طباعة هذه الصفحة

في حوار حصري مع جريـدة «الشعـب»

أمين قويدر:الأركسـترا السمفونيـــــة الوطنية مفخرة الجزائـر

أجرت الحوار: مفيدة طريفي

تحـدت الظرف الصعبة أثناء العشريــة وغــنت للسلام والأمـن

اعتبر المايسترو»أمين قويدر» أن الجزائر تمكنت من بناء فرقة موسيقية قوية أبطالها فنانين جزائريين استطاعوا رغم الصعوبات من تكوين أركسترا سيمفونية وطنية إبان سنوات الجمر والنار تحديدا سنة 1992 وهي المرحلة التي كان الشعب الجزائري يعاني الأمرين، شكلت الاركسترا السيمفونية الوطنية تحديا غنت من خلاله للسلام والأمن، وأضحت اليوم مفخرة الجزائريين عبر المنابر الدولية.»أمين قويدر» عمل مع أجواق سيمفونية عالمية على غرار الأوركسترا الدانمركية، القطرية وألهب في عديد المناسبات المسارح الوطنية والعالمية بعروض سيمفونية أوبيرالية متميزة، التفاصيل في هذا الحوار الذي أجرته جريدة «الشعب» مع أمين قويدر.
«الشعب»: باعتبارك قائد الأركسترا الوطنية كيف تقيم توافد المواطن الجزائري مع العروض السيمفونية؟
«أمين قويدر»: الاركسترا السيمفونية الوطنية لها 17 سنة من التواجد بالمجال الثقافي والفني، المؤسسة لديها تاريخ الآن ومجموع مشاريع قامت بها كانت أولها جمع الموسيقيين الجزائريين رفيعي المستوى ضمن مؤسسة تسمح لهم التعبير عن فنهم، خاصة وأن فكرة تكوين فرقة موسيقية لا يعتبر بالأمر السهل.من السهل أن يبرز الفنان كعازف منفرد على آلته الموسيقية لكن لابد أن يكون لديه قدرة على العزف الجماعي مع الموسيقيين لخلق أركسترا التي معناها تناسق وتفاهم، وهذا ما تمكنا الآن من تجسيده طيلة 17 سنة حيث أصبح مستوى الاركسترا في مستوى مقبول يتماشى والمستوى العالمي. فنحن اليوم نستقبل موسيقيين أجانب وعرب من كل أنحاء العالم ولا نسجل أي نقص في المستوى الفني أو التقني بفريق الاركسترا هذا أولا، وثانيا أنه من مهام الاركسترا السيمفونية هو عزف الموسيقى العالمية لأن الجزائر جزء من العالم وأن كل الدول المتقدمة لها أوركسترات سيمفونية والتي تعتبر بطاقة تعريف ثقافية لكل بلد، ونحن الحمد لله وبفضل هذا العمل الجماعي للأركسترا منذ 17 سنة والتي كانت من اقتراح الفنان المرحوم «القايد بوكر» فهو من كان صاحب الفكرة ومؤسس الفرقة سنة 1992.
@ كيف كان نشاط الفرقة طيلة هذه المدة؟
@@ بدأت تنشط سنة 1997 والآن أصبحت لدينا أركسترا سيمفونية وطنية بأتم معنى الكلمة مؤسسة لديها خصوصياتها الإدارية والفنية ومن مهام الاركسترا هو التعريف بكل هؤلاء الموسيقيين والمؤلفين الأجانب «بيتهوفن»، موزار»، «تشيكوفسكي» حتى ينفتح ويتعرف الجمهور الجزائري على جزء من العالم، هذا إلى جانب تقديم الموسيقى الجزائرية على نمط سيمفوني أين قمنا بحفلات مع الموسيقى العربية الأندلسية على غرار المدرسة الغرناطية بتلمسان، العاصمية، وطابع المالوف، كما قدمنا مقاطع موسيقية من التراث الجزائري المعروف وكذا الأناشيد الوطنية التي قدمناها بنمط سيمفوني.
- هل واجهتم صعوبات في تحوير الطبوع التراثية والشعبية إلى سيمفونيات؟ 
* لا، لم نلمس أي صعوبات، بل بالعكس فبوجود موسيقيين بارزين يمتلكون مستوى رفيع خصوصا بوجود موزعين ومؤلفين وهي معايير أساسية تفسح لنا المجال لصناعة هذا العمل الفني المنبثق عن التراث الجزائري الثري جدا.
الجمهور يتجاوب وهذه التجارب التي لا تعتبر حديثة سيما ونحن كفريق نقدمها منذ 10 سنوات، والخصوصية الأخرى فالأركسترا تفتحت على ما يسمى بموسيقى الأوبيرالية بمرافقة العديد من المغنيين الأوبيراليين ولهذا النوع  تقنية أخرى لأن الأركسترا تعزف بطريقة أخرى على الصعيد التقني فعلى العازف الموسيقي أن يتحول إلى مستمع جيد لأداء المغني الأوبيرالي ويتابعونه بدقة والاركسترا الآن تماشت مع هذا النمط الذي انطلقت باعتماده منذ 5 سنوات حيث أصبحت التقنية معروفة ومهضومة بالنسبة للأركسترا الوطنية.
- ماهي أبرز الأسماء الأوبيرالية التي تعاونت معها الأركسترا الوطنية؟
* هناك الكثير من الفنانين الأوبيراليين الذين شاركوا بالأركسترا السيمفونية الوطنية من بينهم الفنانة الجزائرية «أمل إبراهيم» و»كالينكا تمارا» وعملنا في إطار المهرجان السابع للسيمفونية «ثلاثي التينور العربي» يتكون من مغني من مصر وتونس والمغرب ومجموعة من الفنانيين الأجانب، حيث قمنا بعروض أوبيرالية سمحت للجمهور بالتعرف على الأوبيرا، والأركسترا قامت إلى حد الآن بعروض عبر 46 ولاية عزفنا وعرفنا الجمهور الجزائري على ماهية الأركسترا الوطني.
- هل تجدون أن التجول بالأركسترا الوطنية في قافلة تزور ولايات الوطن هو هدف أم مبدأ؟
* بالطبع إن الهدف هو التعريف بالموسيقى السيمفونية وكذا إدخال الفرحة على قلوب الجمهور الجزائري المتعطش لمثل هذه العروض الفنية البعيدة عن يوميات المواطن الجزائري حيث يعتبر جمهور متذوق بمستوى رفيع كما نجد لديه قبول قوي ويعتبرونها مفخرة لهم كما هي مفخرة للجزائر، وفضلا عن أن التجول عبر ولايات الوطن كهدف فهو أيضا مبدأ أساسي للأركسترا الوطنية باعتبارها رمز من رموز الجزائر الأبية.
- كيف تقيم التجربة الوطنية مقارنة بتجاربك العالمية؟   
* إن الموسيقيين الجزائريين هم إخواني وزملائي وعند استدعائي لقيادة الأركسترا كان لي فخر كبير وقد لبيت النداء مباشرة وبدون تفكير، فالمؤسسة الآن لديها نظام متميز من جهة الإدارة والإعلام، فسر نجاح الأركسترا هو نجاح هذان العاملان، فلابد أن تكون الإدارة ناجحة وبفضل مديرها السيد «بوعزارة عبد القادر» الذي تمكن من إنجاحها بعمله الجبار وهي ثمرة مجهود دامت 15 سنة، بما معناها رفع المستوى الإعلامي للأركسترا والتقني بالنسبة للإدارة وكذا على الصعيد السياسي والتنظيمي. وبالطبع قائد الأركسترا يتحتم عليه التجديد بشكل يتناسق والجانب الإداري رغم أنني لم أكن بالأركسترا الوطنية حيث أنه من المستحيل أن يتواجد قائد أركسترا بنفس المكان حيث كان هناك قائدو أركسترا آخرين منهم الجيد ومنهم الفاشل إلا أنه في العموم استفادت الاركسترا من خبراتهم وتجاربهم، وأنا تعاملت معها لكن كل مرة في إطار إدارة فنية معناها مع فكرة وتطوير أركسترا على الصعيد التقني في محور واتجاه معين وهذا ما يسمح لأن تكون الاركسترا حتى تكون في مستوى إداري وفني وتقني معناه يوجد توازن واستقرار وتطور دائم وتفاعل بين الجانب الإداري والإعلامي والفني.
- وضعت بصمة وكنت مفخرة الجزائريين، أمين قويدر كيف تصف إضافتك للأركسترا؟
* بما أنني ولد الجزائر وعشت مع هؤلاء الموسيقيين الذين درستم معهم بالمعهد العالي للموسيقى، كنت قريب وكذا صديق وهو أمر جيد وكقائد جوق على الصعيد العالمي استفدت منها كثيرا وأنا أعمل بهذه المهنة لمدة 25 سنة وكقائد جوق فالخبرة والتقنية كقائد عالمي أعرف كافة أسرار الأركسترا من الألف إلى الياء، وتعرفت على التقنيات المستعملة بمختلف دول العالم وهي التجارب التي تعلمت منها وأعطتني فنية لكيفية تطوير الاركسترا الوطنية، هذا إلى جانب اهتمامي بالموسيقى العربية باعتباري فنان سلام لليونسكو منذ سنة 1999 وأنا في هذا الإطار عملت للتقارب بين الشرق والغرب عبر الموسيقى حيث قمنا بتقديم الموسيقى الجزائرية عبر منابر اليونسكو أين نقدم للجمهور العالمي روائع الموسيقى الجزائرية والعربية وهي تجربة قديمة تعمل لتسهيل الحوار بين الحضارات.
- في إطار قسنطينة حاضنة التظاهرة الثقافية كيف تقيم الجمهور أثناء عروض الأركسترا؟
* إن مدينة قسنطينة هي مدينة الفن والعلم والعلماء، فإذا انطلقنا في الحديث عنها فلن نكفيها حقها، فهي مدينة تحمل كم هائل من الثقافات واحتضانها للتظاهرة عربية ثقافية هي مفخرة لي وللجزائريين كافة، والحديث عن الجمهور القسنطيني فقد أبهرني بصفة غير عادية، جمهور متذوق مثقف بمستوى عالي لم أشهده بعد حيث شهدنا احترامه للفنان وطريقة استماعه تجعلك تعمل لإعطائه المزيد والمزيد، وأنا فخور كوني أدخل الفرحة والبهجة لنفوس كافة الجزائريين بموسيقى راقية متميزة تروقه ويتمتع بها.
- كلمة أخيرة  لـ»الشعب» ؟  
* جريدة الشعب هي جريدة وطنية وومدرسة إعلامية محترمة تخرج منها كبار الإعلاميين والكتاب، أوجه لها من هذا المنبر شكري الخاص وتمنياتي للفريق العامل بها التفوق والتألق الدائمين باعتبارها تنقل لنا ما معنى الإعلام الحقيقي.