طباعة هذه الصفحة

في الذكرى الـ57 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية

زيتوني: الحكومة المؤقتة ثمرة الفكر المبدع لمفجري الثورة

سهام بوعموشة

   موقف الجزائر ثابت إزاء القضية الفلسطينية
  محطــــة متمـيزة في ذاكرتنـــــــا الوطنيــــة
اعتبر وزير المجاهدين الطيب زيتوني، الذكرى ال57 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بالمحطة المتميزة التي تزيدنا اعتزازا بثورتنا المظفرة، وأنها لا تقل أهمية عن المحطات التاريخية الأخرى التي تمثل ذاكرتنا الوطنية، مضيفا أنه لهذا الغرض عمد قطاع المجاهدين إلى وضع برامج ثقافية وتاريخية لتخليد وتكريس تقاليد الوفاء لرسالة أول نوفمبر وتثمين الموروث التاريخي الذي خلفه جيل نوفمبر، ليكون على الدوام الحصن المنيع الذي تحتمي به الأجيال القادمة ومنه تستلهم المعاني السامية من حب الوطن والتضحية في سبيله، تطبيقا لبرنامج رئيس الجمهورية.
أكد الطيب زيتوني في كلمة ألقاها أمس، خلال الندوة التاريخية بالمتحف الوطني للمجاهد حول ذكرى تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، أن هذه الأخيرة كانت ثمرة لما جاد به الفكر المبدع لمفجري ثورة التحرير الوطني ضمن المشروع الكبير الذي حدده بيان أول نوفمبر 1954، فبعد سنوات قليلة من اندلاع الثورة التحريرية كان لابد من تعزيز الكفاح المسلح على الأرض بدعم سياسي من شأنه إيصال صوت الجزائر إلى الخارج وكسب التأييد التاريخي.
وأشار في هذا السياق إلى أن، هذا السلاح الدبلوماسي للدفاع عن القضية الجزائرية والتعريف بها دوليا لم يكن بمعزل عن الكفاح المسلح بالداخل، حيث كثفت الحكومة المؤقتة نشاطها في المحافل الدولية، مما مكنها من فرض نفسها وإجبار الاستعمار على الجلوس على طاولة المفاوضات، التي توجت بالتوقيع على اتفاقية إيفيان.
وحسب وزير المجاهدين، أن هذه الندوة تندرج في إطار عمل الوزارة وتطبيق برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة  في شقين الأول خاص بتحسين الوضعية الاجتماعية والنفسية والصحية للمجاهدين وذوي الحقوق، وتطبيق القوانين والمحور الثاني والأساسي خاص بالتراث الثقافي المتعلق بالثورة، يجب الاعتناء بهذه المحطات التاريخية لإبراز مقومات الشعب الجزائري، وتبليغ الرسالة، منوها بسياسة السلم و المصالحة التي أقرها رئيس الجمهورية وأدت إلى استتباب الأمن والاستقرار .
وفي رده عن سؤال حول ما يحدث في فلسطين، قال زيتوني أن ما يجري في القدس المحتلة  يؤلم الجزائريين، كوننا  عانينا من ويلات الاستدمار الفرنسي، قائلا:» موقف الجزائر دائما واضح وقالها بومدين نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة» .
من جهته، وصف رئيس الحكومة الأسبق المجاهد رضا مالك تشكيل الحكومة المؤقتة بالحدث العظيم بعد نضج وصلت إليه الثورة، حيث مثلت تطلعات شعب مكافح وأضحت جهازا فعالا ذا محتوى قوي جعل الدول الشقيقة والصديقة تعترف بهذه الحكومة، مشيرا إلى أن تأسيس الحكومة المؤقتة شكل صفعة قوية للجنرال شارل ديغول الذي وصل إلى الحكم في نفس السنة.
وحسب شهادة رضا مالك، فإن المجاهد حسين آيت أحمد كان يلح على تشكيل هذه الحكومة التي اعترفت بها العراق فور الإعلان عنها، لتليها بقية الدول الأخرى المقدر عددها بـ17 دولة، قائلا:» كانت تحفظات من طرف مصر، لكن اعتراف دولة العراق أنهى الجدلية التي كانت قائمة».
وبالمقابل، استعرض عمر بوضربة أستاذ من جامعة المسيلة مراحل تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، قائلا أن تبلور فكرة تأسيس الحكومة كانت من طرف الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني بالقاهرة، وكرد فعل على اختطاف طائرة قادة الثورة، حيث كان دورها التكفل بتدويل القضية الجزائرية في أروقة الأمم المتحدة، وإنشاء المصالح الوزارية منذ 4 أفريل 1958.
وأكد في هذا الإطار، أن تأسيسها كان مشروعا مدروسا لإعادة بعث الدولة الجزائرية التي ألغاها الاستعمار الفرنسي في جويلية 1830، وقدمت الكثير للثورة، كما حافظت على استقلالية قراراتها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة.
وتجدر الإشارة إلى أنه، تم تكريم كل رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك، المجاهد لمين خان، المجاهد حاج حمو أول وزير اتصال في الحكومة المؤقتة، والأساتذة عامر أرخيلة، عمر بوضربة، وعبد القادر خليفي بعدما تم عرض شريط وثائقي حول تأسيس الحكومة المؤقتة.