طباعة هذه الصفحة

دشن تظاهرة «المتحف في الشارع»

ميهوبي: مرصد وطني لتفعيل دور المتاحف

هدى بوعطيح

أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أن وزارة الثقافة ارتأت إنشاء مرصد وطني للمتاحف، يعمل على وضع تصور لكيفية تفعيل الدور الثقافي والتربوي لهذه المؤسسات، مشيرا إلى أن المرصد سيضم بعض المختصين والخبراء، الذين يمتلكون تجربة واسعة في إدارة الذاكرة من خلال المتاحف والفضاءات المشابهة لها.

وقال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، لدى إشرافه أمس على افتتاح الطبعة الـ3 لتظاهرة «المتحف في الشارع» بساحة البريد المركزي، إن المرصد سيجسد قريبا على أرض الواقع، بقي فقط اختيار الأشخاص الذين يشكلونه، مضيفا بأنه يطمح لأن يتطور مستقبلا ليصبح «مجلس وطني للمتاحف»، يضم مختلف المؤسسات المتحفية التي تضع دائما منهجية لكيفية تطويرها وترقيتها من خلال مختلف المبادرات التي تنتهجها، من بينها تظاهرة «المتحف في الشارع»، داعيا لضرورة تطويرها وتعميمها في مختلف جهات الوطن وبالأحياء الشعبية لإعطاء التاريخ معنى في حياة الناس.
ميهوبي أكد بأن مبادرة «المتحف في الشارع» جديرة بالتنويه، كونها تتعلق بترسيخ الثقافة المتحفية التي تعد من بين الأهداف التي تعمل على التأسيس لها وزارة الثقافة، معتبرا المتاحف بمثابة الخزان للذاكرة ولتاريخ الجزائر بمختلف مراحله.
وأشار عز الدين ميهوبي إلى أن مبادرة الخروج إلى الشارع، جعلت المواطن قريب من المتحف، مؤكدا بأنها إحراج للمواطن، وقال «أيها المواطن إن لم تأتي إلى المتحف، سنأتي نحن إليك»، مضيفا بأن التظاهرة إحراج للمجتمع في أن يهتم أكثر بذاكرته، حيث نتوفر على كم هائل من المتاحف التي تتوفر على قطع نادرة وعلى مخزون غير مسبوق لمختلف الحضارات والتواريخ.
ميهوبي قال أيضا بأن التظاهرة دليل على الاهتمام بالناشئة، بدليل أن مختلف الأجنحة المتواجدة اهتمت بالطفل، وذلك لربطه بالتاريخ وبالذاكرة وإعادة الحياة  للمتاحف.
من جانب آخر طاف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بمختلف الأجنحة التي احتضنتها ساحة البريد المركزي، حيث تلقى شروحات تتعلق بـ16 متحفا مشاركا في تظاهرة «المتحف في الشارع» يتوزعون على مختلف جهات الوطن، من بينها المتحف العمومي الوطني للباردو، المتحف العمومي الوطني للآثار القديمة، المتحف الوطني للبحرية، المتحف الوطني سيرتا، المتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية للمدية، متحف الفن الحديث والمعاصر، متحف نصر الدين دينيه.. ومتاحف أخرى كانت في الموعد للتقرب من الجمهور العاصمي، والذي كان بدوره حاضرا بقوة في يوم الافتتاح للوقوف على ما تزخر به هذه المؤسسات من تراث مادي ولا مادي، والتقرب من المتاحف التي تكشف عن تاريخ الجزائر وتراثها الحضاري والثقافي العريق، حيث أثارت فضوله لاسيما وأنهم كانوا يتلقون مختلف الشروحات من المنظمين.
تظاهرة «المتحف في الشارع» والتي تتواصل إلى غاية 29 أوت الجاري، تحت شعار «لنحافظ على تراثنا»، والمنظمة من طرف متاحف الجزائر العاصمة بالتعاون مع بلدية الجزائر الوسطى تجمع بين مختلف المؤسسات الثقافية الوطنية، التي تعنى بحفظ وتتمين التراث الثقافي المادي واللامادي، والتي سعت لعرض وتقديم نشاطاتها في الشارع، بهدف تحسيس المواطنين وتوعيتهم بمدى أهمية الحفاظ على تراث الأمة، وتكريس الدور التربوي والعلمي للمتاحف والتحفيز على زيارتها بعرض مختلف المنشورات والمطبوعات العلمية التي نشرتها المتاحف والمؤسسات الثقافية.
وسيتم على مدار التظاهرة تنظيم ورشات بيداغوجية متنوعة لمختلف الفئات منها ورشة متاحف الآثار، ورشات الفن، ونشاطات التراث اللامادي والفنون الشعبية والتي تتضمن ورشة الشعر والألغاز روايات وأساطير ونسج زربية منطقة قرقور لسطيف.