طباعة هذه الصفحة

في الملتقى الدولي للسينما بعاصمة الثقافة   

مختصون يحللون أزمة الإنتاج السينمائي في الجزائر

قسنطينة / أحمد دبيلي

تحت عنوان: “الشروط والقيود الخاصة بالإنتاج السينمائي في الجزائر” احتضن أمس، قصر الثقافة “محمد العيد آل خليفة” بقسنطينة، الملتقى الدولي للسينما بمشاركة  مختصين جزائريين وأجانب في الفن السابع.
يهدف هذا الملتقى الذي يدخل في إطار نشاط دائرة السينما في تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015، إلى مناقشة مشاكل وآفاق الإنتاج السينمائي وإيجاد البدائل من أجل النهوض بهذا القطاع الذي يراوح مكانه منذ أكثر من عشريتين، وهذا رغم التاريخ والوجه المشرف للسينما الجزائرية التي حازت على مكانة مرموقة مباشرة بعد الاستقلال وحتى أواخر الثمانينات في المهرجانات الدولية.
في أول مداخلة، قال الناقد السينمائي “أحمد بجاوي” أن مشكلة السينما الجزائرية اليوم، هي كونها بعيدة عن جمهورها، وأنه بمجرد عودة الجمهور إلى الشباك ثانية يمكن بعدها الحديث عن السينما، فهذه الحلقة المفقودة ـ حسب قوله ـ يجب أن تعود إلى مكانها حتى يمكن الخروج من هذه الأزمة التي توارثناها منذ حقبة من الزمن وجعلت كل الفاعلين في هذا الميدان يعيشون حالة من الركود.
وأضاف “بجاوي” أن الأموال التي رصدتها الدولة في صناعة الأفلام السينمائية هي كثيرة مقارنة بما تمّ إنتاجه حتى الآن، حيث يعتبر هذا الإنتاج هزيلا، ولهذا ـ كما قال ـ يجب أن نبحث عن بدائل أخرى وإبقاء صلاحيات السلطة الوصية في مجال التسيير فقط، مشيرا إلى ضرورة إعادة هيكلة سوق السينما وربط العلاقة من جديد بين الجمهور والمنتج السينمائي، وإعطاء الفرصة للشباب في مجال التكوين للنهوض بالقطاع، وكذا ترك المجال للمختصين بتوزيع الأفلام داخل وخارج الوطن.
من جهته أرجع المخرج والمنتج السينمائي “بلقاسم حجاج” المشاكل التي يتخبط فيها الإنتاج السينمائي في الجزائر إلى نقاط كثيرة منها: ضعف التكوين ونقص المؤطرين وعدم وجود إطار لكتابة السيناريو على وجه الخصوص وانعدام شبكة التوزيع، داعيا في الأخير اتباع القواعد المهنية في كل عمليات إنتاج الأفلام السينمائية وترك المجال في الأخير للمهنيين لتقييم هذه الأعمال وفق قواعد أصيلة وهو ما يدفع ـ كما أضاف ـ الى بلوغ الاحترافية العالية والتي تتوج في النهاية كل عمل مبدع.      
 تجدر الإشارة أنه على هامش هذا الملتقى الذي يدوم يومين، تنظم ورشات تطبيقية يؤطرها مختصون تتطرق إلى: “تقنيات الاضاءة، الصوت، التجميل والأبعاد الثلاث” وهو ما يمكّن المهتمين بالسينما بالتعرف على هذه التقنيات التي تعرف نقلة نوعية جراء التقدم التكنولوجي المذهل في المجال السمعي البصري.