طباعة هذه الصفحة

الكوميدي كمال بوعكاز :

عروض ترجمت يوميات الجزائري وهمومه

م.أمين عباس

أمتع الفنان كمال بوعكاز، سهرة اختتام المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بدار الثقافة بالمدية، جمهوره بتقديم بعض الفكاهة مستهلا حديثه بالقول «قالت لي يا وليدي نموت عليك.. قلت لها هذه شهادة مزوة» في إشارة منه، أنه في مثل هذا اللقاء يجب الاعتماد على الصراحة، مبررا قبوله دعوة المشاركة في هذا الحدث الثقافي كون هذا الفضاء فرصة سانحة لمعانقة الأحبة، كما أن الشيء الهام فيه ـ يقول ـ هو ذلك الحضور الكثيف في ما يسمى بـ «الهفاقة».

وأبدى بوعكاز اعتذاره الشديد لعدم حضور أولى أيام هذه الطبعة، معرجا في شق آخر بنوع من السخرية والتهكم، على أنه «من جد وجد»، وكون أنه هناك استيراد وجفاف في الأمطار.. كيف لنا أن نزوع ونحصد دون أن يحمل أي منا أداة للحفر، مخاطبا الجمهور بأننا كعائلة كبيرة واحدة، في رسالة منه لرص الصفوف والتضامن.
وتطرق الفكاهي بوعكاز إلى المشكلة التي تنغص حياة الجزائريين «الانتظار» بدءا من الإقدام على الزواج  لدى العائلة الواحدة، إلى التسرب المدرسي، ثم التجنيد بالخدمة الوطنية ليجد الإنسان نفسه بدون عمل بعد حالة الانتظار والدوران في الفراغ، مستغربا مشكلة القلق التي يعاني منها الجزائريون حتى ولو في لحظة سعادة.
من جهة أخرى فضلت محافظة المهرجان في ختام الطبعة العاشرة بحضور السلطات المحلية والمنتخبين والفنانين تكريم المخرج علي عيساوي، والذي عبر عن ثنائه لهذه اللفتة الطيبة، معتبرا بأن فضاءات المسرح التي كان يشرف عليها، بمثابة نبض للحياة وتذكير واقعي بما يعيشه الفنان والمسرحي في الجانبين الاجتماعي والاقتصادي، متعهدا بمواصلة مشواره المهني، ليتدخل بوعكاز قائلا في حقه «هذا الشخص هو الذي أبان وأظهر مجهود العديد من المسرحيين، مطالبا الجمهور بترديد عبارة «يا علي إبق واقف»، كما لم تتأخر هذه المحافظة في تكريم ضيفي المهرجان كل من الدكتور «عمر  دوارة» مدير مهرجان المسرح العربي بالقاهرة، والذي أعجب كثيرا بنوعية هذا المهرجان، والحرص الذي أبداه المحافظ في مرافقة المشاركين عن قرب، شاكرا منظمي هذه المبادرة قائلا أيضا بأن الساعات الجميلة تمر بسرعة.
وأعلن في هذا الصدد أمام جمهور هذه المؤسسة الثقافية، بأن الفائز بجائزة العنقود الذهبي سيكون ضيف شرف المهرجان العربي للمسرح بالقاهرة، إلى جانب تكريم الدكتور المغربي عبد الرحمان بن زيدان، أكاديمي وباحث مسرحي من المغرب، إلى جانب أفراد لجنة التحكيم، نظير المجهود المبذولة من طرف المكلفين بهذه المهمة النبيلة.