طباعة هذه الصفحة

المنتدى الجزائري - الكوري في مجال حماية البيئة

مخطط تسيير النفايات المنزلية بالاعتماد على الخبرة الوطنية

جلال بوطي

كشف الأمين العام لوزارة الموارد المائية والبيئة الحاج بلكاتب، أمس، أن المخطط الرئيسي لتحسين آلية تسيير النفايات المنزلية، الذي جسد بكل من ولايتي برج بوعريريج والبليدة، في إطار الشراكة الثنائية مع جمهورية كوريا الجنوبية، أعطى نتائج فعلية يمكن تعميمها مستقبلا على المستوى الوطني، بالاعتماد على الخبرة الوطنية، بعد الاستفادة من التجربة الكورية التي أثمرت نتائج إيجابية لحماية البيئة والمساهمة في التنمية الاقتصادية.

أفاد بلكاتب، على هامش انعقاد المنتدى الجزائري - الكوري في مجال البيئة بفندق الجزائر بالعاصمة، أن مخطط تسيير النفايات يعد أول مشروع يعرفه قطاع البيئة مع جمهورية كوريا الجنوبية، التي تعتبر شريكا استراتيجيا في قطاع الموارد المائية، مشيرا إلى أن الجانب الكوري يتكفل حاليا بمشروع تهيئة وادي الحراش بالعاصمة، بقيمة 36 مليار دينار ووادي الرمال بقسنطينة بتكلفة 14 مليار دينار وهي مشاريع هامة بين البلدين.
وسيتم تعميم نموذج مخطط تسيير النفايات، الذي تتكفل به حاليا شركات ثنائية من الجانبين الجزائري والكوري، لتسيير النفايات المنزلية عبر كل البلديات، بحسب النتائج المسجلة للمشروعين. وهو ما أوضحه بلكاتب ردا على سؤال «الشعب»، في تصريح مقتضب للصحافة على هامش انعقاد المنتدى الجزائري – الكوري الذي ضم خبراء من الجانبين لتبادل الخبرات في المجال.
في هذا الخصوص، أكد بلكاتب أن الجزائر تسعى إلى تدعيم قطاع حماية البيئة من خلال الاستفادة من التجارب مع الشريك الكوري الذي يعد أول بلد يستثمر في قطاع البيئة وبذلك تعمل الجزائر على الاستفادة من تجارب نحو تكوين خبراء سيعلمون مستقبلا على تولي مشاريع مماثلة عبر الوطن من خلال الوكالة الوطنية للنفايات التي تضم عدة خبراء.
وأكد الأمين العام لوزارة الموارد المائية، أن الجزائر تسعى إلى دعم مجالات التعاون مع جمهورية كوريا في مجال حماية البيئة ضمن مجالات التخلص من النفايات الصناعية ومكافحة التلوث، تزامنا مع التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، مؤكدا دعم العمل الثنائي في قطاع البيئة بما يعود بالفائدة على كلا الطرفين.
وأوضح بلكاتب أن قطاع البيئة يسجل حاليا على مستوى ولاية العاصمة 86 مركزا لردم النفايات المنزلية وتسييرها وذلك في إطار استغلالها وإعادة تحويلها للاستفادة منها في التنمية المستدامة، مؤكدا برمجة عدة مشاريع في مجال الحفاظ على الصرف الصحي واستغلال النفايات لأغراض اقتصادية.
من جهته أكد سفير جمهورية كوريا الجنوبية «بارك سانغ جين»، عزم دولته على دعم مجالات التعاون في قطاع حماية البيئة والموارد المائية، مشيرا إلى أن الجزائر بلد استراتيجي بالنسبة لبلده، حيث يحظى قطاع البيئة بأهمية بالغة من طرف حكومة كوريا التي تملك خبرة وتجربة طويلة في مجال تسيير النفايات وهو ما تسعى إلى تبادله مع الجزائر.
وأشار السفير إلى أن مشروع تهيئة كل من وادي الحراش بالعاصمة ووادي الرمال بقسنطينة اللذين تتكفل بإنجازهما شركات كورية، يختلف تماما من حيث الأهداف التي رافقت المخطط الرئيسي لتحسين آلية تسيير النفايات المنزلية، كونه يعتمد على نقل التجربة إلى الخبراء الجزائريين في إطار الاستثمار المتبادل.
وتشير النتائج الأولية للمخطط الرئيسي لتحسين آلية تسيير النفايات المنزلية المجسد بكل من بلديتي برج بوعريريج والبليدة، الذي شرع في تنفيذه منذ شهر مارس 2014 وينتهي شهر نوفمبر من السنة الجارية، إلى رسكلة ما يقارب 5 من المائة من النفايات اليومية بكلتا المدينتين، في حين يتم جمع 70 من المائة من النفايات يوميا عن طريق وسائل حديثة تعتمد بالأساس على نقل وتجميع النفايات إلى غاية رسكلتها.
ويوضح المخطط الذي عرض على الخبراء الجزائريين والكوريين، أن النظرة الاستشرافية التي تشير إلى ارتفاع كمية النفايات إلى 920 طن يوميا في غضون سنة 2020، فيما سجل المخطط خلال فترة تطبيقه 807 طن بالبليدة، و500 طن ببرج بوعريريج وهو ما يستدعي تكثيف عمليات التسيير التقني للنفايات.