طباعة هذه الصفحة

كمال يوسف تومي أحد كبار المخترعين الجزائريين بالولايات المتحدة لـ «الشعب»:

الدول الكبرى حققت تقدمها بفضل الابتكار

حاوره: لحرش عبد الرحيم

علاقــة جدليــة بــين مراكـز البحـث والمؤسسات

الجزائريـون يملكـون مؤهـلات  ويحتاجـون إلى بيــئة علمـيــة مساعـدة

البروفيسور كمال يوسف التومي، إبن مدينة قصر البخاري، بولاية المدية، يعد من أشهر وأبرز العقول المهاجرة إلى أمريكا. نجح في اختراع أسرع روبوت في العالم بإمكانه كتابة 1300 سطر في الثانية عام 1990، فضلا عن جهاز سكانير للشركة العالمية “سامسونغ”، ليصبح أكبر مختص في علم الروبوتيك والهندسة الميكانيكية. يعمل مع كبار الشركات العالمية كـ«سامسونغ ومرسيدس”، حيث يقوم في كل مرة بتطوير الروبوتات المصنّعة لها، بالإضافة إلى تعامله مع وكالة «ناسا» الأمريكية. حقق الرواج إلى أبعد حد... كل التفاصيل في هذا الحوار الحصري الذي أجرته “الشعب” مع المخترع الجزائري على هامش نشاط فكري بجامعة غرداىة٫مؤخرا.
«الشعب»: ما هي الأسس التي يقوم عليها البحث التكنولوجي والعلمي في أمريكا، كونها قوة عظمى؟
 البروفيسور كمال يوسف التومي: البحث العلمي في أمريكا شيء مقدس، وهو يقوم على التركيز في كثير من المجالات بربطه بعدة جوانب، يربط بين المقاييس والبحث بحيث أن هناك جوانب مهمة عند الأمريكيين هي البحث والخبرة. وفي الجزائر، يجب التنويع في الدروس والأبحاث، لأن هناك مواضيع تدرس في الجامعات الجزائرية تجاوزها الزمن، كما أن هناك جوانب من البحث العلمي نظرية تنظر إلى أشياء أساسية، يجب أن تسقط على الجوانب التطبيقية مع الشركات والمؤسسات الكبرى.
كيف هي نظرة الدول الكبرى التي تتعاملون معها لمجال الابتكار؟
 هناك نظرة استشرافية للدول المتقدمة والشركات الأجنبية في هذا المجال. فالشركات الأجنبية تركز على أساليب النجاح، أي الابتكار بالمنافسة والتميّز، بحيث أن نظام الابتكار هو الأساس. هناك ضيق للأبحاث في النظام الجديد، وعليه يجب أن تكون هناك جامعات بحث جزائرية متخصصة حتى يتفرغ الباحثون لمختلف الأبحاث والاختراعات. كما أن أمريكا، مثلا، تخصص وقتا خاصا للباحثين في مختلف الجامعات مع الشركات والمؤسسات من أجل تبادل الخبرات.
 ما هي الحلول في نظركم لتطوير البحث العلمي في الجزائر؟
 أرى أن هناك عدة خطوات يجب أن تقوم بها الجزائر حتى تشجع البحث العلمي. ومن جملة هذه الحلول المتوفرة في الجزائر، يجب أن يكون للأستاذ يوم مخصص في الأسبوع حتى ينفتح على الشركات الاقتصادية والتجارية، لأنّ كثرة الشركات لا تمنع من احتكار المعرفة.
في أمريكا مثلا، يفرحون عندما يجدون الأساتذة يبحثون في مجالات البحث العلمي والتكنولوجي، وعليه إذا أردنا أن تكون هناك جامعات للبحث يجب إعادة تنظيم منظومة التعليم العالي، بإدخال جوانب الأبحاث وتشجيع الابتكار والاختراع والعمل بالاختراعات، لا أن تبقى على ورق ورسوم. فالجزائريون لديهم قدرات عالية لا تنقصها سوى البيئة المناسبة لتتفجر إبداعاتهم وأولها تحسين طرق التعليم والبحث.
هل ترون أن النظام الجديد «ل.م.د» أحسن من النظام الكلاسيكي أو على الأقل قام بتغيير نوعي جديد؟
بين المنظومات الإصلاحية من النظام الكلاسيكي إلى النظام «ل.م.د»، أحسنها في هذا التطور هو النظام الرقمي، أي لا الكلاسيكي ولا «ل.م.د»، بحيث يعتمد هذا النظام على أن يكون هناك فريق عمل يساعد الأستاذ في تقديم الحصة، وكل مساعد يتمتع بخاصية مميزة به ولكل مساعد إضافة يقوم بها، حيث أن كل الدول النامية تشجع احتكار المعرفة وتمشي بنظام ضعيف في البحث والاختراع، بينما في الدول المتطورة هناك مكاتب في الجامعات لمنع احتكار المعرفة.
ما هي النصائح التي تقدمها للأساتذة الجامعيين في تطوير البحث ومرافقة الطلبة؟
على الأساتذة الجامعيين أن يرافقوا طلبة الدراسات العليا بإعادة ترتيب أوقاتهم ورفع مستوياتهم وإدخال بعض الأمور الترفيهية والنفسية، إذ أن هناك طرق أخرى يمكن استغلالها، على غرار الأنترنت. لكن يجب إنقاص كل الملهيات؛ ففي أمريكا مثلا، تكون علاقة الأستاذ بالطالب وطيدة جدا، يتم استعمال بين الأستاذ والطالب الإسم فقط وبعض الأساليب، على غرار الأجواء التي يجب أن تعاش في القاعات والمخابر والمدرجات.
فمثلا أنا ذهبت ودرست في الخارج، لأن نيتي كانت العودة للجزائر، فوجدت نفسي أقضي 30 سنة في الخارج، رغم أنني في كل طور من أطوار الدراسة والبحث أنوي العودة للجزائر، إلا أن الطريقة التي عشتها في الولايات المتحدة الأمريكية امتلكتني.

في سطور

- بدأ دراسته في قسم الهندسة الميكانيكية في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا التي انضم إليها في عام 1985.
- حصل البروفيسور يوسف التومي على درجة متقدمة في الهندسة الميكانيكية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ودرجة شهادته الجامعية في الهندسة الميكانيكية من جامعة سينسيناتي.
- تركزت أبحاثه في المقام الأول على نظرية التصميم والتحكم وتطبيقاتها في الأنظمة الديناميكية، طوال فترة بحثه. إندهش علماء الروبوت اليابانيون من هذا الاختراع وحاولوا خطفه من أمريكا لتطوير روبوتاتهم ولكن أمريكا كانت أسرع، حيث قامت بمنحه الكثير من المزايا.
- حاليا تدرس نظرياته في كبار الجامعات الأمريكية والبريطانية والألمانية والفرنسية، إذ له عديد النظريات في الروبوتات.
- يعمل مع كبرى الشركات العالمية كـ«سامسونغ ومرسيدس»، حيث يقوم في كل مرة بتطوير الروبوتات المصنعة لها، بالإضافة إلى تعامله مع وكالة “ناسا” الأمريكية.