طباعة هذه الصفحة

الخبير شعلال:

تحقيق التنميـة المستدامـة بعقلنـة استعمال التكنـولوجيـا

حياة. ك

لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة دون تحقيق المعادلة الثلاثية المتمثلة في البيئة، الاقتصاد والمجتمع، بحسب تأكيد الخبير الدولي في مجال الطاقة والبيئة عمر شعلال، الذي يعتبر المورد البشري مهما جدا لبلوغ ذلك، لكنه في الوقت ذاته يلح على ضرورة الاعتماد على التكنولوجيا النظيفة للوصول إلى هذا المبتغى.

الفارق بين التطور الكبير الذي بلغته بعض الدول وتلك التي ماتزال تحث الخطى لبناء مستقل أفضل، يتمثل في استعمال التكنولوجيا، غير أن هذه الأخيرة لا يجب أن تكون على حساب المحيط والبيئة، ولا ترهن صحة السكان وحياتهم، التي تظهر من خلال الأمثلة الصادمة حول الكوارث التي خلفها التقدم الصناعي الذي بلغته دول من قارة آسيا على غرار الصين، التي عرضها الخبير شعلال، داعيا الصحافيين للعب دورهم في الجانب التحسيسي والتوعوي، بالأخطار التي تهدد البيئة والتي هي بالدرجة الأولى من صنع الإنسان.
على هذا الأساس لا يمكن «الجري لتحقيق التقدم على حساب البيئة والمحيط المعيشي للسكان، الذين لا يمكنهم التمتع بالطبيعة، التي غزتها الانبعاثات الغازية السامة والقاتلة بفعل التطور الصناعي «، وهذا ما عمد الخبير شعلال لإبرازه والتركيز عليه، خلال إشرافه على الدورة التكوينية لفائدة الصحافيين من قطاع الصحافة المكتوبة نهاية مارس الفارط، التي احتضنتها وزارة تهيئة الإقليم والبيئة، والمؤطرة من قبل أكاديمية «بيجي» الفرنسية، بالتعاون مع وكالة «جي.اي.زاد» الألمانية.
وعن التكنولوجيا، أوضح ذات الخبير وهو يشرح مختلف المراحل التي تتحول فيها المادة والطاقة المكونة من منتوج قابل للاستهلاك إلى نفاية تلقى في أي مكان وبأي طريقة، دون معرفة الأخطار التي تسببها للبيئة والمحيط والنظام الإيكولوجي؛ حذر المتحدث من أن التكنولوجيا، التي تعد سلاح الدول المتقدمة الذي تخيف به غيرها من الدول النامية، أنها قد تتحول إلى نقمة في يد من لا يحسن استعمالها. ودعا في هذا الصدد، إلى ضرورة ترشيد وعقلنة استخدامها بما ينفع البشرية في حاضرا ومستقبلا، وبما يسمح بتحقيق الأهداف المتوخاة من ذلك، من خلال تطوير الاقتصاد الذي يؤدي إلى تحقيق الرفاهية للمواطنين، دون أن ينعكس ذلك على الإطار المعيشي لهم، أي بالحفاظ على المحيط الذي يعيشون فيه ويتقاسمون منافع الموارد التي يتوفر عليها.
وقد أكد من خلال الأمثلة والروبرتاجات المصورة التي قدمها للصحافيين الذين استفادوا من هذا التكوين، على ضرورة جعل البعد البيئي في قلب المشاريع الاقتصادية الصناعية، والتي لا يجب أن تؤثر على الجانب الاجتماعي والثقافي للمواطنين، ولا يرهن مستقبل الأجيال القادمة في الموارد الطبيعية.
عدة مواضيع ذات صلة بالبيئة، قدمها الخبير الدولي، منها ما تعلق باستغلال الغاز الصخري الذي مايزال يطرح إشكالية، بين مؤيد لهذا النوع من الغازات بديلا للتقليدي ومعارض لاستغلاله، كونه يمثل خطرا على البيئة، غير أنه لم يكن للمتحدث رأي واضح حول هذا الموضوع. كما أثار قضية الأمن البيئي، الذي لا يمكن تحقيقه إلا بترشيد استغلال الموارد السطحية والباطنية للماء، باعتباره أساس الحياة، والذي يمكن أن تشنّ من أجله حروب في المستقبل.
لذلك، يفضل شعلال «الماء على المحروقات»، ويؤكد جازما أن أي مشروع لا يعير اهتماما للجانب البيئي لن يفيد الإنسان، وإن أفاده ستكون أضراره، لا محالة، أكثر بكثير من الفائدة التي يجنيها منه.