طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تزور الوحدة الجوية للأمـن الوطنـي:

حـــوّامات مزّودة بنظــام للرؤيـة اللّيلية للتحكم فـي الوضع الأمنـي

آسيا مني

تغطية جوية شاملة ومستمرة لمختلـف ربـوع الوطــن

تغطية جوية شاملة ومستمرة لمختلف ربوع الوطن، تتحكم فيها أجهزة ضخمة للملاحة الجوية للشرطة الجزائرية، تمتاز بأحدث التقنيات...، حوامات مزّودة بنظام الرؤية الليلية وكاميرات عالية الدّقة، يسهر على تسييرها طاقم شاب متمّكن من آخر التكنولوجيات، كل شيء مضبوط عندهم، انطلاقا من قناعتهم بأنه جهاز يعتمد على السرعة والدقة في نقل الأحداث بمختلف أنواعها الإجرامية والتظاهرات الوطنية وتوجيهها  لمختلف وحداتها العملياتية لنشر قواتها على حسب الصور الملتقطة، من أعالي المدن الجزائرية.
 كانت الساعة تشير إلى تمام الـ 9:30 صباحا، عندما وصل طاقم «الشعب» إلى الوحدة الجوية للأمن الوطني المتواجدة بالدار البيضاء شرق العاصمة، حيث كان في استقبالنا قائد الوحدة، مراقب الشرطة جمال يونسي، وإطارات من إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني.  بداية الخرجة الإعلامية كانت من خلال تقديم شروحات من طرف قائد الوحدة الجوية الذي أبرز الدور الفعّال الذي تلعبه هذه الحوّامات في تعزيز الأمن وذلك بفضل الدعم اللوجيستيكي والمعلوماتي الذي تقدّمه إلى مختلف الوحدات العملياتية وتوجيهها في التدخل السريع بعد تحديد لها النقاط السوداء، ما جعلها ترفع من جاهزية رجال الأمن والقوات المنتشرة في الميدان وتضمن فعالية تدخلهم في أكثر من موضع بطرق احترافية وجد ذكية.
وحدتان جهويتان بالشرق والغرب قريبًا
أبرز قائد الوحدة الجوية من خلال شروحاته التي كانت مرفقة بعرض لمقاطع فيديو، مختلف المهام الموكلة لهذه الوحدة، على غرار التغطية الجوية للأحداث والتظاهرات الكبرى، متابعة السيارات المشتبه فيها بالتنسيق مع المصالح العملياتية خاصة بعد أن تدعمت مؤخرا الوحدة الجوية بنظام إرسال فيديو رقمي عصري، خاص بالحوّامات يضمن التغطية الجوية في الزمن الآني لكافة إقليم الجزائر العاصمة وأجزاء من الولايات المجاورة، ما يسهل من عملية المراقبة بفعالية أكثر. وتركز النشاطات الرئيسية للوحدة الجوية للأمن الوطني على مختلف الأحداث، خاصة مجال سير الحركات الاحتجاجية، التظاهرات الرياضية، تنظيم حركة الطرقات، الزيارات الرسمية، نقل المواد والمرافقة وقد سجلت الوحدة منذ بداية العام الجاري 98 طلعة جوية بمعدل 92 ساعة طيران، في حين سجلت خلال العام المنقضي 1202 طلعة جوية بمعدل 1339 ساعة طيران، ولأجل ضمان صيانة مروحيات الوحدة الجوية التي تملك 135 موظف تقني، مما ساهم بشكل كبير في الحفاظ على النظام العام وسلامة المواطنين وممتلكاتهم ولقد تم تدعيمها بجميع الوسائل البشرية والمادية الضرورية لتأدية مهامها على أحسن وجه مع إمكانية التدخل عبر ربوع الوطن على غرار تدخلها في أحداث غرداية.
وتعد تغطية الحدث والمظاهرات أحد أهم مهام الوحدة الجوية حيث تقوم بتغطية جوية شاملة تسمح بإعطاء وصف دقيق وسريع لمختلف التحركات ما يساعد في اتخاذ القرارات المناسبة وذلك بالتنسيق مع قاعة العمليات لأمن ولاية الجزائر التي يتم إخطارها بمختلف التجاوزات للتدخل السريع والاستغلال الأفضل لقوات الأمن وانتشارها في الميدان وتجنب التطور السلبي للحدث، كما تساعد في تتبع السيارات المشبوهة.
ويعد الإجلاء الصحي من بين المهام التي تضطلع بها هذه الحوّامات، حيث تقوم بإخطار غرفة  العمليات عن الحوادث وتضمن تغطية جوية تساعد في تسهيل عملية إجلاء المصابين.
كما كشف جمال يونسي في سياق حديثه بأن الشرطة الجزائرية تعد من بين أجهزة الأمن القلائل في العالم التي تحوز على وحدة جوية خاصة معززة بآخر ما تم التوصل إليه في مجال الطيران والملاحة الجوية ومن تم تعميم التغطية الأمنية أكثر والتفكير في تعزيز هذا الصرح الأمني.
وبلغة الأرقام كشف يونسي أن الوحدة الجوية للأمن الوطني قامت خلال السنوات الأربع الأخيرة بـ 3338 طلعة جوية بمجموع 3398 ساعة، شملت التغطية الأمنية الكاملة لجميع الطرقات والمحاور الكبرى ومتابعة التظاهرات الرياضية والثقافية التابعة لإقليم اختصاص الأمن الوطني، بالإضافة إلى المساهمة في تنظيم وتسهيل حركة المرور المرتكبة من طرف السائقين كالتجاوزات والمناورات الخطيرة وتملك في هذه الإطار 14 مروحية منها 10مزودة بكاميرات و4 مروحيات موجهة لنقل عناصر التدخل والاتصال.
وتطرق جمال يونسي للحديث عن التكوين النظري والتطبيقي المتخصص الذي يخضع له منتسبو شرطة الطيران للتحكم في الحوّامات وصيانتها باستخدام مختلف التكنولوجيات الذكية التي تساهم في أداء مهامها بكل احترافية على غرار نظام الرؤية الليلية والكاميرات عالية الدقة وتملك الوحدة الجوية، حسب ذات المسؤول طاقم عملياتي تكوّن في مدارس خاصة في الخارج، منها 46 طيارا و11 مشغلا لكاميرات المروحية، كما تملك 7 تقنيين في الملاحة الجوية مكلفين بإعداد الحوّامات وكذا 11 مستغلا للمحطة الأرضية مكلفين باستغلال وصيانة نظام المراقبة عن بعد الخاص بالحوامة.
وكانت لنا فرصة معاينة القسم التقني للوحدة الجوية والذي يعد النواة الأساسية للوحدة حيث نجده مدعم بمعدات متطورة لصيانة حوّامات مزوّدة بنظام للرؤية اللّيلية لمكافحة مختلف الجرائم حيث يضمن نظام كاميرات المراقبة والتغطية الجوية في الزمن الآني.
بدوره أكد محافظ الشرطة نبيل بن عبد الله من خلية الاتصال والصحافة، أن هذه الزيارة التي تهدف إلى تعزيز المخطط الاتصالي للمديرية العامة للأمن الوطني لسنة 2015، قد جاءت بأمر من اللواء المدير العام للأمن الوطني والتي تدخل في إطار تنفيذ المخطط الاتصالي للأمن الوطني لسنة 2015 الرامية إلى ترسيخ مبادئ التعاون بين الشرطة والصحافة، حيث مكّنت مبادئ التعاون بين الشرطة وممثلي الصحافة الوطنية من الاطلاع المباشر على القفزة النوعية التي حققتها الوحدة الجوية للأمن الوطني لاسيما في السنوات الأربع الأخيرة.