طباعة هذه الصفحة

على درب الطلبة الرواد

فنيدس بن بلة
19 ماي 2015

أعطى الطلبة الجزائريون درسا في الوطنية من خلال التحاقهم بالنضال التحرري على الألقاب الجامعية والامتيازات العلمية والمعرفية، مقتنعين إلى حد الثمالة بأن الحرية تؤخذ ولا تعطى وبأن الوطن أغلى وأعلى من كل شيء. وبأن الاستجابة لنداء الواجب أقدس القرارات وأقوى الخيارات.
وعبر الطلبة في تلك الحقبة من تاريخ الجزائر عن وفائهم لرسالة من سبقوهم في النضال، اختلفوا في الأساليب واتفقوا على غاية واحدة: استقلال الجزائر. عبر الطلبة عن فخر انتمائهم للمسار النضالي الطويل الذي خاضوه أسلافهم بتحد، مكسرين حالة الخوف والتردد جاعلين من سياسة القمع الاستعماري قوة انطلاق نحو الأمام وذخيرة حية للتشبع بروح المواطنة والوطنية.
انتفض هؤلاء الطلبة الذين كانوا في ريعان الشباب ضد الآلة الاستعمارية والتحموا في بوتقة المسار النضالي، الذي صغرت أمامه كل الأشياء وكبرت الجزائر. آمنوا بوثيقة نوفمبر ورأوا فيها مشروع مجتمع لجزائر حرة ديمقراطية مستقلة.
في هذا الجو المفعم بالحيوية والشعلة الثورية نمت الحركة الطلابية وتأسس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، بقيادة أسماء شابة تحمل في أحشائها حرارة ثورية وتطلع لغد مشرق. من هؤلاء الرواد الطلابية الذين كانوا من صانعي الحرية والبناء الوطني عبد السلام بلعيد، أحمد طالب الإبراهيمي، محمد الصديق بن يحيى، عيسى مسعودي، محمد منور مروش، عبد الحميد مهري، طالب عبدالرحمان، بن زرجب، ابن بعطوش، عمارة لونيس وآخرين.
وتظهر عبقرية هؤلاء الرواد في إعطاء للاتحاد الطلابي قوة في جمع الصف وتوحيده في حركة واحدة لا تقبل الاختراق والتلاشي. تظهر عبقريتهم كذلك في التأكيد على جدوى ربط المثقف والنخبة بالشعب المنتفض من أجل الحرية وتحمل روح المسؤولية في مواجهة المستعمر المستمر في ترديد عبارات والترويج لمشروع استيطاني ولد ميتا.
وهذه الرسالة جديرة بأن تتبع من طلبة اليوم الذين أقسم ممثلو تنظيمات طلابية من خلال “ورشات الشعب” الوفاء لتضحيات الأسلاف واتخاذ من تجربتهم وثوريتهم محطة حاسمة في مواصلة الدرب، في ظرف دولي وإقليمي متغير ومضطرب.
مثلما أعلن مفجرو نوفمبر أن المعركة المسلحة المخاضة ضد فرنسا من أجل نيل الاستقلال، فإن طلبة مرحلة الاستقلال مهمتهم تعزيز المكاسب وصيانة الحرية ومواجهة كل مغامر يستهدف السيادة والاستقرار. ومشاركة الوفد الطلابي الجزائري في منتدى تونس الاجتماعي ومرافعته من أجل توحيد الصف لمحاربة الإرهاب ومساندة دون شرط لحركات التحرر والقضايا العادلة في صدارتها فلسطين والصحراء الغربية المثال الحي.