرأة الجزائرية وإخراجها من تلك «الشرنقة» وتخليصها من النمطية والكليشيهات التي ألصقت بها... كل واحدة من المدعوات أسهبت في كل ما طرح عليها من أسئلة... انطلاقا من التجربة المعيشة والواقع الذي دائما نقف عند صوره.. المولد لتلك الشحنة التي في كثير من الأحيان تنتج الإبداع.
من بين هذه القامات، الشابة فاطمة الزهراء شويطر، عضو بالمجلس الشعبي الولائي بإليزي، كما تنشط في الأكاديمية الجزائرية للتواصل والتنمية كمسؤولة المرأة وقضايا الأسرة.
تجربة هذه المنتخبة تعد رائدة وجديرة بالاهتمام، انطلاقا من الفضاء الذي تبادر فيه ألا وهو منطقة جنوبية نائية من الصعوبة بمكان أن تقتحم المرأة أسوار الأطر المحلية المتوفرة.. كالمجالس الشعبية البلدية والولائية والجمعيات.. وهنا سجلت فاطمة الزهراء، أن المرأة في هذه الجهات غير متحمسة بأن تقدم على أن تكون إلى جانب أخيها الرجل في تحمل مسؤولية التكفل بانشغالات المواطن عندما تقترب المواعيد الانتخابية. وفي هذا السياق، كشفت بأن هناك صعوبات جمة في ملء القوائم الانتخابية بالعنصر النسوي.. زيادة على انعدامه هذه الفئة الهامة من المجتمع في هذه الهياكل في عديد ولايات الجنوب.
هذه الحالة ليست بالقاعدة، بل تشكل الاستثناء، بدليل أن فاطمة الزهراء ترى بأن وجودها في المجلس الشعبي الولائي أكسبها خبرة ملموسة في مرافقة البرامج والمخططات المعدة لهذاالغرض..  كالمتابعة الميدانية لتمدرس الأطفال وتحسيس العائلات بضرورة السماح لأبنائهم بمزاولة تعليمهم، بالرغم من التحديات الموجودة، منها بعد المسافة وانعدام النقل وغياب الطرق.. وغيرها من العوامل المثبطة.. هذا لم يمنع من الرهان على محو الأمية التي حققت نتائج معتبرة..  
وفي هذاالشأن، فإن المجلس الشعبي الولائي بإليزي لا يؤمن بالعمل المكتبي أو الإداري بقدر ما يؤمن بالنشاط الميداني الذي يأتي بالقيمة المضافة، والأكثر من هذا يطلع في عين المكان على أوضاع المواطنين في كل الميادين.. ومثل هذه الصيغة تؤتي ثمارها وهذا عندما يكون المنتخب قريبا من المواطن.
وترى فاطمة الزهراء، أن الأكاديمية الجزائرية للتواصل والتنمية، فضاء يجمع كفاءات قادرة على صناعة الحدث. وفي هذا الإطار، كان لها موعد مع ندوة حول «المرأة البرلمانية في التنمية وتدبير الشأن العام» سمحت بتثمين الجهود التي بذلتها الدولة لتعزيز مكانة المرأة في مختلف القطاعات، خاصة على مستوى الحضور السياسي وبالتحديد المجالس المنتخبة والتي تجاوزت نسبة ٣١٪ مما دعم وجودها في منابر إقامة السياسات ووضع التشريعات على كافة الأصعدة، السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والمساهمة في تدبير الشأن العام.
وتبعا لهذا المجهود المبذول، فقد صنف الاتحاد البرلماني الدولي الجزائر من بين ٣٠ دولة الأولى على المستوى العالمي في تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة.
وفي هذا الشأن، قالت فاطمة الزهراء إن تجربتي كرئيسة لجنة بالمجلس الشعبي الولائي لإليزي، مكنتني من تلمس معاناة وانشغالات عدة شرائح اجتماعية والتقرب منها بشكل مباشر. ووصفت هذه التجربة، بالممتعة والجميلة جدا وهذا من خلال التنقل عبر البلديات والقرى لمعاينة البدو الرحل لحل مشاكلهم المتنوعة ومقاسمتهم معاناتهم، مؤكدة أنه بالرغم مما تتطلبه من جهد وتعب وإخلاص وتطوع، بقدر ماهي مدرسة ميدانية نتعلم فيها الجديد في كل يوم ومع كل قضية ومشكلة… داعية المرأة الجزائرية لفتق عبقريتها بدخول المجالات المتاحة لها… وتحليها كذلك بالإرادة الفولاذية في مواجهة الحياة اليومية، خاصة في مناطق الجنوب، هنا يظهر الفعل السياسي القادر على إقامة فضائل الحوار كآلية لحل مشاكل المنطقة.