طباعة هذه الصفحة

الفنان المسرحي عبد المجيب عبد السّميع

“ تثمين أداء من تبقى من ممارسي هذا النّوع من الفنون”

معسكر :أم الخير سلاطني

أكّد الفنان المسرحي عبد المجيب عبد السميع، صاحب “القوال” في مسرحية “أنا الكلب المداح” ، للكاتب محمد مقدم الجزائري والمنتجة في سنة 1989، عن مسرح معسكر الجهوي، والتي ما يزال الطلب عليها واردا بعد أن لاقت رواجا كبيرا في ربوع الوطن عبر أكثر من 150 عرض، بأنّ مسرح الحلقة، ببساطته تضرب جذوره في عمق التراث المغاربي والعالمي على وجه العموم، بصفته يتناول المواضيع ذات البعد الاجتماعي والتي لها صلة بالواقع المعاش، فضلا عن ما ترويه قصص القوال من حكم في روايات يحاكي بعضها الخيال وبعضها تنسجه الأحداث التي يتأثر بها الجمهور الواسع لمسرح القوال، دون غيره من أنواع المسرح.
وقال الفنان عبد المجيب عبد السميع في حديث لـ “الشعب”، أنّ جمهور مسرح “القوال” في الجزائر يتنقل خصيصا إلى الأسواق الأسبوعية، لحضور عروض القوال البسيطة والمتميزة، خلاف ما تشهده المقاعد الشاغرة في قاعات المسارح العصرية والمجهزة، بسبب عزوف الجمهور عن حضور المسرحيات، لخلفيات تتعلق برداءة العروض ـ كما ذكر الفنان المسرحي ـ وارتباطها بالمادة أساسا.
واعتبر عبد المجيد عبد السميع ، المدعو “موستيكات”، أنّ الموهبة الفنية لا يجب أن تتأثر بالعامل المادي، كما تعتمد عليه أغلب الأعمال الفنية، التي تُرصد لها مبالغ طائلة لقاء عروض هزيلة لا تلقى الكثير من النجاح، مقارنة بمسرح الحلقة الذي يقام ـ حسبه ـ في أغلب الأحيان في الأماكن العمومية والساحات والأسواق، أين لا يتقيد عرض “القوال” أو “المداح” بالخشبة، ويتمكن من التفاعل مع الجمهور وإشراكه في العرض المقدم.
ويضيف الفنان أن بساطة اللغة والوسائل والأداء المسرحي، نشأت من خلاله علاقة وطيدة ومنسجمة بين هذا النوع من الفن المسرحي وبين الجمهور المتلقي، حيث لا تعترف تلك العلاقة بفوارق الزمن والفوارق الاجتماعية، مذكرا في سياق حديثه بأنّ تاريخ “القوال” يعود إلى الأزمان الغابرة، أين كان يخصّص للملوك والسلاطين “قوالين”، على غرار “عيقوب لقرع”، قوال الأمير عبد القادر الذي تكلم عنه واسيني الأعرج في كتابه، وأشار إلى أن مسرح القوال ما يزال يحافظ على مكانته في الجزائر خصيصا، بالرغم من أزمة عزوف الجماهير عن حضور العروض المسرحية في الفترة التي تلت العشرية السوداء، مما يستدعي ـ حسبه ـ التشجيع المعنوي لمؤدي القوال عبر الوطن، قصد تعزيز هذه المكانة والمضي بها نحو العناية بالتراث، وإنعاش القطاع الفني ومنه القطاع السياحي، عملا بتجربة المغرب أين يجلب هذا النوع من المسارح التقليدية المئات من السياح.
ويرى عبد المجيب عبد السميع أن “القوال” لا يحتاج إلى دعم مادي كبير، للاهتمام به وتكوين مواهب فنية الشابة، بل يستدعي دعمه خططا محكمة وتنظيم مهرجانات خاصة به، واكتشاف المواهب وتثمين أداء من تبقى من ممارسي هذا النوع من الفنون.
من مسرحية “أنا الكلب المدّاح”
من نص منقح عن قصة “الزير سالم” لألفريد فرج، للكاتب محمد مقدم خريج معهد السينما بالعراق، حيث تحكي القصة حرب البسوس التي دامت 40 سنة بين قبيلتي بكر وثغلب بسبب ناقة جرباء، والتي تنبأ بها الكاتب المسرحي بالمأساة الوطنية أثناء العشرية السوداء، حيث يقول:
أنا الكلب المداح، كلامي ما فيه صلاح
لو كان ما نقول كلمة الحق ما يبقى ضميري مرتاح..
أنا الكلب المداح
مانيش عالم في الأديان، قاري في إيران ومترعرع فالسودان
نحلّل ونحرّم كيما نبغي..قولي هل يجوز ذبح الدجاج بالزجاج