طباعة هذه الصفحة

تزامنا وزيارة بن كيمون إلى الجزائر اليوم

وقفة تضامنية مع الشعب الصحراوي بالعاصمة

تصفية الاستعمار بآخر إقليم إفريقي محتل

 أجمع المشاركون في الوقفة التضامنية مع الشعب الصحراوي، أمس، بالجزائر العاصمة، على أن زيارة الأمين الأممي إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، أمس، تعتبر «مكسبا» للنضال الصحراوي، داعين الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لتحمّل مسؤولياتهما كاملة وتطبيق الشرعية الدولية وتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي.
في لقاء المواطنة التضامني الذي بادر به المجلس الشعبي لبلدية الجزائر الوسطى، بالتزامن مع الزيارة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، ويحل، اليوم، بالجزائر، توجه المشاركون من أعضاء المجموعة البرلمانية للأخوة الصحراوية واللجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الأنسان وفعاليات المجتمع المدني وشخصيات وطنية، توجهوا بنداء إلى مجلس الأمن لتحمّل مسؤولياته بضمان السلم والأمن الدوليين واستقرار شعوب المنطقة واستكمال تصفية الاستعمار.
وأكد رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان، مصطفى فاروق قسنطيني، في مداخلة له، على «ضرورة اغتنام فرصة تواجد المسؤول الأممي في المنطقة لتوجيه رسالة واضحة تركز على ضرورة تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في القارة السمراء».
وأعرب قسنطيني، عن «تأسفه الشديد للانتهاكات اليومية والمستمرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني التي يمارسها المحتل المغربي ضد الشعب الصحراوي، متنصلا من الشرعية الدولية والتزاماته الدولية».
وأضاف قسنطيني قائلا، «بعد أربعين سنة لا جديد يذكر في قضية الصحراء الغربية، بسبب تمسك المغرب بنفس مواقفه الاستعمارية ولازال مستمرا في عرقلة تطبيق الشرعية الدولية، بدعم من بعض الدول الأجنبية التي تسعى للحفاظ على مصالحها السياسية والاقتصادية في المنطقة».
أما رئيس المجلس الشعبي لبلدية الجزائر الوسطى عبد الحكيم بطاش، فقد أكد أن بلديته المتوأمة مع مدينة العيون الصحراوية، إرتأت تنظيم هذا اللقاء تزامنا مع الاحتفالات القادمة بعيد النصر، 19 مارس، الذي يعتبر دافعا قويا في تمسك الشعب والحكومة الجزائرية بمبادئ الحرية والاستقلال وفي وقوفهم مع القضية العادلة للصحراء الغربية.
ودعا بطاش الأمين الأممي بمناسبة زياته للمنطقة إلى «تحمّل مسؤولياته الكاملة في تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تحث على تنظيم استفتاء حر عادل ونزيه في الصحراء الغربية يضمن تطلعات الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وحقه المشروع في الحرية».
كما تم التأكيد على «المسؤوليات الملقاة على عاتق مجلس الأمن الدولي لضمان السلم والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة واستكمال تصفية الاستعمار بكل أشكاله في إفريقيا عبر احترام لوائح الأمم المتحدة».
وندد بطاش بـ «تملص المملكة المغربية من الشرعية الدولية وعدم امتثالها للوائح الأمم المتحدة» ومواصلتها سياسة الاحتلال والاستغلال غير المشروع للثروات الطبيعية، ضف إلى ذلك خروقات حقوق الإنسان التي تمارسها من خلال استعمال العنف والاستبداد في حق الصحراويين وممارسات التهميش والإقصاء والانتهاكات لأبسط حقوقه في العيش بكرامة.
أما ممثل الصحراء الغربية والقائم بأعمال السفارة الصحراوية بالجزائر، محمد الشيخ، فقد أبرز صمود الشعب الصحراوي وأهم التنازلات التي قدمها خلال 40 سنة أمام العدو المغربي، الذي لم يتوان في بطشه واستبداده ضد الشعب الصحراوي.
وأشار إلى أن «جدار العار» الفاصل والذي بناه المغرب لتقسيم التراب الصحراوي، يمثل أحسن دليل على الانتهاكات الإنسانية التي يرمز إليها هذا الحاجز بالأراضي الصحراوية والذي يعد أطول جدار في العالم يمتد على طول 2720 كلم ويفصل الشعب الصحراوي إلى قسمين (الأراضي المحررة والمحتلة) وتحيط به 5 ملايين من الألغام المضادة للأفراد.
وتطرق بالمناسبة، إلى حادثة اغتيال الشاب الصحراوي الذي قتل مؤخرا بالقرب من الجدار والذي قال في شأنه السيد شيخ، إنه «يضاف إلى سلسلة الانتهاكات والممارسات القمعية ضد الشعب الصحراوي».
ويتطلب الوضع، بحسب السيد الشيخ، «رفع رسالة قوية» إلى الأمم المتحدة والقول إنه «الصبر نفد وأنه آن الأوان لتتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها كاملة وأنه آن الأوان أيضا لإيجاد آلية لحماية الشعب الصحراوي».
 
 فوز كبير للقضية والنضال الصحراوي
 
أكدت سعيدة بوناب، رئيسة المجموعة البرلمانية للأخوة الجزائرية الصحراوية، من جهتها، أن زيارة بان كي مون إلى الأراضي الصحراوية تعد «فوزا كبيرا» لنضال الشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو واعترافا أيضا بالجهود التي يبذلها المجتمع الدولي، على رأسه دول إفريقيا التي تساند بقوة قضية تحرر آخر مستعمرة في القارة.
وشددت بوناب على ضرورة توجيه «رسالة قوية» إلى الأمين الأممي للتأكيد على «ضرورة وقف نهب الثروات الطبيعية للصحراء الغربية وتوسيع مهمّة المينورسو لحماية ومراقبة حقوق الإنسان، مع ضرورة تنظيم، في أقرب وقت، استفتاء لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حق تقرير المصير والاستقلال».
وأكدة السيدة بوناب، أنه «لا يمكن الحفاظ على الاستقرار والأمن في المغرب العربي الكبير، إلا بمنح الاستقلال للشعب الصحراوي».
بدورها اعتبرت سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، زيارة بان كي مون «مكسبا كبيرا» من حيث أنه يمثل «اعترافا دوليا بقضية الصحراء الغربية وبقضية اللاجئين».

زيارة من ذهب لوادي الذهب

زيارة المسؤول الأول للهيئة الأممية للأراضي الصحراوية، تأتي في ظروف تاريخية وإقليمية ودولية تعيشها القضية الصحراوية، والمنطقة المغاربية على السواء، محطة تسجل في تاريخ ونضال الشعب الصحراوي التي أشرفت على عقدها الرابع، تلوح بخيار السلاح والمقاومة والكفاح ضد قمع المخزن الملكي، ما لم تقف الإرادة الأممية لإنصافها، من البشع والغطرسة التي تقدر بعمر أجيال تشبثت بأرضها وعرضها، غير مسلمة في أي شبر من أرض الجمهورية العربية الصحراوية، زيارة تاريخية بعد أيام قلائل كانت قد احتفلت فيها الصحراء الغربية بالذكرى 40 لتأسيس أول حكومة لها، وهو الحضور الذي يفسر نفسه، جراء الزيارة وأهدافها، فإما لتثمين المناسبة أو ترسيخ الدعم المتواصل للأمم تجاه المصير الصحراوي.
بان كي مون وهو يقف على حرص وتشبث أبناء الساقية الحمراء بالأرض، هو حرص نابع من خيارين لا ثالث لهما، إما أن تنصفهم المجموعة الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة عن طريق الاستفتاء وتقرير المصير، أو خيار العودة إلى السلاح والحرب، وهو ما لا تفضله عديد الأطراف، خاصة في ظل الظروف الأمنية الحالية.
تشبث تفرضه الشرعية الدولية في تحقيق مصير الشعب الصحراوي، كآخر مستعمرة في إفريقيا، مازالت تصارع من أجل مشروعية البقاء ونيل الاستقلال، بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوقف إطلاق النار مع الاحتلال المخزني.
الزيارة وما تحمله من دلالات عميقة في ترسيخ السلم والأمن، سبقتها أيضا زيارة بنفس مستوى الرجل قادت كلاّ من الأمينين العامين بطرس غالي وكوفي عنان إلى المناطق المحررة في ما سبق من عهدتهما، وبقي الوضع على حاله إلى غاية الآن، لذلك وجب على الرجل أن يختار حلا سريعا وبديلا آخر، حتى يخلد إسمه في المنطقة، وتحسب له كمواقف تسجل في رصيد الرجل.
زيارة بان كي مون إلى منطقة بئر لحلو، مقر البعثة الأممية المينورسو، ستكون محطة خالدة في ذاكرة الصحراويين الذين يتطلعون إلى أفاق جديدة في مشوار قضية عمرت كثيرا ولم يبق أمامهم خيار أكثر من الصمود، فهل ستكون الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على أسئلة تختلج صدر كل مواطن صحراوي، حلمه أن يرى الساقية الحمراء شعاعا من ذهب، أم أن تعنت المخزن في خلط الأوراق يحجب بوادر الزيارة وقرارات الأمم المتحدة؟
نورالدين لعراجي