طباعة هذه الصفحة

سعاد سرحان مذيعة بالقناة الأولى لـ«الشعب»:

تجربة رسخت جهد مسيرة العطاء الأثيري بإمتياز

حاورتها: صرياك سارة

«السيدة الأولى» محطة تميز الأنثى وبصمة عبور من ذهب
تعوّد على صوتها المستمعون عبر أثير القناة الأولى، صوت ينم عن شخصية هادئة ورصينة، تقول «كان عبورا من هنالك لكنه دام عمرا» هكذا تصف السيدة سعاد سرحان بداية عملها بالإذاعة الوطنية.. وعبر جولة في هذه الأخيرة وفي حديث نسوي حميم حكت لنا السيد سعاد عن مسيرتها المهنية وعن سر النجاح  في هذا الحوار.

-»الشعب»: من هي سعاد سرحان؟
* سعاد سرحان: ببتسامة، أنا من مواليد8 مارس، ولأنه اليوم العالمي للمرأة فأنا اتذكره واحتفل به حتى وإن أردت أن أتناساه، مسقط راسي بولاية جيجل لكني كبرت وترعرت ودرست بالعاصمة، واليوم أنا زوجة وأم لبنتين هما بثينة وفاطمة وطبعا مذيعة بالقناة الأولى.

- كيف كانت البداية مع الإذاعة؟
* التحقت بالإذاعة وأنا لازلت أدرس بالجامعة سنة 1986 كمذيعة ربط  بالقناة الأولى ومكثت فيها حوالي 3 سنوات، بعد تخرجي قمت بإنتاج برامج تربوية واجتماعية وهذا بحكم دراستي فأنا خريجت معهد علم النفس تخصص علم نفس الطفل والمراهق، فكان برنامجي الأول بعنوان»أعرف نفسك» وهو نوع من الثقافة النفسية للمستمع وكنت حينها أتلقى مئات من الرسائل تطرح مشاكل نفسية واجتماعية.

- كيف كانت تجربتك «عالم حواء»؟
* بعد أن تقاعدت السيد سامية صاحبة برنامج الشهير «البيت السعيد»، أسند الي برنامج «عالم حواء» على أن يكون على المباشر، أصدقكم قولا لم يكن بالأمر الهين بالنسبة لي وخفت كثيرا خاصة أني لم أكن أملك الكثير من الخبرة والعبء كان كبيرا فالسيدة سامية لها وزنها الاذاعي ولها مستمعون كثر. لكن هذا لم يمنعن من خوض التجربة ودخلت الاستديو، سألتني في إحدى المرات مستمعة سؤالا مازلت أتذكره «أين هي السيدة سامية...» مرت لحظات بياض طفيف وأنا صامتة لم أقل شيئا وفي العمل الإذاعي طبعا لا يجب أن نترك الوقت يمر دون كلام فأي دقيقة تحسب عليك، استرجعت قواي وأجبتها أن السيدة سامية قد تقاعدت وأنا هنا اليوم فأتمنى أن أكون خير خلف لخير سلف.
لكن بعدها الحمد لله أخذ البرنامج صداه ومكانه في الشبكة البرامجية وعند المستمعين، خاصة آنه زامن فترة الانفتاح في التسعينيات فتناولنا مواضيع متنوعة عن المرأة بكل حرية، فكانت تصلنا الكثير من الرسائل والتي كنا نستعملها في قياس مدى نجاح أي برنامج .

- حدثيني عن تجربتك في القناة الثقافية؟
* لم استطع أن اتخلى عن الميكروفون رغم أنه أسند لي عمل إداري وهو الإشراف على البرامج التربوية والاجتماعية  في القناة الأولى، بعدها انتقلت في منصب مديرة انتاج إلى الإذاعة الثقافية والتي كانت مولودا جديدا  بعمر السنة حينها، ومكثت هنالك 10 سنوات عشت فيها أياما جميلة وكانت لي الفرصة أن اكتشف أصواتا رائعة هي اليوم في قنوات عربية أمثال صهيب شراير في قناة العربية، رفيق ساحلي
بفرونس 24 رفقة حكيم زويش وحاتم غندير بالجزيرة الاقتصادية، والحمد الله أني كنت من فتح الباب لهم ليتألقوا اليوم عربيا.
ولحد الساعة الإذاعة الثقافية بها أصوات جميلة أذكر فريد ناجي، رابح نصر الدين، كنزة نصري، رشيد،  لكن للأسف ساعات البث محدودة كما أنها تبث على الأمواج الطويلة وليس أف أم.

- عودتك إلى القناة الأولى هل هو الحنين ؟
* ربما الحنين.. المهم أني عدت في أواخر 2006، وفي2007 كانت الجزائر عاصمة الثقافة العربية اقترحت أنا وزميلتي زينة برنامج «حول إبريق الشاي» وهو برنامج ليلي ثقافي لمدة ساعتين يقدم صورة المرأة عربيا وبهذا البرنامج تحصلت على الجائزة الثالثة من بين 23 دولة في الإعلام المميز بالقاهرة، وكان هذا شرفا كبيرا لي أن أمثل الجزائر في مثل هذه المسابقات وأتحصل على جائزة.
واصلت العمل في إنتاج البرامج وفي خمسينية الاستقلال الجزائر، أسند لي برنامج تاريخي «عيد النصر» أردت أن تكون بدايته من القرن 15 أي من فترة الحماية العثمانية لكن البرنامج توقف بعد سنة في الثورات الشعبية ولا أدري ما السبب.
أنتجت برامج الصباحية، برامج أطفال وقضايا الشباب، عملت في قسم الاخبار والآن عدت للمرأة عبر برنامج «السيدة الأول» هذا البرامج الذي يستضيف نماذج نسائية جزائرية ناجحة، كافحن وناضلن في الحياة من أجل التميز في أي مجال، نماذج نقدم من خلالها تجربة كل واحدة منهن فقد تجد أي مستمعة نفسها فيها وتستلهم من مشوارها في الحياة.
عندي برنامج أخر لتشجيع المنتوج الجزائري بعنوان «منتوج من بلادي» لتشجيع  المستمعين على استهلاك ما هو جزائري، وأشدد هنا أني  انتقي فعلا المؤسسة التي تستحق التشجيع ومنتوجها يرقى إلى المستوى المطلوب فمن الجيد ان نقول للمجيد أحسنت كما أننا نعيش ظروف اقتصادية صعبة تلزمنا بالإتكال على أنفسنا والحد من الاستيراد فنحن نملك الإمكانيات اللازمة لذلك. 

- بما أننا في صفحة القوة الناعمة ومن خلال برنامجك «السيدة الأولى» ما الذي يجمع بين تلك السيدات المتميزات وما سر نجاحهن؟
* والله لكل منهمن شيء يميزها وتجربة خاصة بها، فهن باقة من الزهور بألوان عدة، وفي لقائي معهن أفضل أن يكون الحوار حميميا، حتى أنه في لقائي مع الإعلامية السيدة تركية حوي صحفية بوكالة الانباء الوطنية خرجت على التقاعد مؤخرا بكت حيث عدت بها عبر الزمن إلى أيام الدراسة والاستعمار الفرنسي عدت بها إلى سنوات طوال مضت، أما عن سر النجاح فهو التحدي فكلهن رفضن الاستسلام.

- بعد تجربتك في البرامج التربوية والاجتماعية خاصة البرامج الخاصة بالمرأة، مم تعاني النساء اليوم؟
* اعتقد أن للمرأة اليوم يد فيما تعانيه، فقد تحملت كل المسؤوليات هي تعمل داخل البيت وخارجه هي من تربي الأطفال، هي تعلمهم، هي من تآخذهم الي المدارس وتعيدهم فهي من تقوم بكل الوظائف، الرجل اليوم سواء الإبن أو الأب أو الزوج أو الأخ  انسحب من مسؤلياته وهذا حمل كبير عليها.

- ماذا عن المرأة الإعلامية ؟
* المرأة الإعلامية همومها أكبر في تؤدي رسالة قد تحرمها الكثير من الأمور، حدثتني زميلة لي عن تجربة جد صعبة مرت بها وهي تؤدي عملها حيث كانت بولاية غرداية للبث من هنالك وكانت الحصة على المباشر وتم الإعداد لها والإعلان عنها مسبقا لتتلقى مكالمة هاتفية تخبرها بوفاة اختها، رغم هذا قالت أنها واصلت عملها رغم الألم فالمستمع  حسبها لا ذنب له. من الصعب جدا أن تقدمي برنامجا لترفيهيا فيما تكون نفسيتك في وضع سيئ وتعتصرين ألما، بالإضافة إلى فترة التي مررنا بها في العشرية السوداء أين فقدنا زملاء لنا كانت موافق فعلا لا نحسد عليها.

- بماذا تنصح السيدة سعاد الفتاة الجزائرية؟
* أولا أن تثق بنفسها بقدرتها وبإخلاقها، أن لا تقلد الآخرين لمجرد التقليد فهي خزان الحافظ على الهوية، العلم سلاح فعليها بتزود بالإضافة للعفة، كما أنصحها بأن تحافظ على بيتها بالاستلهام من تقاليد الأمهات والجدات وأن لا تترك التكنولوجيا تاخذها بعيدا عن الحياة الحقيقية.

- كلمة أخيرة؟
*  عام جديد سعيد إن شاء رغم الأزمة الافتصادية التي نعيشها اليوم التي أتمني أن تمر بسلام وكل عام وكل الجزائريين بألف بخير.