طباعة هذه الصفحة

فوزي حساينية إطار بمديرية الثقافة لولاية قالمة :

“الشعب” مشروع ثقافي فكري بأبعاد وطنية حضارية

آمال مرابطي

أبدى السيد فوزي حساينية، إطار بمديرية الثقافة لولاية قالمة، عن إعجابه بما تقدمه جريدة “الشعب” لقرائها يوميا على صفحاتها المتنوعة بين، الرياضي، الثقافي، الدبلوماسي، الإفريقي، الاقتصادي والمحلي، كما عبّر بكل صراحة ومسؤولية عن إعجابه بالسياسة المنتهجة من طرف الجريدة، فيما يخص أسلوب الملفات وخطّها الافتتاحي لابتعادها عن أسلوب الإثارة.
قال السيد فوزي: “أقرأ وأتابع يومية الشعب منذ سنوات خلت، وأهم ما يجعلني أدوام على مطالعتها ليس فقط ما يمكن الوقوف عليه من معلومات ورؤى وتحليلات تخص شتى القضايا الوطنية والدولية، وتتعلق بمختلف المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية، ولكن أيضا لسبب جوهري وهو وضوح خطّها الافتتاحي وابتعادها عن أساليب الإثارة، والصراعات المجانية غير المجدية في تناولها ومناقشتها لسائر المسائل والموضوعات، وهو ما يجعل من الخدمة أو الخدمات المقدّمة للقرّاء أقرب ما تكون إلى المهنية. والاحترافية التي أصبحت عملة أو ظاهرة نادرة في زمن تكاثر العناوين، وتباين الأهداف والأغراض والمنطلقات. وتابع في ذات السياق، فيقول: “كما لا يمكنني كقارئ دائم ليومية الشعب إلاّ أن أعبّر وبكل صراحة ومسوؤلية عن إعجابي للسياسة المنتهجة من طرف الجريدة فيما يخص أسلوب الملفات، أعني الملف الثقافي، الاقتصادي الدبلوماسي والرياضي، وتنوع طريقة الاهتمام بالشؤون الدولية والمحلية، ففيما يتعلق مثلا بالشؤون الدولية مثلا أقرأ دائما ما تنشره الجريدة حول  مختلف الدول أو القضايا الإفريقية بملف إفريقيا، كما أنّني أفرح كثيرا كلّما وجدت ندوة من تلك الندوات القيّمة التي تنظمها يومية الشعب حول قضية الشعب العربي الصحراوي، ونضاله المجيد من أجل حقه في تقرير مصيره، وكذا تلك الندوات أو الملفات التي تناقش من خلالها يومية الشعب العريقة قضايا الوحدة المغاربية ومستقبل الإتحاد المغاربي.
وعن ما تنشره الجريدة حول المسائل الاقتصادية، أكد على أهميتها قائلا: “ما ينشر بالملف الاقتصادي فهو في الغالب نافع ومفيد، لأنه يطرح ويحلل المشاكل ويقترح الحلول برؤية اقتصادية تصدر عن خبراء ومختصين تحركهم نوازع المسؤولية المهنية والوطنية، وليس نوازع البحث عن مبررات ومقولات لإدانة هذا أو التنديد بالآخر، ولا يخفى أبدا أن الأسلوب أو الطريقة الأولى في التحليل والنقاش تكون مفيدة للقراء ولأصحاب القرار، أما الأسلوب أو الطريقة الثانية ففائدتها قليلة جدا لأنّها تريد الاستثمار في الجوانب العاطفية، أي في الجوانب غير الموضوعية التي لا تهم إلا من يبحثون عن المجد والشهرة فيما يعتبرونه إخفاقا أو فشلا للآخرين. لذلك أرى من واجبي أن أشجّع يومية الشعب على الحفاظ على أسلوب الملفات في طرحها ومعالجتها لمختلف القضايا لأنّ ذلك قد أرسى حقيقة تقاليد رائعة في العمل ممّا يسهّل على القراء كل حسب اهتماماته وتطلعاته مواصلة التفاعل مع الجريدة والاستفادة من أعدادها اليومية”. ومن جهة أخرى، يقول: لا ينبغي هنا أن ننسى اهتمام الجريدة بانشغالات المواطنين عبر مختلف ولايات الوطن، وقد تابعت - كقارئ - بتقدير بعض أعداد الجريدة التي طرح فيها بعض المراسلين قضايا الاعتداءات على بعض المواقع الأثرية والمعالم التاريخية. أقول بتقدير ليس فقط لما أبداه هؤلاء المراسلين من غيرة على التراث الأثري لبلادنا، بل ولجرأتهم الأدبية في التنديد بهذه الممارسات ودعوتهم للجهات المختصة وللمجتمع ككل لتحمل مسوؤلياته، والعمل على تجسيد ثقافة احترام قوانين الجمهورية وأنظمتها في هذا الصدد.
وختم في الأخير مشيرا للاقتراحات فيقول: “ما أرغب أخيرا في قوله هو أنّني أتمنّى أن تكون يومية الشعب العريقة أكثر انفتاحا على الأفكار الجديدة فيما يخص المسائل الدينية التي تهمّ المجتمع الجزائري، لأنّه ورغم أهمية المعلومات والخدمات المقدّمة في هذا المجال، إلاّ أنّني أعتقد صادقا أنّ جريدة الشعب الجزائري تستطيع بحق أن تخطو خطوات أخرى أكثر انفتاحا وإيغالا في عمق الأشياء، مع ضرورة الاعتراف بطبيعة الحال بخصوصية وحساسية القضايا والمسائل المرتبطة بالدين والاعتقاد، لكن من المؤكد أنّنا نخدم  ديننا ومجتمعنا والإنسانية كلّها كلّما كنّا أكثر جرأة في الطّرح والتّحليل والمساءلة”.