طباعة هذه الصفحة

قاد المقاومة في الصّحراء ضدّ الاستعمار الفرنسي

الشيخ أمود بن المختار من مواليد سنة 1859، وهو ينتمي إلى قبيلة إيمنان التي استوطنت منطقة جانت من الساقية الحمراء ووادي الذهب، وفي هذه المدينة الصحراوية حفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية. استطاع الشيخ أمود أن يتزوّد بالعلم والمعرفة، فقام بعدة رحلات علمية منها رحلته إلى مدينتي تمنراست وعين صالح، ممّا جعله محطّ أنظار سكان قبائل التوارق، الذين التفوا من حوله عندما نادى إلى الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي في المنطقة.
كانت أهم معركة خاضها الشيخ أمود ضد الاستعمار الفرنسي، هي الهجوم على الحملة الاستطلاعية العسكرية بقيادة العقيد فلاترس، والتي تمّ القضاء عليها بوادي تين ترابين بتاريخ 16 فيفري 1881، وكان من أهم نتائجها تعطيل تقدّم الجيش الفرنسي في الصحراء لمدة عشرين سنة، حيث شارك في معركة «تيت» بالقرب من تمنراست في 7 ماي 1902 التي انتهت بموافقة الأمينوكال موسى أق مستان على توقيع الصّلح يوم 21 جانفي 1904.
وتتضمّن الاتفاقية اعتراف الأمينوكال باحتلال الفرنسيّين للصحراء، والالتزام بعدم مهاجمتهم، لكن الشيخ أمود رفض الاعتراف ببنود هذه الاتفاقية وأكّد عزمه على مواصلة الجهاد ضد الفرنسيين فوقف في وجههم سنة 1908، عندما حاولوا الاستيلاء على مدينة جانت مسقط رأسه وأرغمهم على التّراجع إلى حين، لكنهم أعادوا الكرة مرة فقاموا باحتلال جانت سنة 1909.
تراجع الشيخ أمود إلى ليبيا والتحق بالسنوسين سنة 1913 ليعود إلى الطاسيلي ويقود الجهاد مجدّدا ضد الاحتلال الفرنسي، فلجأ هذا الأخير إلى طرق عديدة لمحاولة إعادة الاستقرار والأمن بالصحراء دون جدوى، فتقدّمت الإدارة الاستعمارية بعرض للصّلح إلى الشيخ أمود، لكنه رفض أي اتفاق مع العدو مفضّلا مواصلته الكفاح إلى غاية سنة 1923.
ومن أهم المعارك التي خاضها المجاهد أمود معركة بئر الغرمة سنة 1881، معركة أتيت سنة 1909، عين أميجين في 13 جوان 1906، معركة إسين في 13 أكتوبر 1915، أسوالان في 8 أوت 1916  ومعركة أسكار سنة 1917.
انتهت مقاومة الشيخ أمود ضد الاحتلال الفرنسي سنة 1923، ومغادرته التراب الجزائري إلى فزان بليبيا التي توفي بها  سنة 1928.