طباعة هذه الصفحة

«الشعـــــب» تنقــــل أجــــواء المهرجـــان الوطنـــي للمســرح الفكاهي بالمديـــة

شهادات حية عن محبوب اسطنبولي تؤرخ لعراقة شخصية ملتزمة

المدية: م. أمين عباس

 الراحـــــــــل أيقونـــــــــة للأجيـــــــــال

شهد المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي، الذي تحتضنه «دار الثقافة حسن الحسني» بالمدية، منذ انطلاقه عرض عدة أعمال داخل وخارج المنافسة، وتقديم  وتأطير مجموعة من الورشات من طرف مختصين، إلى جانب تنظيم ندوة حول حياة الشاعر الراحل محمد محبوب اسطنبولي نشطها أساتذة وباحثون ومسرحيون. «الشعب» كانت حاضرة وتابعت الندوة العلمية بعنوان: «مآثر وشهادات» من تنشيط محمد حمدوني إطار بالمحافظة.

قال عبد الباري، نجل الفنان الراحل محبوب اسطنبولي، إن والده كرّس حياته للدين، والثقافة والمسرح والشعر والنضال، مع تعلمه للقرآن بالكتاب بالمدية، لدى الشيخ صغير، وكان يدرس النحو والتاريخ، وحفظ كتاب الله في سن 14 عام، وقد سأله يوما معلمه: «كيف تكتب قصيدة وأنت تدرس عندي النحو، داعيا إياه لنيابته في هذه المهمة التربوية».
وأكد عبد الباري أن أبيه لم يتوقف عن كتابة الشعر  وممارسة المسرح،  إلى أن صعد الخشبة سنة 1921، أسس  سنة 1935 أول فرقة «الهلال الرياضية والثقافية والتسلية»، وفرقة مسرحية «الجاز» سنة 1939 بالعاصمة، كان له شرف اكتشاف حسن الحسني بالبرواقية صدفة، ورافقه بمعية الكثير من الفنانين والمسرحيين أمثال  الطيب أبو الحسن، قاسي قسنطيني.. مواصلا بذلك نشاطاته الحثيثة وأعماله وهواياته بمنطقة الشراقة، وبدأ يدرس العربية بهذه المدينة، علاوة على أنه أول من درس بالسبورة السوداء.
وأشار عبد الباري أن والده اختبأ لدى فرحات عباس لمدة شهرين، أثناء الفترة الاستعمارية، وهو من نعته ايقربوشن بالعبقري عند زوجته، ناهيك على أنه هو من اكتشف لغة المسرح من منطلق أن للمسرح لغة خاصة به، مستطردا عرض شهادته بأن أبيه كان يختار نوعية الأعمال مثل الكثير من الفنانين، وعمل بالمسرح الوطني، وشكل العديد من الفرق بوسونطراك، كما كون العديد من الشباب ببوزريعة، وشباب جبهة التحرير الوطني، وسخر حياته للتكوين، كاشفا أيضا بأن والده كان يردد له دائما «لدي مشكلتان، الأولى هي الكتابة والثانية تتمثل في شرب القهوة»، منبها بأنه عايشه أكثر من أخيه نجيب، وتعلم معه المسرح، وصنعة الفتلة، وأنه كان لا ينام  إلا ساعتين فقط، فضلا على أنه كان يكتب القصائد والأغاني يوميا، وكان أشبه بآلة الكتابة التي لا تتوقف، كما أنه كان يقرأ ويتعلم القواعد والنحو لمعرفة موازين الحديث والكتابة.
ويتسم شعره - بحسب المتحدث ـ بالعمودي ويرفض الحر، عارضا أمام الجمع قصيدة نقدية نموذجية للشاعر محمد درويش، متعهدا في ختام هذا اللقاء بأنه سيقوم بإخراج مسرحية مستقبلا، تجسد إحدى نصوص أبيه في أشغال الطبعة القادمة  باستغلال تجربته المتواضعة في  هذا المجال الفني للأجيال.