طباعة هذه الصفحة

خمس سنوات على رحيل الأديب

«عمّي الطاهر»... ثائر الحرف العربي

أسامة إفراح

ذات 12 من شهر أوت، ومنذ خمس سنوات خلت، غيّبت المنيّة أحد أعلام الرواية والإعلام في الجزائر، الأديب الطاهر وطار، الذي تجاوز قلمه حدود الجغرافيا وتحدّت أعماله حواجز التاريخ.. عرفناه بصراحته المفرطة، المدغدغة للعقول والضمائر، وبتفانيه في العمل، وعصاميته في تعلم الجديد بما في ذلك تكنولوجيات الاتصال الحديث.. ولم تمرّ هذه الذكرى الخامسة في صمت، إذ وقف رفقاء «عمّي الطاهر» ومحبّوه في مقبرة العالية ليستذكروا خصال الرجل، كما فتحت له قسنطينة جسورها لتذكر الأجيال بروائع الفقيد الخالدة..
نظمت الجمعية الثقافية «نوافذ ثقافية»، صبيحة أمس الأربعاء، بمقبرة العالية، وقفة تأبينية بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل الروائي الطاهر وطار، حضرها نخبة من الأدباء والمثقفين ممّن عرفوا الرجل وأحبوه، وذلك عرفانا منهم لمساره الأدبي والنضالي.
القامة الأدبية والإنسانية
في هذا السياق، صرّح إبن أخ المرحوم، الإعلامي والروائي رياض وطار، لـ «الشعب»، قائلا إن «ما نستطيع قوله في هذه المناسبة هو أن الطاهر وطار ذهب ولكن أعماله لم تذهب». وتطرق رياض للوضع الذي تعيشه جمعية الجاحظية التي أسسها عمّي الطاهر، حيث قال: «نلاحظ للأسف أن الجاحظية تعيش وضعا مأساويا.. لابد على المثقفين والمسؤولين الغيورين على هذه الجمعية التدخل في أقرب الآجال من أجل إنقاذ هذه التركة الثقافية التي تركها لنا عمّي الطاهر رحمه الله».
وحضر الوقفة عدد من رفقاء الراحل، كان من بينهم الشاعر عبد الرحمن عزوق، أمين المالية حين تأسيس جمعية «الجاحظية»، الذي عمل إلى جانب الفقيد واستفاد الكثير منه، سواء من الناحية الثقافية أو من ناحية التسيير. كما نذكر عضو مكتب الجاحظية سابقا الشاعرة فوزية لارادي، التي رأت في هذه الوقفة وفاءً للطاهر وطار، يعبّر الحاضرون من خلالها عن شكرهم وعرفانهم لما تركه الطاهر وطار وما علّمه إياهم. كما اعتبرت بأن «أي وطن يريد أن يكون بقامة الأوطان المتقدمة يجب أن يبني للثقافة أولا».
كما رأى المدير السابق للمسرح الوطني الجزائري وصديق المرحوم الدكتور مخلوف بوكروح، أن رحيل عمّي الطاهر جسدي ولكنه حي بيننا من خلال أعماله الأدبية وإبداعاته، ومن خلال ممارسة العمل الثقافي ونضاله طويل على الصعيد الثقافي. وعلى صراحة الأديب الراحل، ركّز المسرحي وأمين عام نقابة المسرح الجزائري سابقا عيسى خليفي، حيث اعتبر بأن الطاهر وطار كان يتسم بقول كلمة الحق مهما كانت.
ودائما في إطار برنامج جمعية «نوافذ ثقافية»، عُرض مساءً، الشريط الوثائقي «آخر الكلام» للمخرج والإعلامي المغترب بفرنسا محمد الزاوي، وذلك بالمركز الثقافي عزالدين مجوبي بالقرب من القاعة متعددة الرياضات حرشة حسان بالعاصمة.
وطار حاضر في قسنطينة
من جهتها تنظم الجمعية الثقافية الجاحظية، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ملتقى للتعريف والتذكير بمؤسسها، وذلك يومي 20 و21 أوت الجاري. وينتظر أن يفتتح الملتقى بكلمتي وزير الثقافة ومحافظ عاصمة الثقافة العربية، كما سيقدم رئيس الجمعية الحالي، الأستاذ محمد التين، مداخلة حول المسار النضالي والإعلامي للطاهر وطار. وإضافة إلى عرض الشريط الوثائقي لمحمد الزاوي، سيقدم عبد المجيد الربيعي من تونس، مداخلة عنوانها «الطاهر وطار والحداثة في الرواية العربية».
أما اليوم الثاني من الملتقى، فسيشهد مداخلة أولى للأستاذ الشريف لدرع بعنوان: «الحضور المسرحي للطاهر وطار»، وأخرى لعفاف صيفي عنوانها «وطار متأثر بالقرآن»، وثالثة تحت عنوان «رحلة مع الطاهر وطار في مدينة الزلزال» للأستاذ علاوة وهبي. فيما سيعرض في اختتام الملتقى فيلم «نوة» لعبد العزيز طلبي، وهو الفيلم المستخرج من أعمال الطاهر وطار وكان كاتب السيناريو.