طباعة هذه الصفحة

في نقاش مفتوح حول قطاع السمعي البصري

حمراوي حبيب شوقي: علـــى الصحفي أن يعتــزّ بمهنته ويتمسّـك بالأخـــلاق

أسامة إفراح

احتضنت المكتبة الوطنية بالحامة، أمس الأربعاء، تكريم جمعية «الكلمة للثقافة والإعلام» وزير الإعلام والثقافة ومدير التلفزيون الجزائري والسفير الأسبق حمراوي حبيب شوقي، الذي قدّم كلمة تطرق فيها إلى تجربته الإعلامية، ولخّص فيها رؤيته للأسس التي ينبغي الانطلاق منها لترقية المشهد الإعلامي الجزائري.. كما عرف اللقاء تكريم عدد من الوجوه الإعلامية.
واعتبر حمراوي أن الإعلامي الكفء يتعلم من كل تفصيل من تفاصيل الحياة اليومية، خاصة وأن مهنة الصحافة هي «تحدّ يومي» يقول الوزير السابق، الذي بدأ مداخلته بسرد مسيرته الإعلامية منذ البداية، حيث شاءت الصدف أن تقدّم له بطاقة الرغبات حينما أنهى دراسته الإبتدائية، وكان أن اختار مهنا ثلاثة عبّر عن رغبته العمل فيها: صحفي، وسفير، وأستاذ جامعي.. كما قصّ على الحضور تفاصيل اختياره وزيرا من طرف رئيس الحكومة السابق بلعيد عبد السلام، وقاسم مع الحضور شعوره إذ ذاك.
وركز حمراوي في مداخلته على مبدأ الاحترام في عالم الصحافة، «قد نختلف مع الإعلاميين الآخرين، بما فيهم من سبقنا في الميدان، ولكن المهنة تفرض الاحترام»، يقول، مضيفا أن ما ينقص مجتمعنا هو مفهوم الاحترام: احترام قانون المرور، احترام الرأي الآخر، احترام المرأة... مشيرا إلى أن أخلاقيات المهنة تنطلق أولا وقبل كل شيء بأخلاق الصحفي، وإذا كان من حقنا الاختلاف في الآراء فإن هذا «الاختلاف بنتهي عندما تبدأ كرامة الآخرين.. أقول هذا حتى يتاح لكل إعلامي أن يعتز بانتمائه لمهنة من أنبل المهن.. إن مهنة الصحافة تفتح للعامل بها أبوابا لا تفتح للآخرين».. وفي خضمّ حديثه عن ثنائية الاختلاف والاحترام، شبّه حمراوي الصحافة بالحديقة، كلما تنوعت ألوان ورودها كلما زادها ذلك جمالا وتألقا.
أما عن المشهد السمعي بصري الحالي، اعتبر مدير التلفزيون السابق بأن هنالك مجموعة من المنشطات والمنشطين، والمحاورات والمحاورين، العاملين في القنوات الخاصة الجديدة، أثبتت موهبة ومهنية واضحتين: «أنا أعتز ببعض الفضاءات الموجودة وأداء بعض الزميلات والزملاء، ولكن أدعوهم إلى الذهاب أكثر نحو التدقيق في المعلومات، وأحذرهم من الوقوع في فخ النجومية، لأن نجم الحصة هو الضيف وليس المحاور». وواصل حمراوي في نفس السياق، حينما دعا وزير الاتصال الحالي إلى اتخاذ قرار: إما أن تُعتمد القنوات الجديدة أو أن لا تُعتمد. وأضاف: «القنوات الجديدة تحتاج إلى مرافقة لا إلى معاقبة، وتحتاج إلى تأطير لا إلى مراقبة»، كما اعتبر بأن النجاح الحقيقي لهذه القنوات هو أنها استطاعت استرجاع المشاهد الجزائري من القنوات الأجنبية على اختلافها. وأكد حمراوي على أنه يجب الاتفاق على مجموعة من الأشياء، أولها المكانة الخاصة لمفهوم الخدمة العمومية، مشيرا إلى الأولويات التي كانت في برنامجه لما كان على رأس المؤسسة العمومية للتلفزيون، حيث ذكر التطهير المالي لهذه المؤسسة والاعتماد على الإشهار، منح الثقة للقطاع الخاص وإعطاء الفرصة للإنتاج المشترك أو التنفيذي، وهذا ما أفاد القنوات الخاصة اليوم، رفع نسبة جزأرة البرامج التلفزيونية، الدعوة منذ 2002 إلى إعادة النظر في قانون التلفزيون ودفتر الأعباء، وفتح المجال السمعي البصري «لأن التلفزيون وحده لا يستطيع تقديم الخدمة» يقول حمراوي.
للإشارة فقد عرف اللقاء نقاشا مفتوحا بعد المداخلة، أجاب فيه حبيب شوقي حمراوي على عدد من الأسئلة، إضافة إلى شهادات أدلى بها من عرف الوزير الأسبق، كان من بينهم الإعلامي المخضرم سعد بوعقبة، والمدير الحالي لوكالة الإشعاع الثقافي والصحفي السابق بالتلفزيون نزيه بن رمضان.. كما حضر اللقاء جمع من الأسماء الصحفية والإعلامية في الفضاءين المكتوب والسمعي البصري، من مدراء صحف ورؤساء تحرير ومديري أخبار سابقين، وكرّمت جمعية الكلمة عددا من الناشطين في حقل الإعلام نذكر منهم مديرة الإعلام بالمجلس الشعبي الوطني سميرة قبلي، الإذاعية والفنانة التشكيلية نريمان زهور سعدوني، الصحفيان قادة بن عمار ومحمد علال، ورئيسة القسم الثقافي بقناة «الجزائرية» نسيمة غولي.