طباعة هذه الصفحة

على هامش معرض “من الأصوات إلى النوبة”

أم الحواضر تكرم نخبة من شيوخ المالوف

قسنطينة: أحمد دبيلي

 كرمت أمس قسنطينة، مجموعة من شيوخها في موسيقى المالوف خلال المائدة المستديرة الخامسة، على هامش معرض “من الأصوات إلى النوبة” الذي تحتضنه دار الثقافة “مالك حداد” منذ شهر جوان الماضي، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية.

ومن الشيوخ الذين تم تكريمهم  في هذه الطبعة “قدور درسوني”، “عبد المؤمن بن طوبال”، “عبد الحميد بن لبجاوي”، “احمد بن ربوح” المدعو “حميدة زيدان”، وهي الأسماء التي تركت إلى جانب أسماء أخرى بصمتها على موسيقى المالوف، وساهمت في إثراء القاموس الموسيقي في هذا الطابع، التي تتميز به مدينة قسنطينة.
وإذا كانت هذه الأسماء المكرمة تتقارب من الناحية العمرية
والانطلاقة الفنية باستثناء الشيخ “احمد بن ربوح “ المدعو “حميدة زيدان” والذي ولد بقسنطينة سنة 1896 وهو قطب من أقطاب الفن التراثي القسنطيني وواحدا من رموز الفنانين القسنطينيين، فإن إسما أخر حظي إلى غاية اليوم بالتبجيل حيث أطلق عليه “معلم الأجيال” وهو الشيخ “قدور درسوني” الذي رأى النور بقسنطينة سنة 1927، وقد شارك “الدرسوني” منذ صغر سنه عام 1933 في أل التجارب الجهوية للمحافظة على موسيقى المالوف بقسنطينة في إطار الحراك الوطني للحفاظ على الهوية الجزائرية وذلك في جمعية محبي الفن بقيادة “سي ابراهيم العموشي”، كما اختير سنة 1964 كمشارك في الندوة الأولى لموسيقى المالوف بصفته عضوا في لجنة التفكير وتقييم وضعية الموسيقى الأندلسية الجزائرية.
كما عمل “الدرسوني” منذ تأسيسه لجمعية المستقبل الفني القسنطيني سنة 1963 على نقل الإرث لشباب الجزائر عن طريق تكوينهم، كما تعليمه في معهد الموسيقى بقسنطينة من 1963 إلى غاية 1990.
مع العلم، أن هذا التكريم كان متبوعا بحفل موسيقي أحيته في هذه الطبعة جمعية المالوف “القسنطينية”.
وللتذكير، فإن نشاط هذه الطبعة، سيستمر اليوم السبت بتنظيم محاضرة تحمل عنوان:«أصالة وحداثة: الآفاق المستقبلية للنوبة ومساهمة مؤتمر القاهرة 1932 وفاس 1939” يقدمها كل من الأستاذين “عمر المتيوي” من المغرب و«جمال غازي” من الجزائر.
تكون متبوعة بمداخلة أولى حول”تطور الموسيقى الأندلسية ـ العربية وتحديثها لـ “الأستاذ “عمر المتيوي”وهو فنان وأستاذ للموسيقى من المغرب، ومداخلة ثانية، حول المشكلات التي تعترض التدوين الموسيقي الحديث في مواجهة الموسيقى الشفهية، ميزان انصراف الصنعة نموذجا يقدمها الأستاذ “جمال غازي” أستاذ
وباحث في التراث الموسيقي الكلاسيكي بالمعهد العالي للموسيقى بالجزائر.
كما يتخلل هاته المداخلات حفلا موسيقيا تحييه فرقة “روافد” المغربية “بقيادة الأستاذ “عمر المتيوي” من المغرب . 
وللإشارة، فإن تكريمات شهر نوفمبر المقبل، ستشرف المجموعة الأخيرة من شيوخ المالوف “رابح بوعزيز” ، “ابراهيم عموشي”، “الزواوي مخلوف”، “حسان رحماني”، محمد رشيد بوخويط”، حيث يسدل بعدها الستار على معرض “من الأصوات إلى النوبة”، الذي نظمته دائرة التراث اللامادي والفنون الحية، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية.