طباعة هذه الصفحة

والي باتنة يطمئن سكان الولاية

مياه سد كدية لمدور كافية ومن السابق لأوانه الحديث عن الجفاف

باتنة: لموشي حمزة

عاين، مؤخرا، والي باتنة محمد سلماني، منسوب مياه سد كدية لمدور بمدينة تيمقاد، للوقوف على حقيقة مخاوف السكان من نقص التزود بالمياه الشروب، بعد الجدل الكبير الذي رافق موسم الشتاء لهذا العام بسبب شح السماء، حيث طمأن الوالي، في تصريح لـ “الشعب”، سكان ولاية باتنة، بتوفر المياه الشروب لمدة طويلة من الزمن، إذ يقدر حاليا منسوب المياه بـ22 مليون متر مكعب، من أصل 75 مليون متر مكعب وهي الطاقة الكلية لاستيعاب السد، أي بمعدل 30% من طاقته الإجمالية، مقارنة بالعام الماضي في هذا الوقت بالذات أين سجل السد نسبة امتلاء تقدر بـ15 مليون متر مكعب.
بدوره أكد مدير الري والموارد المائية لولاية باتنة عبد الكريم شبري، في تصريح صحفي “للشعب”، أن القطاع يعرف، منذ مدة، بفضل مجهودات الدولة والإمكانات الكبيرة التي سخرتها، قفزة نوعية في عدد المشاريع والعمليات المحققة في السنوات الأخيرة، خاصة بعد ربط سد كدية لمدور بباتنة بسد بني هارون بولاية ميلة، إضافة إلى إنجاز عدة سدود بمناطق تفتقر فعلا إلى موارد مائية.

مخطط استعجالي للقضاء على مشكل التزود بمياه الشرب
 
جاء البرنامج الاستعجالي لتوفير المياه الشروب بولاية باتنة، بحسب المدير الولائي للري والموارد المائية عبد الكريم شبري، متزامنا وشروع الولاية في إنجاز 51 منقبا، هي الآن في طور الإنجاز، خاصة بالمناطق النائية التي تفتقر لموارد مائية. وأوعز نقص المياه ببعض البلديات إلى سوء استغلال وتسيير الشبكات، مؤكدا أن الموارد المائية موجودة وكافية وبشكل يومي في أغلب البلديات بمعدل 200 لترا في الثانية.
بخصوص تلك التي ماتزال عمليات تزويد السكان بالماء الشروب تعاني بعض التذبذب، أشار شبري إلى أنه بنهاية العام الحالي 2016 سيتم القضاء نهائيا على النقاط السوداء الخاصة بنقص المياه الشروب بالمناطق الريفية، باستثناء منطقة “غاصرو” ببلدية تيلاطو بدائرة سقانة، بسبب نقص الموارد الجوفية. وكحل للمشكلة، أشار المدير الولائي إلى تقديمه اقتراحا لوزارة الموارد المائية لتموين المنطقة بربطها بسد كدية لمدور عن طريق قناة نقل المياه التي تمر على المنطقة وصولا إلى بريكة.
وبالنسبة لمياه السقي الفلاحي، أشار المتحدث أنه من السابق الحديث عن سنة جفاف بالجزائر والولاية باتنة، التي يعتمد فلاحوها بنسبة كبيرة على المياه الجوفية من خلال الآبار الفلاحية، وحتى المساحات الفلاحية المسقية تعتمد بباتنة على الري التكميلي من المناقب.
كما تتوافر الولاية على 11 حاجزا مائيا بسعة 6 ملايين متر مكعب، وحاجز مائي بتازولت استلم مؤخر ودخل حيز الاستغلال بطاقة استيعاب تفوق المليون متر مكعب، بالإضافة إلى حاجز مائي بتازغت وصلت نسبة الأشغال به إلى 60%، و4 حواجز مائية جديدة ستنطلق بها الأشغال فور استكمال الإجراءات المعمول بها ببلديات سريانة، وادي الشعبة، سفيان ووادي الماء.

نحو بلوغ 1.7 مليون متر مكعب شهريا مليون من سد كدية لمدور

تدعم قطاع الموارد المائية لولاية باتنة بمشروع هام يتمثل في ربط سدي بني هارون وكدية لمدور، حيث وصلت، قبل أشهر، أولى كميات مياه سدّ بني هارون  إلى سدّ كدية المدور بتيمقاد، وهو ما من شأنه القضاء نهائيا على أزمة نقص المياه التي عانت منها الولاية باتنة في السنوات الأخيرة.
وقد كلف ميزانية الدولة غلافا ماليا ضخما، بالإضافة إلى المجهودات الكبيرة التي بذلتها السلطات العمومية الولائية والمركزية، حيث ستزيد قوة المياه إلى 60 ألف متر مكعّب يوميا، على أن تبلغ أكثر من 1 مليون و700 ألف متر مكعّب في الشهر، وهو ما يعني، بحسب مدير الموارد المائية عبد الكريم شبري، تغطية كل احتياجات الولاية من هذه المادة الحيوية.
ويندرج تحويل مياه سدّ بني هارون إلى سدّ كدية المدور بتيمقاد في إطار مخططّ أخضر استعجالي عبر قناة بطول 120 كلم وبقطر 1,40 متر، حيث يصل تدفّق الماء فيها إلى 1 متر مكعّب في الثانية، فيما تمّ تشغيل القناة الثانية الموازية لها منذ مدة قليلة، وفقا لما أفادت به مديرية الموارد المائية. وسيسمح نظام بني هارون بتوفير كمّية من المياه للولاية تقدّر سنويا بـ282 مليون متر مكعّب مع تأمين احتياجاتها من هذه المادة الحيوية على مدار 30 سنة المقبلة، كما أكدته البطاقات التقنية للمشروع.