طباعة هذه الصفحة

بعد توقيف مستمر منذ 2006

المحطة الجوية بعنابة تدخل الخدمة بتنظيم أول رحلة نحو مرسيليا

عنابة: هدى بوعطيح

طلعي: الجوية الجزائرية غير معنية بالخوصصة

تعزز قطاع النقل بعنابة، بمحطة جوية جديدة بمطار رابح بيطاط، حيث فتحت أبوابها، أول أمس الخميس، أمام المسافرين، بعد أن أعطى وزير النقل بوجمعة طلعي خلال حفل رسمي أشرف عليه، إشارة انطلاق أول رحلة رقم 11 ـ 50 باتجاه مرسيليا، على متن طائرة بوينغ 737 ـ 800 تابعة للخطوط الجوية الجزائرية حاملة 119 مسافر.
عاين وزير النقل بوجمعة طلعي، مختلف أجنحة المحطة الجوية الجديدة، وعلى رأسها الهياكل الإدارية والتقنية، شبابيك التسجيل، والسكانير.. وأكد بأن هذا المشروع الهام مكسب مهم لولاية عنابة، والذي أنجز في ظرف قياسي لا يتجاوز الـ04 أشهر، بعد العراقيل والتوقف المستمر الذي عرفته هذه المنشأة منذ 2006، فضلا عن التعليمات الصارمة التي وجهت للمعنيين لتسليم المشروع قبل نهاية العام 2015، منوّها بقدرات مؤسسات وطنية على رفع التحدي فيما يتعلق بنوعية الأشغال وأجال التسليم.
وأضاف طلعي بأن المحطة الجوية الجديدة، قيمة مضافة تعزز بها قطاع النقل، وهي مستوفاة لكافة المعايير والمواصفات الدولية، وستقدم في البداية 03 رحلات في اليوم، على أن تُفتتح الخطوط الداخلية تدريجيا، خلال شهر جانفي الجاري، لتكون جميع الرحلات الوطنية والدولية من المحطة الجوية الجديدة لرابح بيطاط.
وشدد طلعي على ضرورة احترام مقاييس ومعايير البناء، لانجاز مطارات دولية في الجزائر لها القدرة على تعزيز احتياجات المسافرين، وأكد أن المؤسسات الوطنية ذات الطابع الإستراتيجي، من بينها شركة الخطوط الجوية الجزائرية غير معنية  بالخوصصة.
من جهة أخرى أكد والي ولاية عنابة يوسف شرفة بأن المحطة الجوية الجديدة مكسب تنموي وجمالي لولاية عنابة وسكانها، في حين أكد المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية محمد عبدو بودربالة بأن فتح خطوط ورحلات جوية إضافية سيكون وفق الطلبات المستقبلية، وسيتم رفع رهانات لتحسين مستوى الخدمات واحترام مواعيد السفر.

أشغال تعود إلى 2006

تعود أشغال انجاز المحطة الجوية الجديدة بعنابة إلى 2006، وافتتحت في 2015 بعد أن حدث تماطل في اكتمال الأشغال بسبب العديد من المعوقات، على رأسها إعادة التقييم المالي، الذي خضع له المشروع عدة مرات، ومشاكل أخرى تقنية، حيث بقيت الأشغال تُراوح مكانها واستغرقت مدة الانتهاء منها 10 سنوات كاملة لتُسلم المحطة وتكون قطبا استراتيجيا هاما، على اعتبار أن المطار يعد محركا للعجلة الاقتصادية، وهو ما جعل الدولة الجزائرية ترصد ميزانية تقدر بـ60 مليار دج للنهوض بالأسطول الجوي خلال الفترة 2013 ـ 2017.
ويعد افتتاح المحطة الجوية الجديدة بعنابة بمثابة الحدث، حيث انتظرها المسافرون لمدة سنوات، بسبب قلة الخدمات بالمحطة القديمة، وعدم قدرتها على استيعاب عدد المسافرين من داخل وخارج الوطن، وبالتالي وضع حد لمعاناة التنقل من ولاية إلى أخرى ومن بلد لآخر داخل مطار لا يتوفر على أبسط المقاييس بطاقة استيعاب تقدر بـ250 ألف مسافر فقط.
وتم أخيرا تدشين المحطة الجوية، بعد أن وقف وزير النقل بوجمعة طلعي الشهر الفارط على أشغالها، وأعطى تعليمات صارمة بتسليم المشروع قبل نهاية 2015، كما توعد والي الولاية يوسف شرفة بتنفيذ عقوبات صارمة على الشركات المكلفة بالمشروع، في حال ما لم يتم تسليمه في الموعد المحدد له، بعد أن أسند لـ05 مقاولات للإسراع في وتيرة الانجاز.

1.5 مليار دج لتشييد المحطة الجوية

استهلك إنشاء مطار رابح بيطاط الجديد والذي يتوفر على 06 مواقف للطائرات، 1.5 مليار دج، ويتربع على مساحة 12 ألف متر مربع، بطاقة استيعاب تقدر بـ750 ألف مسافر سنويا، على أن تصل إلى 1.5 مسافر بعد الانتهاء كليا من جميع أشغال التهيئة والتجهيز، والتي وقف على أغلبها بوجمعة طلعي أيضا في زيارة سابقة له، وعلى رأسها “البساط المتحرك” لاسترجاع الأمتعة و«السكانير”، وقد طلب بوجمعة طلعي من المؤسسة المعنية وضع جهاز “سكانير” ثان يعوض الأول في حال توقفه، كما جُهز المطار بنظام التدفئة والتكييف والعتاد المضاد للحرائق، فضلا عن جهاز الإعلان عن الرحلات.      
وزُودت المحطة بمرافق وهياكل تجارية، في إطار الرقي بخدمة النقل في واحدة من أكبر مدن الجزائر، حيث تتوفر على 18 محل تجاري، أكد وزير النقل أنه تم توزيع 12 منها، على غرار “الكافيتيريا” وهي حاليا في خدمة جميع المسافرين.

في انتظار التهيئة الكاملة

 بالرغم من الانجاز الكبير، الذي حققته ولاية عنابة في مجال النقل الجوي، إلا أن مطار رابح بيطاط لم يهيئ بصفة كاملة، حيث أسر مصدر موثوق لـ«الشعب” أن المهبط الرئيس “أ 19” يعاني من تشققات في أرضيته، ولا يتحمل طائرات من صنف “ايرباص أ 330” والتي يفوق وزنها 200 طن، وتنقل أكثر من 450 راكبا.
وكانت شركة الخطوط الجوية الجزائرية قد قدمت تقريرا للسلطات المسؤولة عن وضعية المهبط الرئيسي، بهدف إعادة تهيئته بالمقاييس العالمية المعمول بها في الملاحة الجوية، لاستقبال الطائرات من النوع الكبير، خصوصا وأن شركات الطيران العالمية ترفض نزول طائراتها بمطار عنابة، على غرار السعودية التي ترفض هبوط طائرات “بوينغ 776” خوفا على سلامة ركابها خصوصا في موسم العمرة والحج.