طباعة هذه الصفحة

متحف « باردو» سيدعم لأول مرة بمجموعات أثرية

بقايا إنسان وعظام حيوانية تعود إلى 1.8 مليون سنة

حياة / ك

العمل الميداني لباحثين جزائريين 100 ٪

كشف محافظة التراث الثقافي في متحف ما قبل التاريخ والاثنوغرافيا «باردو» ورئيسة مصلحة ما قبل التاريخ فايزة رياش، أن هذا المتحف سيدعم لأول مرة بمجموعات أثرية جديدة تعود لحقبة ما قبل التاريخ 100 بالمائة جزائرية.
مختلف الحقبات ما قبل التاريخ ستكون حاضرة في هذا المعرض الذي سيقام خلال السنة الجارية، حسب ما جاء في مداخلة فايزة رياش، أمس خلال منتدى جريدة «الشعب» الذي تناول موضوع «الجزائر ما قبل التاريخ: بحوث واستكشافات».
يتم من خلال هذا المعرض التعرف على عدة مواقع ما قبل التاريخ مختلفة زمنيا أو «كرونولوجيا «، يتضمن فضاء زمني يتضمن إطلالة لأولى الاكتشافات في إفريقيا باعتبارها مهد للإنسانية، ونعرج إلى أقدم موقع في شمال إفريقيا موقع عين الحنش بسطيف، الذي يمثل الحضارة الالدوانية، ثم موقعي الرايح بمستغانم وموقع تغنيف بمعسكر اللذان يمثلان الثقافة الأشولية، ثم موقع أولاد الحاج، يمثل ثقافة العصر الحجري القديم، فموقع «تازة «بجيجل الذي مثل ثقافة «ابرو مغربية»، وأخيرا موقع «تنهنكتان» أو «ولهنكتان» كما يسميه التوارق، الذي يمثل العصر الحجري الحديث، مشيرة إلى أن المعرض كذلك خصص فضاء للطفل، حتى يندمج ويتعرف من خلاله على هذه الفترة من الزمن التي تمثل ترفيه له.
ويعد موقع تغنيف بمعسكر من أهم المواقع حسب محافظة متحف «باردو»، لان فيه تم اكتشاف أقدم بقايا بشرية للإنسان الأطلسي الموريتاني، الذي يؤرخ بحوالي 75 ألف سنة، بقاياه موجودة بمتحف الإنسان بفرنسا، بالإضافة بقايا حيوانية، لفرس النهر والخيل البقريات .
وذكرت أن موقع عين الحنش تم اكتشافه سنة 1954، الذي توقفت فيه الحفيرات لمدة طويلة، ثم عادت عملية الحفر سنة 1993 من قبل فريق من مخبر عصور ما قبل التاريخ، حيث تم الحصول على بقايا عظمية حيوانية، تم التعرف من خلالها على البيئة القديمة لـ «السافانا»، وهو موقع يؤرخ بـ ١.٨ مليون سنة، كما وجدت فيه أولى أشكال الصناعة الحجرية مصنوعة على الحصى.
ثم عرجت إلى موقع الرايح الذي تم اكتشافه من قبل الباحث عبد القادر دراجي الذي كان حاضرا في المنتدى الذي يؤرخ بحوالي 1 مليون سنة، مشيرة إلى أنه اكتشف سنة 1996، ومنذ ذلك العام تقوم فيه سنويا حفريات من قبل باحثين في عصور ما قبل التاريخ وكذا طلبة معهد الآثار، سيعرض فيه على بقايا حجرية ذات الوجهين، ونوايات وفؤوس حجرية.
وهناك موقع أولاد الحاج بمنطقة مستغانم يؤرخ للعصر الحجري القديم الأوسط، يوجد فيه بقايا أثرية تمثل التقنية «الألوزية « بالإضافة إلى موقع «تازة « الذي يمثل حقبة أخرى من تاريخ الجزائر، وهو يمثل الحضارة «ابرو مغربية»، يؤرخ بحوالي 14ألف سنة، وهو عبارة عن مغارة رقم 1، التي وجدت فيها قواقع، وجمجمة لامرأة، التي كانت محل دراسة من طرف باحثين، وتم إعادة شكل الجمجمة التي تعود لإنسان من العصر الحجري القديم.
وبالنسبة لموقع «تنهنكتان» الذي هو عبارة عن ملجأ يوجد بمنطقة جانيت، يعتبر غنيا جدا، وجدت فيه كميات كبيرة من بقايا نباتية، وقطع فخارية، وتماثيل من الطين المحروق، ورسوم فخرية تؤرخ لفترة زمنية ما قبل التاريخ.
وفيما يتعلق بمعرض الجزائر ما قبل التاريخ أبحاث واستكشافات حديثة، قالت فايزة رياش أنه ثمرة عمل مشترك بين متحف ما قبل التاريخ والاثنوغرافيا وهو متحف الباردو ومخبر البحث في عصور ما قبل التاريخ لمعهد الآثار جامعة الجزائر.
وأضافت المتحف نافذة ومرآة عاكسة لتاريخ وحضارات الشعوب، وواجهة لكل المواطنين للتعرف على حقبة من حقبات التاريخ الجزائر القديمة، الهدف منه تسليط الضوء على العمل الأثري الميداني الذي يقام منذ أكثر من 20 سنة، من قبل باحثين جزائريين 100 بالمائة.