طباعة هذه الصفحة

مدينة العلم والعلماء ترفع الرّهان

برنامج ثريّ ومتنوّع لإحياء سنة قسنطينة الثّقافية

هدى بوعطيح

سرتا تشع بحضارتها في ملتقيات ولقاءات ومهرجانات دولية

يرفع الستار رسميا عشية اليوم، عن تظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية”، حيث ينطلق الرهان الذي رفعته مدينة العلم والعلماء، لتكون على مدار سنة كاملة عروسا تتجلى بثقافتها وفنها، وتشع بحضارتها وأصالتها وتاريخها العريق.

سيرتا ستعيش سنة بأكملها على وقع المهرجانات والحفلات والملتقيات، والندوات واللقاءات الفكرية والأدبية والتاريخية، برنامج متنوع وشامل ستشهده قاعات وشوارع مدينة الصخر العتيق، والتي ستكون قبلة يحج إليها ألاف الوفود القادمين من مختلف الدول العربية لمشاركة “جوهرة الشرق” عرسها الثقافي، والذي سيكون مناسبة لإبراز معالم انتمائنا الثقافي للعالم العربي.القائمون على التظاهرة يتحدثون عن برنامج ثري ومتنوع، ستعرفه قسنطينة وما جاورها، أعمال فنية وثقافية سنشهد ميلادها خلال هذا الحدث من المسرح إلى السينما إلى الأدب والتأليف، فالجزائر وضعت نفسها أمام تحد صعب، يتطلب تجندا كبيرا لتقديم نظرة أخرى مغايرة عن الثقافة الجزائرية، كما كان الحال في “الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007” و«تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011”.
50 عرضا مسرحيا جديدا
سيكون عشّاق أبي الفنون خلال التظاهرة، على موعد مع العديد من الانتاجات المسرحية، حيث من المنتظر أن تكون بداية العروض يوم 23 أفريل الجاري بعمل فني ضخم بعنوان “صالح باي” لتنطلق العروض عبر مختلف المسارح الجهوية.
فقد برمجت دائرة المسرح 140 عرض مسرحي، من بينهم 50 مسرحية جديدة، تم انتقاؤها من طرف أعضاء لجنة القراءات و ذلك من أصل 118 مشروعا لنصوص مقترحة ـ حسب ما صرح به سابقا ـ مسؤول دائرة المسرح بالتظاهرة محمد يحياوي، حيث تم إنتاج 07 مسرحيات من التراث، تعود لعبد القادر علولة، مالك حداد، كاتب ياسين، الطاهر وطار وعبد الحميد بن هدوقة..سيستمتع بمشاهدتها القسنطينيون 03 أيام من كل أسبوع، لتنتقل أيضا إلى بعض المسارح الجهوية بولايات شرق البلاد، فضلا عن تنظيم منتديات ثقافية ومعرض حول تاريخ المسرح القسنطيني.
وسيكون للأطفال نصيب في التظاهرة، حيث أشرفت جمعيات وتعاونيات على إنتاج 10 مسرحيات لهذه الفئة، من بينها 03 تعاونيات من الجنوب الجزائري، فضلا عن تقديم عملين خاصين إحداهما لفاقدي البصر والثاني للمعوقين حركيا، إلى جانب 4 أعمال لفنانين من مصر، فلسطين، تونس والعراق، وعمل فني عربي ضخم يقدم في اختتام التظاهرة.
17 فيلما بين طويل وقصير ووثائقي
مما لا شك فيه أن تظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية” ستكون فرصة لانتعاش الفن السابع في الجزائر، حيث يتسابق المخرجون والفنانون وكتاب السيناريو لتقديم أعمال ترقى إلى المستوى المطلوب.
وحسب القائمين على التظاهرة، أسماء لامعة ستسجّل حضورها خلال التظاهرة بأعمالها السينمائية بين الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية، ستسلّط الضوء عن تاريخ مدينة الجسور المعلقة، وعلى رأسهم محمد حازورلي الذي سيقدم فيلم “العتيق”، و«لا زبيدة” ليحيى مزاحم، كما يطل علي عيساوي على جمهوره بفيلم “البوغي” المستوحى من كلمات أغنية البوغي للطاهر الفرڤاني.
إضافة إلى فيلمين قصيرين بعنوان “نجمة” و«المدرس”، فيما تشمل الأفلام الوثائقية 09 أعمال على غرار “الهجوم إلى الأمام” لبدر الدين بن تريدي ورمضان إيفيني، “بابلون قسنطينة” لأحمد فنان والذي يتحدث عن تاريخ سيرتا العريق، “معانقات الجسور” لإبراهيم زكريا، وفيلم آخر يحكي عن تاريخ مدينة الجسور المعلقة الثوري بعنوان “المقاومة الرائعة لقسنطينة ضد الاستعمار” لجلول حية، ويقدم المخرجان جيلالي بسكري والحاج الطاهر “جسور قسنطينة”، فيما اختار المخرجان حبيب فوغالي وحسني كيتوني تقديم فيلمين يسردان فيهما أسرار هذه المدينة، وهما على التوالي “خفايا قسنطينة” و«لو نحكي قسنطينة”.
09 مهرجانات، 12 معرضا وقوافل فنية
تشمل تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، تنظيم معارض مرتبطة في أغلبها بالتراث، إلى جانب صالون حول فن النحت الجزائري، ومعرضين مخصصين للموسيقى الأندلسية والموسيقى التقليدية، كما سيتم تنظيم 9 مهرجانات 05 منها دولية، و3 قوافل فنية و13 ملتقى دوليا يعالج تاريخ قسنطينة، كما ستحتضن التظاهرة صالونا عربيا للكتاب، فضلا عن أسابيع ثقافية ستشمل 21 بلدا عربيا و21 آخرا من آسيا وأوروبا.
ومن المنتظر أن يتم نقل مهرجان الفيلم العربي لوهران استثنائيا إلى قسنطينة، خلال شهر سبتمبر، إضافة إلى المهرجان الدولي للخط العربي، كما سبق وأن صرحت به وزيرة الثقافة نادية لعبيدي.
1000 كتاب وحفلات متنوّعة
ستتعزّز الساحة الأدبية خلال هذا الحدث الأدبي الكبير بما يقارب 1000 كتاب في مختلف التخصصات والمعارف التاريخية والأدبية والعلمية، وسيتم بالمناسبة تنظيم أيام دراسية وملتقيات وصالونات خاصة بالكتاب والنشر.
وتحيي فرق موسيقية ليالي سيرتا على مدار السنة، حيث يتضمن البرنامج تنظيم أزيد من 180 حفل كبير بقصر “الباي”، و«ليالي للموسيقى والغناء العربي”، ناهيك عن عروض للبالي الوطني وباليهات بعض الدول المشاركة، فضلا عن تنظيم 3 مهرجانات في الرقص العربي والأفريقي والفلكلوري والعصري، إضافة إلى تسجيلات للتراث الموسيقى يشمل 36 قرص مضغوط حول موسيقى المالوف.
وزارة الشّؤون الدّينية في الموعد
ستكون وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الموعد خلال الفعالية بتنظيمها لمجموعة من الملتقيات واللقاءات، التي تبرز في مجملها علماء وحواضر مدينة الصخر العتيق، على غرار “ابن باديس في الثقافة العربية الإسلامية” بالتنسيق مع مؤسسة بن باديس، “أوقاف قسنطينة”، “شروط  تحقيق المشروع الحضاري لمالك بن نبي”، “زوايا قسنطينة ودورها في الهوية الوطنية”، إلى جانب ملتقى “الاجتهاد والإنتاج العلمي القسنطيني”، “علماء حاضرة قسنطينة في خدمة السنة النبوية”، و«المرأة الجزائرية: الرمزية الدينية والاجتماعية في الثقافة الإسلامية والمخيلة الشّعبية”.