طباعة هذه الصفحة

تغييرات جذرية في المواقف السياسية

جمال أوكيلي

القضية الصحراوية مقبلة على تغييرات جذرية في المواقف السياسية على ضوء الزيارة المرتقبة للأمين العام السيد بان كي مون إلى المنطقة في غضون الأيام القادمة.. هذا ما يستشف من خلال النقاش الذي احتضنه منتدى جريدة «الشعب» أمس.
الأستاذ صويلح بوجمعة أبدى تحفظه الشديد إزاء اللوائح الصادرة عن مجلس الأمن تجاه الملف الصحراوي وهذا عندما يسعى معدوها عمدا إلى إدراج عناصر لا تخدم أبعاد هذا التوجه القائم على تقرير مصير الصحراويين معربا عن أسفه لتلك المناورات الرامية إلى إعطاءالإنطباع بأن هناك تساهلا مع القوة المحتلة وعدم دفعها أو حتى إجبارها على تطبيق ما ورد من إلتزامات في هذه القرارات.
لا يمكن أبدا بهذه الصيغة أن يتم التوصل إلى الهدف المأمول والمنشود في آن واحد.
وعليه فإن التمادي في العمل لهذه التصورات في تدوين اللوائح بالشكل الراهن لا يخدم أي إرادة صادقة ترغب في إيجاد المخرج اللائق الذي يناضل من أجله محبو السلام من أجل تسوية عادلة لقضية الشعب الصحراوي.
وفي هذا الشأن فإن الجولة القادمة للأمين العام للأمم المتحدة ستكون فرصة له قصد الإطلاع عن قرب عما يعانيه الصحراويون إزاء الطرد التعسفي الذي تعرضوا له من قبل الإحتلال المغربي منذ 40 سنة وكل التداعيات الناجمة عن ذلك.
هذا ما يسمح لبان كي مون بأخذ الصورة الحقيقية لواقع هذا الشعب في الميدان بعيدا عن الدعاية المغربية المغرضة التي تعمل على تشويه الحقائق.. وانتهاج سياسة الهروب إلى الأمام كما عودتنا على ذلك.. وهذا بالترويج والتسويق لأطروحات أكل عليها الدهر وشرب «كالحكم الذاتي» و«الأقاليم الجنوبية» و«الجهوية الإيجابية» وغيرها من الأكاذيب التاريخية.
هذا ما يخاف منه المغاربة اليوم وهذا عندما يرفضون زيارة الأمين العام هذا يعني بأنهم لا يعترفون بالشرعية الدولية المقياس الوحيد الذي يؤخذ به في هذه المسائل الشائكة، إن كانوا على حق فلماذا طلبوا من بان كي مون عدم القدوم إلى بلدهم؟ هل عندما رفض التأجيل إلى الصائفة أم يخافون من انتقاله إلى العيون لتفقد مصالح الأمم المتحدة هناك؟
ويدرك جيدا المغاربة أن الصحراويين في المناطق المحتلة سيعبرون للأمين العام عن تعلقهم بتقرير مصيرهم واستقلالهم الوطني، وتعلقهم بممثلهم الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو وهذا من خلال مظاهرات عارمة وانتفاضات سلمية هذا ما يقلق القوة المحتلة من الزيارة القادمة لبان كي مون.
وتبعا لذلك.. فإن الأمين العام مدعو إلى تحضير تقرير مفصل عن الصحراء الغربية إلى غاية نهاية شهر أفريل موعد الإجتماع السنوي لمجلس الأمن.
ونعتقد بأنه سيكون هناك تحول تاريخي في مسار قضية الشعب الصحراوي عقب زيارة بان كي مون وهذا من باب الانفتاح أكثر على الملف وهذا عن طريق الاتصال المباشر وليس عن طريق التقارير المشبوهة التي تعدها جهات موالية للمغرب، مليئة بالإفتراءات والإدعاءات التي لا أساس لها من الصحة ومجرد أراجيف، وقد يخطئ المغرب هذه المرة إذا اعتمد على حلفائه التقليديين لأن الأمين العام سيلتزم بكل ما وقف عليه.
كل تلك الألاعيب باءت بالفشل الذريع حاول المغرب إثارة المساعدات الأوروبية الموجهة إلى اللاجئين، وإلصاق تهمة الإرهاب بالصحراويين والتحرك لدى جهات دولية لسحب الاعترافات، وغيرها من الأساليب الجهنمية، كلها سقطت سقوطا حرا.. لأن الأوساط السياسية والمجموعات العالمية تعرف من هو الشعب الصحراوي وتكن له كل التقدير والاحترام لأنه يكافح من أجل استرجاع سيادته الوطنية لا لشيء آخر.