طباعة هذه الصفحة

300 مليون أورو استثمار في مواد البناء

«لافارج هولسيم» مكانة مميزة في السوق الوطنية

معسكر: ام الخير. س

8,7 مليون طن إنتاج وتصدير الإسمنت الأبيض يحقق الرواج
منذ دخولها السوق الوطنية فرضت «لافارج» الجزائر مكانتها في صناعة الإسمنت بمختلف أنواعه وتشكيلاته. وكانت وجهة للمتعاملين في تزويدهم بمواد بناء أصلية تحمل قيمة ومصداقية تحرص عليها المؤسسة إحدى رواد الاستثمار المنتج بالجزائر،»الشعب»زارت معمل»لافارج عقاز»بمعسكر وتسلط الضوء عليه وما يعرضه من مواد يتهافت عليها من كل ربوع البلاد.

يعتبر مصنع الإسمنت «لافارج عقاز» من أكبر الوحدات الإنتاجية التابعة لمجمع الإسمنت لافارج المقام بشراكة جزائرية فرنسية، حيث يغطي مصنع عقاز للإسمنت 15٪ من حاجيات السوق الوطنية في مجال الإسمنت بنوعيه، كما يمول السوق الوطنية بـ 3،8 مليون طن سنويا، في حين سمح افتتاح خط الإسمنت الأبيض بعقاز في معسكر، من تقليص حجم واردات الجزائر التي بلغت قبل سنة 2003، 260 مليون طن سنويا من واردات الإسمنت الأبيض، دخول لافارج بقوة إلى سوق صناعة مواد البناء الأساسية جعلها رائدة في المجال بتواجدها على مستوى90 دولة.
 كما جعل القائمين على مجمع الإسمنت يفكرون في كيفية الرفع من إنتاج الإسمنت الرمادي لتقليص فاتورة الاستراد، بالنظر إلى المؤشرات التي يطرحها ايضا ارتفاع الطلب على المادة بنسبة 98 ٪ في السنوات 4 الأخيرة، مما اضطر بـ لافارج هولسيم إلى انتاج 2 ملايين طنن إضافية لتغطية السوق
وتلبية حاجيات الزبائن والشركاء التي توفرها خطوط المجمع بالجزائر على مستوى مصنع المسيلة
ومصنع عقاز بمعسكر بانتاج يفوق 8،7 مليون طن سنويا أي بنسبة 35٪ من الانتاج الإجمالي، يضاف إليها انتاج المجمع بوحدة مفتاح -البليدة  بشراكة مع مجمع الاسمنت الجزائري جيغا بـ1،5 مليون طن ومصنع بسكرة الذي سيدخل حيز الخدمة بإنتاج 2،7 مليون طن سنويا.
ولأن القائمين على المجمع تبنوا استراتيجية تقديم خدمات أفضل للزبائن من خلال تنويع إنتاج الإسمنت والمواد الأساسية المستعملة في البناء والإنجازات الضخمة، بتطبيقات عالية الجودة، يلتزم المجمع بالاستثمار على المدى الطويل في الجزائر ويعتزم الوصول إلى أقصى حد عملي لوحداته الانتاجية في البلاد، حيث تقرر استثمار 300 مليون اورو في السنة المقبلة في المجال الواعد والمدر للأرباح حسب ما أفاد به  مدير الشؤون العامة والاتصال بـ»لافارج الجزائر» سارج دوبوا في ندوة صحفية، مضيفا ان مصنع الإسمنت لبسكرة المؤسس بالتعاون المشترك بين مجمع «لافارج الجزائر» والمؤسسة الجزائرية الخاصة «سواكري» سيدخل حيز الإنتاج في 2016 مبرزا أهمية تنفيذ تطلعات مجمع لافارج هولسيم في رفع طاقة الإنتاج الإجمالي للاسمنت إلى أكثر من 11 مليون طن سنويا
ويعتزم القائمون على مجمع لافارج للرسمنت حسب تصريحاتهم لنا الاستثمار سنة 2016 في جميع مجالات إنتاج الإسمنت الجبسي والاسمنت الجاهز للاستعمال والحصى وسلسلة المساحات التجارية باتيستور، في المخطط الطموح الذي رصد له 300 مليون أورو .

الإسمنت الأبيض فرصة لتنويع صادرات الجزائر

وفي عرض لأنشطة مجمعة الإسمنت لافارج عقاز، قال مدير المصنع جون لوي سيبيود لـ»الشعب» عقب الزيارة الموجهة للإعلاميين مؤخرا، ان انتاج مصنع عقاز من الاسمنت الأبيض يصدر لأهم الأسواق العالمية في أمريكا والبرازيل بنسبة 100 ألف طن سنويا، بوصفه المصنع الوحيد المنتج للإسمنت الأبيض الذي يعد حالة انتاجية استثنائية ويستعمل بنسبة كبيرة في الصين في مجال البناء بتقنية الخرسانة البيضاء .
 كما يتوجه زبناء المجمع في امريكا والبرازيل إلى استعمال منتجات الاسمنت الأبيض «الملكي» ذو النوعية والجودة العالية لإقامة انجازاتهم الضخمة، حيث يشكل حاليا البناء بالاسمنت الأبيض بدون اللجوء إلى الطلاء بمثابة ثورة في العالم ويتعين على الجزائر أن تعتمد على ذلك لأن استخدامه يسمح بربح الوقت والمال حسب شروحات قدمها المسؤول عن المصنع، في حين تطغى التقاليد الهندسية في الجزائر لاعتماد الاسمنت الرمادي الذي لم يعد يستجيب للتطورات الحاصلة في مجال الإنجازات، فضلا عن تكلفته المرتفعة، وذلك بالرغم من سياسة ضبط الأسعار وتسويق المنتوج لنقاط البيع المعتمدة لدى المجمع.
 وفي هذا الشأن هناك مساعي للقضاء على المضاربة وتذبذب الأسعار الموسمية من أجل سعر منضبط ومستقر طول السنة بإنشاء 9 مراكز للبيع عبر الوطن، في حين تعطى الأولوية للمقاولات التي تشرف على إنجاز مشاريع تنموية بنسبة 80٪ من الإنتاج . كما يقترح المجمع حلول جد فعّالة لمرافقة قطاع الأشغال العمومية خاصة في مجال الطرقات بتفضيل استعمال المواد المحلية لتثبيت التربة وإعادة معالجة الطرقات والمشاريع السكنية التي تحمل صفة المشاريع الصديقة للبيئة ،و يعد لتوسيع الاستثمار في الجزائر من خلال إنجاز 5 محطات جديدة للاسمنت و5 هياكل جديدة لخليط الإسمنت في غضون 2016 فضلا عن اقتناء فرن ثالث في أوت 2016 وكذا تدشين 20 نقطة لبيع مواد البناء مع نهاية السنة الجارية.

مشاريع سكنية نموذجية وأخرى صديقة للبيئة

أوضح سيرج ديبوا مدير العلاقات العامة بمجمع الإسمنت «لافارج الجزائر» لـ»الشعب» أن لافارج هولسيم»منخرطة بشكل كامل في السياسة التي وضعتها السلطات العمومية في مجال السكن عبر عملها المستمر على تحسين إنتاج الإسمنت كما ونوعا ووضع حلول تقنية تساهم في تخفيض تكلفة الإنجاز في مجالي السكن والإشغال العمومية، في حين يعتبر حسب المسؤول محيط المصنع المنتج للاسمنت، الجانب الأهم في أولويات المجمع  من خلال تجهيز المصنع بآلات تقلص من انبعاث الغبار والمواد الطاقوية السامة وتخفيف تأثيرها السلبي على البيئة و كذا المحافظة على الموارد الطبيعية غير المتجددة، وتوفير أنواع جديدة من البنايات الصديقة للبيئة، والتزم مصنع عقاز بمعسكر.
في هذا الشأن بإعداد دراسة لانجاز مشاريع سكنية ترقوية صديقة للبيئة، والخوض في مشاريع أخرى اقتصادية منها مشاريع لرسكلة النفايات وإعادة استغلالها للحد من خطورتها على البيئة .
 كما شرع المصنع في تجربة لحرق النفايات الطبية والصيدلانية وإتلاف المخلفات الصناعية والطاقوية بأجهزة عالية الجودة، الأمر الذي يعتبر أحد الحلول الناجعة لعجز كل دول العالم عن ذلك، حيث يعتبر مصنع عقاز أيضا أحد المشاريع النموذجية التي تقدم حلولا في مجال إتلاف المواد الصيدلانية التي تتجاوز الصلاحية، بحيث يتم حاليا حرقها بفرن المصنع تحت درجة حرارة عالية تفوق 1500 درجة مئوية وهو ما تمخض عنه تعهد مشترك بين وزارة البيئة ونقابة الصيادلة ومصنع لافارج الذي يوفر الخدمة المنتجة للطاقة والحل الامثل للمشكل الوطني.
وإلى جانب التزامات المصنع الأمنية والبيئة المتماشية مع إستراتيجيته في تقديم خدمات متميزة بالجودة والنوعية للزبائن، يعتمد المصنع في تسييره على قواعد الصحة والسلامة لعماله وموظفيه، إلى درجة لا يمكن فيها العبث بقواعد الصحة والسلامة ،كما يعتمد المجمع على رؤية أساسية فحواها  ان يكون القادة والمسؤولون عمال نموذجيون من حيث تنفيذ التزاماتهم وتطبيق قواعد السلامة التي من الضروري عدم اختراقها عبر مختلف وحداته الإنتاجية، وتنفذ في ذلك حصص تدريبية للعمال بغرض تحقيق «0 من حوادث العمل وضمان سلامة العمال صحيا وجسديا».
يخضع المجمع حسب الشروح المقدمة إلينا، إلى قوانين التشريع الجزائري في شأن طب العمل من خلال ضمان المراقبة الطبية الدورية للعمال والحفاظ على نظافة المصنع، فيما لم يسجل المصنع أي حالات في شأن الأمراض المهنية إلي يمكن أن تسجل على غرار الأمراض التنفسية، بفضل توفره على أجهزة الفلترة.

تثمين الموارد البشرية والمرافقة المستمرة للعمال
 
التكوين في «لافارج» لا يبدو كذلك في مفهومه الكلاسيكي، فهذا المجمع يتماشى مع مستجدات العصر والتكنولوجيا، ويعمل على تثمين موارده البشرية في إطار التكوين من خلال تبادلات دورية مع الشركاء في قطاعات مختلفة، تتم على أساس اختيار النخب العاملة وترقيتها لقيادة  المصنع ومختلف مصالحه وفق مردودية العامل وقدرته.
ويطبق المجمع برامج لتثمين الموارد البشرية في شكل مشاريع لتكوين الكفاءات في مناصب المسؤولية المستهدفة والهامة بالمصنع، ولا تستثني هذه البرامج رؤساء الورشات والمهام القاعدية والتقنية في المصنع، يشار أيضا إلى أن مصنع عقاز للإسمنت الابيض الجزائري يشغل 99 بالمئة من اليد العاملة الجزائرية والمحلية في حين تتوزع اليد العاملة المحلية على 1320 منصب عمل مباشر و5 مناصب مسؤولية للشريك الفرنسي، الأمر الذي يعتبره المجمع فخرا، بسبب توجهها نحو الاستغناء عن الإطارات القائدة للمصنع بعد الفروغ من التكوين الذي تستفيد منه إطارات الجزائر في الداخل وفي الخارج.

إلتزامات اجتماعية وأعمال تضامنية

لا يغفل قادة لافارج الجزائر عن أداء التزاماتهم الاجتماعية حيال نشاطات التضامن الاجتماعي ومختلف المساعدات التي يقدمها المصنع للجمعيات والتنظيمات الخيرية الجزائرية، حيث بدأ مصنع عقاز للاسمنت الأبيض الجزائري في تنفيذ سياسة اجتماعية منذ سنة 2010 بالشراكة مع هيئة الهلال الأحمر الجزائري والسلطات المحلية، أين يعمل المجمع على مبادرات إنسانية لإعانة الفئة الهشة من المجتمع ومساعدة العاملين في المصنع، وقدرت مساعدات المصنع لهيئة الهلال الأحمر الجزائري بـ9 ملايين دينار جزائري في حين تشمل الإعانات الممنوحة للعمال مجال السكن والتربية والتكفل الصحي، فضلا عن جهود معتبرة لقاء مساعدة العائلات المحتاجة في المواسم الدينية والاجتماعية والحملات التطوعية للتبرع بالدم، وكذا الحملات التي تقام لفائدة موظفي المصنع للكشف عن سرطان الثدي وغيره لدى العاملات في المصنع، ونشاطات أخرى يرعاها مصنع عقاز لفائدة السلطات المحلية من ترميم مرافق الرياضية والاجتماعية ومرافقة الأندية الناشطة في المجال في المنطقة.