طباعة هذه الصفحة

من أبرز أعيان الجنوب والجزائر

الشيخ مولاي تهامي.. جهود مضنية في تدريس علوم الدين

توفي فجر يوم الخميس، شيخ المدرسة القرآنية مالك بن أنس بزاوية أوقديم بأدرار وعضو المجلس الإسلامي الأعلى مولاي توهامي غيتاوي بباريس (فرنسا) عن عمر يناهز 61 سنة بعد رحلة علاجية، حسبما علم من نجله الأكبر غيتاوي محمد.
ويعد الشيخ الراحل مولاي توهامي الذي ولد سنة 1954 من أبرز أعيان الجنوب والجزائر من خلال مسيرته العلمية الحافلة وجهوده المضنية في إصلاح ذات البين وتدريس علوم الدين والتكفل بعابري السبيل بالمدرسة القرآنية بزاوية أوقديم التي تستقطب الوافدين من داخل وخارج الوطني سيما من بلدان الساحل الإفريقي.
وقد تبوأ الفقيد عدة مواقع خلال مسيرته العلمية الحافلة التي بدأها منذ 1970 حيث عين إماما لمسجد قصر أوقديم ببلدية أدرار والذي أسس به زاويته وبنى فيه مدرسته القرآنية لنشر علوم الدين سنة 1990 حيث خرجت أفواجا من حفظة القرآن والأئمة والمعلمين الذين وفدوا إليها من مختلف ولايات الوطن ومن دول مالي والنيجر ونيجيريا وموريتانيا والسينغال وبوركينافاسو وغيرها، حسبما أشار إليه أحد تلامذة الراحل الأستاذ محمد امحمدي.
كما عين الشيخ الفقيد عضوا للمجلس الإسلامي الأعلى سنة 1998 بعد أن كان مقدما للطريقة الموساوية الكرزازية لينصب في 2001 عضوا في الأمانة العامة للجمعية الوطنية للزوايا ليترأس سنة 2010 الجمعية الوطنية للأعيان والعقلاء ثم بعدها رئيسا لرابطة علماء الجزائر وزار عدة بلدان عربية مثلما أضاف الأستاذ امحمدي.
وقد رحل الشيخ مولاي توهامي غيتاوي مخلفا وراءه إرثا فكريا شمل العديد من المؤلفات في علوم الفقه والدين والحديث النبوي الشريف وصرحا علميا يتمثل في الزاوية التي أرادها أن تكون قبلة لطلاب العلم والمريدين من خلال الأنشطة الفكرية والملتقيات الوطنية والدولية التي بادرت بتنظيمها حول سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم حسب المتحدث ذاته.
وستقام مراسم تشييع جنازة الشيخ غيتاوي مساء اليوم بمسجد الشيخ سيدي محمد بلكبير، حسبما أكدته أسرة الفقيد حيث من المرتقب أن تستقبل المدينة وفودا كبيرا لإلقاء النظرة الأخيرة على الشيخ الراحل الذي سيوارى الثرى بمسقط رأسه بأدرار بعد نقل جثمانه من فرنسا إلى أرض الوطن.