طباعة هذه الصفحة

حفل ثقافي حضره مستشارا رئيس الجمهورية نويوات وبوغازي

ميهــوبي يكـرم الأديـب واسيني الأعرج لنيلـه جائزة «كتـارا» للروايـة العربيـة

قصر الثقافة: فريال/ب

كرم الروائي الكبير واسيني الأعرج من قبل وزارة الثقافة، بمناسبة نيله جائزة «كتارا للرواية العربية» في طبعتها الأولى بالدوحة عن رواية «مملكة الفراشة»، بحضور المستشارين برئاسة الجمهورية سعد الدين نويوات ومحمد علي بوغازي.
جرى هذا في حفل أشرف عليه وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، الذي لم يفوت الفرصة ليشدد على ضرورة تجاوز «سقف المحلية إلى العالمية من خلال الترجمة الجادة»، كما اقترح «إنشاء منظومة متكاملة تبرز الثقافة الجزائرية».
قال ميهوبي في كلمة ألقاها خلال الحفل الذي احتضنه قصر الثقافة ونشطه الشاعر ابراهيم صديقي، إن الروائي الجزائري والعربي والعالمي واسيني الأعرج، الذي يصنع فخر الجزائر في المشهد الثقافي العربي، يصنّف ضمن «قلة من الجزائريين الذين يمنحون الجزائر السعادة، لأنهم يجتهدون ويعملون في صمت، مؤمنون بما يقومون به»، مضيفا في سياق موصول «واسيني واحد ممن يكتبون ويتعالون عن الألم، ورغم مروره بفترات صعبة، إلا أنه وفيّ لما يقوم به».
وبعدما أشار إلى أن «واسيني من القلة التي تأخذ بيد الأدباء والروائيين الشباب والباحثين»، ذكر بأن «آخر لقاء جمعه بالروائي كان بالقاهرة بمناسبة ملتقى الرواية العربية»، لافتا إلى أنه «كان الأبرز في المشهد الثقافي العربي بين الحضور»، قبل أن يخلص إلى القول بأنه «كرس كرقم مهم في الثقافة العربية وليس الأدب فقط».
ذكر ميهوبي أيضا، بأن مباشرة واسيني أعماله تزامنت وعرض فيلم سينمائي أخرجته ريم، ابنة واسيني الأعرج، وكتب السيناريو من قبل رابح غريب، يحمل اسم «الظل والقنديل»، ويروي نضال الطلبة إبان الثورة التحريرية المجيدة.
كما أثنى الوزير على إبداعات واسيني الأعرج بقوله: «ليس جديدا عليه الحصول على جوائز كبيرة». أثنى أيضا على صاحب مبادرة مشاركة الرواية في «جائزة كتارا للرواية العربية» ممثلا في شخص الناشر محمد بغدادي، الذي أخذ على عاتقه العملية. وبالنسبة لذات المسؤول، فإن «نجاح واسيني، نجاح لصورة الجزائر وللرواية الجزائرية المتألقة ولجيل الاستقلال الذي يسعى لموقع في الساحة الثقافية العربية»، مذكرا بالجوائز التي افتكها الأدباء الجزائريون الذين لم يحصلوا بعد فقط على جائزة «نوبل»، بينهم عياش يحياوي الذي افتك جائزة العويس للإبداع فئة الجائزة الثقافية الخاصة، وأحلام مستغانمي وحميد عبد القادر الذي تحصل على جائزة الصحافة الثقافية، وغيرهم إلى جانب الأدباء الذين يكتبون باللغة الفرنسية وتم تكريمهم.
وبالمناسبة، شدد ميهوبي على ضرورة «ترجمة الأعمال الأدبية الجادة لكي لا نبقى في حلقة الكتابة لأنفسنا، ومن أجل تجاوز سقف المحلية إلى العالمية». ولذلك «لابد من إيجاد آليات لترجمة الأعمال الجزائرية وروائع الأدب عموما إلى لغات أخرى، ما يمكن الجزائر من تبوإ الموقع الذي تستحقه». ومن أجل تشجيعها، كشف عن دعوة المشرفين على المسرح في قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية، بمناسبة إشرافه على اجتماع، إلى اقتباس العمل المسرحي من الروايات الجزائرية على الأقل بنسبة 50 إلى 60٪، مثمّنا في نفس السياق مبادرة محافظة الفيلم العربي في وهران، التي برمجت منتدى حول «الرواية والسينما».
من جهته ثمّن واسيني في كلمة مقتضبة، مبادرة وزير الثقافة بتكريمه ليتقاسم فرحته، لافتا إلى أن «الكاتب يكتب في عزلة، وكيانه الطبيعي داخل المناخ الإبداعي الخاص، قد لا يجد الكلمات في مناسبة مماثلة». وبالنسبة للفائز بالجائزة، فإن الأخيرة «عبارة عن فتح قوس، يفتحه من يقدم الجائزة، ويغلقه الكاتب ليكمل كتابته»، وذهب إلى أبعد من ذلك بوصفها بـ»حادث عرضي ينتهي، فيما تبقى الكتابة وهي الأساس».
وبخصوص الجائزة التي نالها، أوضح بأنها عن النص المكتوب والنص القابل المؤهل للإخراج السينمائي. وفيما يخص فحواها، لخصها في بعض الكلمات بقوله «نحن حملة رسالة بشكل واعٍ وغير واع، بلادنا تضررت كثيرا والصورة الموروثة ليست دائما جميلة، في هذا البلد يمكن إنتاج قليلا من الفرح».
وأضاف واسيني، «لم أتكلم عن حرب أهلية مثلما تناقله البعض، العشرية السوداء التي عشناها انتهت، وتنشأ حروب من نوع آخر من الأحقاد والخوف والجنون والحب والأمل، هي صامتة، تناولت الجانب الروائي وليس التاريخي».
واسيني أكد بالمناسبة، بأنه يُدين بالكثير لمن ساعدوه في إعداد العمل الروائي المكلل بجائزة «كتارا للرواية العربية» والذي صدر عنه 15 طبعة، وكانت الأولى في فلسطين ثم بيروت فالجزائر، بينهم الناشر محمد بغدادي والدكتورة سهام شرادي.
للإشارة، فقد تسلم الجوائز من قبل المستشارين برئاسة الجمهورية سعد الدين نويوات ومحمد علي بوغازي، وكذا وزير الثقافة.