طباعة هذه الصفحة

تحــاليل وآراء حـول مـواضيع الساعة بمجلـة «الجـيش»

إنجــازات الصناعــة العسكريــة، 8 مــارس، الصحــراء الغربيـة في الواجهـة

فنيدس بن بلة

مثلما عودتنا بتناولها لمواضيع ثرية ولا تترك الأحداث تمر مرور الكرام، صدرت مجلة «الجيش» لشهر مارس في أبهى حلة، كاشفة عن احترافية في تغطية قضايا الساعة. وهي مهنية شكلت على الدوام قوة المجلة ومداومتها على الجدية في نقل صور ووقائع تهم الشأن الوطني، لاسيما في شق قطاع الدفاع عصب الأمن الوطني والدرع الواقي من كل الأخطار والتهديدات.
تتضح هذه المسألة من خلال تفحص لمواضيع متعددة عالجتها المجلة بتناسق وحللتها ببعد النظر ورؤية استشرافية. هي مواضيع متعاقبة رصدتها خلال شهر مارس، تتصدرها الاحتفالية بعيد المرأة المصادف لـ8 مارس من كل عام. وهي ذكرى توقفت عندها المجلة بنشر رسالة رئيس الجمهورية المتضمنة للمكاسب المحققة للجزائرية، بفضل الإصلاحات السياسية التي كسرت الحواجز والممنوعات وأدخلت المرأة إلى المجالس المنتخبة من بابها الواسع.
توقفت «الجيش» عند عيد المرأة وأعدت ملفا بالمناسبة تبرز من خلاله كفاح وطموح ومكاسب النساء منذ الإعلان التاريخي عام 1977 يوم عالمي للمرأة من قبل الأمم المتحدة، مسلطة الضوء على جزائريات سجلن أسماءهن بأحرف من ذهب من خلال بطولات مجاهدات وتضحيات شهيدات ومسارات حافلة.
سلطت «الجيش» الضوء على نساء عسكريات رفعن التحدي، مجيبة على أسئلة كيف أعطت دول أدوارا أوسع في جيوشها خاصة في مجال الخدمات الطبية وتسيير الموارد البشرية والسكريتاريا والإعلام الآلي والمراقبة الجوية، وأعطت أمثلة في رصد مسار مؤلفات كبيرات عن الروائية العالمية الجزائرية آسيا جبار.
وأجرت حوارات مع وجوه إعلامية نسائية متميزات قدمن شهادات حية عن تجربتهن في الميدان وإرادتهن التي حولت المستحيل إلى ممكن. من هؤلاء السيدة أمينة دباش، الرئيسة المديرة العامة لجريدة «الشعب»، التي قالت «إن 34 عاما من مساري المهني يعد ثمرة للجهود التي بذلتها وإخلاصي لمهنتي ووطني».
من جهتها، قدمت السيدة نعمة عباس الرئيسة المديرة العامة لـ»المجاهد» شهادتها، مؤكدة أنها صحفية وستظل تعشق المهنة التي اعتبرتها حياتها، وقدمت  فاطمة ولد خصال، ثريا زرفاوي، سهيلة الهاشمي، اسمهان مومني من مؤسستي الإذاعة والتلفزيون شهادات عن دور كل واحدة منهن في تأدية الوظيفة الإعلامية بروح المسؤولية ونقاء الضمير تطبيقا للقاعدة حق المواطن في الإعلام.
توقفت المجلة عند إنجازات حققها القطاع العسكري اعتمادا على شراكة استراتيجية، في صدارتها تدشين الفريق قائد صالح لخروج أول شاحنة من نوع مرسيدس زيتروس، وهي شاحنة تعزز خدمات الجيش الوطني الشعبي المستمر في العصرنة والاحترافية تؤهله لمواجهة التهديدات الخارجية، خاصة وأن الاستقرار والأمن يعتبران أساس التنمية والتطور.
إنها مسألة كانت مضمون افتتاحية المجلة التي أعطت قراءتها لمفهوم الوحدة الوطنية التي تتمحور حسب كاتبها حول مرتكزين المعنوي والمادي، الأول يشمل وحدة الدولة وتكاملها من خلال النظم والقوانين والمؤسسات، والثاني تماسك المواطنين في نسيج اجتماعي يقوي اللحمة ويعزز الانتماء للأمة والوطن والدفاع عنه في كل الظروف.
وبما أن الجزائر تعيش في محيط دولي دائم التحول، ركزت «الجيش» على قضايا مبدئية في سياسة الجزائر الخارجية، منها الصحراء الغربية آخر مستعمرة إفريقية، التي يخوض سكانها نضال مستميت من أجل تقرير المصير.