طباعة هذه الصفحة

قسنطينة عاصمة الثقافة العربية

تحضـيرات مكثفة بمركب شنـوة في تيبـازة

تيبازة: علاء.م

سمير مفتاح: الحديث عن مقاطعة فنانين للحدث غير صحيح

يحتضن المركب الثقافي «عبد الوهاب سليم»، بشنوة (تيبازة) هذه الأيام، ورشات تكوينية وحصصا تجريبية مكثفة للفنانين المعنيين بتنشيط حفل الافتتاح الرسمي لتظاهرة «قسنطينة عاصمة للثقافة العربية»، المرتقبة منتصف الشهر القادم بعاصمة الشرق الجزائري.
يرتقب أن تحتضن قاعة الزينيت بمدينة الجسور المعلقة يوم 16 أفريل2015، عملا فنيا متميزا بعنوان «ملحمة قسنطينة»، يعتبر من أحسن الأعمال الوطنية المنجزة في هذا الإطار من حيث كونها جزائرية محضة.هذا ما توقفت عنده «الشعب» بعين المكان.

في هذا الإطار تفقدت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، الورشات التحضيرية خلال الأسبوع المنصرم، خلال زيارة خاطفة لم يعلن عنها، ووقفت على عدّة جوانب من سيرورة العملية التي تشهد حاليا وتيرة متصاعدة، كما نظم الديوان الوطني للثقافة والإعلام نهاية الأسبوع الفارط زيارة موجهة لفائدة الإعلاميين، للاطلاع عن كثب على عملية التحضير الجدي التي تشهدها حاليا أروقة وورشات المركب الثقافي بشنوة، بحيث أكّد القائمون على شؤون الديوان على كون عملية التحضير تسير حاليا في ظروف جدّ عادية، ولم تتأثر بعمليات التشويش المغرضة التي أضحت تراهن على فشلها، كما أكّد المكلف بالإعلام على مستوى الديوان سمير مفتاح على أنّه لم يشرع إلى حد الساعة في إرسال الدعوات للفنانين المعنيين بتنشيط التظاهرة، وهي النشاطات التي يرتقب أن يشرع فيها خلال شهر ماي المقبل، ومن ثمّ فلا مجال للحديث عن مقاطعة بعض الأقطاب الفنية للتظاهرة مثلما يروج له حاليا ببعض وسائل الإعلام.
وأضاف ذات المتحدث قائلا بأنّ عدّة قطاعات عمومية معنية بالمساهمة في إنجاح التظاهرة ومن بينها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي التي ستسخّر جملة من شاحناتها وإمكاناتها المادية لإنجاح حفل الافتتاح على غرار ما حصل بتظاهرة «تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية» سنة 2011، أمّا عن المساعدات التقنية الخارجية، فهي تقتصر حسب ذات المتحدث على الإضاءة والكوريغرافيا، بحيث سيعكف فريق صيني متخصص على التكفل بالعملية خلال حفل الافتتاح، وكذا عرض «ملحمة قسنطينة» في بادرة لابد منها لاستدراك النقائص المسجلة في هذا المجال وطنيا، ولاسيما خلال عرض الملحمة، بحيث يظهر الفنانون على الخشبة بشكل مصغّر بالنظر إلى شساعة قاعة العرض التي تسع لـ3000 مقعد، ومن المرتقب بأن تساهم تقنيات الإضاءة الحديثة في تحسين فصول الملحمة لدى المشاهد.

استخدام تقنية الصورة الثلاثية الأبعاد

وعن موضوع الملحمة التي يرتقب بأن تعرض على الجمهور 5 مرات طيلة التظاهرة، وعلى مدار ساعتين متتاليتين، بمشاركة قرابة 450 فنان من 25 ولاية عبر الوطن، أشار مخرجها علي عيساوي بأنّه ستستعمل بها تقنية الصورة الثلاثية الأبعاد، ما سيضفي على الملحمة طابعا دراميا مميزا يمكن الكوميدي من التناغم مع العرض الصوري فوق الخشبة، بحيث ستسمح الخبرة الصينية في هذا المجال بتقديم عرض متميز للجمهور بشكل يضمن الفرجة والمتعة.
كما قال عيساوي إن موضوع الملحمة مستوحى من عمل فني شامل، أشرف عليه 5 دكاترة من جامعة قسنطينة، تحت إشراف الدكتور عبد الله حمادي، وتمّ خلالها جرد مختلف المحطات التاريخية التي مرّت بها مدينة الجسور المعلقة عبر العصور والى غاية الاستقلال، مع التركيز على فترات حكم النوميديين والبيزنطيين والفتوحات الإسلامية، وحقبة الانتداب العثماني وانتهاءً بالعهد الاستعماري الفرنسي، بحيث يرتقب أن تتضمن كلّ حقبة لوحات فنية، تعبّر عنها من خلال الرقص والغناء والعروض المسرحية المسلية، مع إعطاء جوانب اللغة واللباس قدرا كبيرا من العناية، وسيتقمّص الفنان القدير إبراهيم زروق شخصية الفاتح الإسلامي «عقبة بن نافع»، الذي جاء إلى المنطقة فاتحا وحاملا لرسالة الإسلام.
كل الدول العربية أكدت مشاركتها
وعن المشاركة العربية بالتظاهرة، أشار المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، على هامش زيارته الخاطفة لكواليس التحضير للملحمة بتيبازة، إلى توجيه الدعوة لـ21 دولة عربية أكّدت مشاركتها من خلال الأسابيع الثقافية، على أن تحظى دولة فلسطين بشرف تنظيم أول أسبوع ثقافي، تليها مصر والعربية السعودية، وباقي الدول العربية الأخرى لاحقا، كما يرتقب تنظيم قوافل ثقافية إلى مختلف ولايات الوطن لتمكين مجمل المواطنين عبر كافة أرجاء الوطن من التفاعل الإيجابي مع التظاهرة، بحيث يرتقب مشاركة قرابة 750 فنان بحفل افتتاح التظاهرة يومي 15 و16 أفريل القادمين، بتنظيم استعراض شعبي يبرز مختلف أوجه الثقافة العربية، من خلال قوافل الفرق والولايات والدول العربية المشاركة، ستجوب مختلف شوارع قسنطينة.