طباعة هذه الصفحة

بمشاركة 124 فنان من 16 دولة في مقدمتها الجزائر

لوحـات فنية راقية في المهرجان الدولي السابـع للرقص المعاصر

ينتظر أن يعرف مهرجان الجزائر الدولي للرقص المعاصر انطلاقة جديدة هذه السنة، بقيادة فريق جديد يشرف على الطبعة السابعة من المهرجان، الذي يحتضنه المسرح الوطني محي الدين بشطارزي من 17 إلى 22 ديسمبر الجاري، بمشاركة 16 دولة في قدمتها الجزائر. هذا على الأقل ما أكدته السيدة المحافظة فاطمة الزهراء ناموس، خلال الندوة الصحفية التي عقدتها أمس الإثنين بقاعة موقاري بوخاري بالمعهد الوطني العالي للموسيقى.

المعهد الوطني للموسيقى: أسامة إفراح

ويحضر هذا الحدث 124 فنان، من ضمنهم 50 راقصا جزائريا و5 مكونين في دروس الكوريغرافيا والرقص المعاصر. وتتمثل الدول المشاركة في ضيف الشرف تركيا، روسيا، إيطاليا، التشيك، كرواتيا، سوريا، فرنسا، مصر، تونس، الصين، إسبانيا، مالي، بلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت السيدة ناموس، التي تقف أيضا على رأس الباليه الوطني الجزائري، بأن طبعة هذه السنة لن تعرف منافسة في شكل مسابقة، والأصل هو أن يتم تحضير الفرق الوطنية ورفع مستواها لكي تتبارى مع مثيلاتها من مختلف الدول المشاركة.

فلسفة جديدة للمهرجان

وقالت ناموس بأن المهرجان الدولي لن يكون كذلك في العام التالي، حيث ينتظر (أو يقترح) أن تنظم المحافظة، مرة كل سنتين، ودائما تحت رعاية وزارة الثقافة، مهرجان الجزائر الثقافي الدولي للرقص المعاصر، بحيث يكون مخصصا حصريا للفرق الوطنية: «يجب أن نحضر أنفسنا جيدا قبل الدخول في منافسة من فرق ذات مستوى عال، ويجب إعطاء الفرصة للجميع من مختلف أنحاء الوطن حتى يشاركوا في هذه التظاهرة»، تؤكد محافظة المهرجان.
وعن سؤال «الشعب» عمّا إذا كان هذا الترتيب هو ما سيؤول إليه المهرجان من هنا فصاعدا، بمعنى مرة كل سنتين بالتداول بين الطابعين الدولي والوطني، قالت المحافظة إن هذا مرتبط بمدى نجاح هذه الفكرة، ثم أردفت قائلة: «أين المشكل في تنظيم الطبعتين في سنة واحدة؟ ربما سيكون بإمكاننا القيام بالأمرين معا، سنرى ذلك».
أما عن سؤالنا بخصوص دفع الشباب إلى اعتناق هذا النوع من الفنون وتخطي الحواجز الاجتماعية، قالت محافظة المهرجان إن الباليه الوطني اعتمد كل التدابير في هذا الاتجاه: «نحن نعمل على تسهيل مهمة الشباب القادمين من مختلف أنحاء الوطن، وما الجانب الإداري إلا جانب بسيط من عملية أكبر تتضمن الجوانب الفنية والإبداعية». وأضافت: «مرة جاءنا شاب من مدينة الأغواط، يملك مواهب حقيقية وهو راقص رائع، لم نطلب منه العودة في يوم آخر بل حضرنا مباشرة تجربة الأداء ولمسنا فيه هذه الموهبة، ولما سألته من هو معلمه وأين تعلم كل هذا؟ أجاب بأنه تعلم كل شيء يعرفه عن طريق النت.. قبلناه مباشرة وسبقنا الجانب الفني على الإداري، وهو الآن عضو بالباليه الوطني.. يجب علينا أن نوصل رسالة لهؤلاء الشباب وهو أن كل ما تقدمه الدولة من إمكانية موضوع في خدمتهم ومسخر لنجاحهم».
بعد ذلك قدمت نوارة إدامي، المديرة الفنية للمهرجان، للبرنامج المسطر للتظاهرة، والتي ستعرف خلال الافتتاح عرضا لفرقو «أرابسك» الجزائرية و»الباليه الوطني الجزائري» ثم ممثلي إيطاليا وضيف الشرف تركيا.

التكوين لرفع المستوى

وتعرف التظاهرة تنظيم دروس وورشات تكوين تم الإنطلاق بها فعلا، ومن بين المشرفين عليها نذكر منهم المكونة ذات الأصول المالية كيتلي نويل، التي تشرف على 15 طالبا وطالبة، وصفتهم بالمحترمين والرائعين، لأنهم «يحترمون عملهم وما ينجز من أجلهم». وتحدثت المكونة عن عملها مع شباب غرب أفريقيا، واعتبرت بأن هذا المهرجان «مهم جدا لهذا البلاد لأنه بدون فنانين لن يمكن الحفاظ على التراث اللامادي، وهو الدور الذي يؤديه الباليه الوطني الجزائري».
أما المكون والمدرب الكيني «جون ماينا» فعبّر عن سعادته بالإشراف على الدورة التكوينية لثاني مرة بالجزائر، بعد تلك التي أشرف عليها السنة الماضية، وقال إنه سعيد جدا بنقل كل ما يعرفه لهؤلاء الشباب المتعطشين للمعرفة والتعلم. وقال إن ثمرة التكوين ستتجسد في عرض حول التغيرات المناخية، وهي رسالة للسلام، يقول ماينا.

الاستمرارية عملة النجاح

مع إنشائه عام 2009، بمناسبة الطبعة الثانية من المهرجان الأفريقي، أريد للمهرجان في بداياته أن يكون أفريقياً بشكل حصري، حيث استضاف أكبر شركات وفرق القارة. وفي كل سنة، يتأكد مفهوم «المعاصرة» أكثر فأكثر، كما تبدد الخلط بين «الحديث، المعاصر، ما بعد الحداثة» واكتسب الشباب تعلم التسلسل الزمني لفن الرقص، وهو ما يأخذه منظمو التظاهرة بعين الاعتبار.
وأضاف القائمون على المهرجان بأن الفريق الجديد أخذ بعين الاعتبار الجهود التي بذلت خلال الطبعات الستة الأولى، فـ»عالم الفنون هو عائلة كبيرة، والخبرات هي في حركة مستمرة من التبادلات والاستشارات. نحن نعمل في إطار الاستمرارية ونحتفظ بأفضل ما تم إنجازه في السنوات السابقة».