طباعة هذه الصفحة

40 أديب وشاعر لإحياء مدينة العراقة، الأدب والكلمة العذبة

انطلاق فعاليات الملتقى المغاربي الثّاني تحت شعار سيدي بلعباس دوحة الفكر والأدب

سيدي بلعباس: غنية شعدو

انطلقت يوم أمس بقاعة المحاضرات بالمكتبة العمومية قباطي محمد فعاليات الملتقى المغاربي الثاني تحت شعار سيدي بلعباس دوحة الفكر والأدب من تنظيم فرع الجمعية الثقافية الجاحظية ومديرية الثقافة، بمشاركة حوالي أربعين أديب بين شاعر ودكتور جاءوا من مختلف ولايات الوطن على غرار النعامة، تيبازة، مستغانم وغيرها بالإضافة إلى مشاركين من تونس، المغرب، سوريا ولبنان. وحسب القائمين على الملتقى فإنّه يعدّ فرصة حقيقية لإحياء الأدب والفكر الجزائري، وجعل مهد مصطفى بن براهيم وأحمد بن حراث مدينة للثقافة العريقة، مدينة للجمال، الأدب والكلمة العذبة.
اليوم الأول من الملتقى كان ثريا ثراء الادب العربي، حيث صنع التزاوج بين الفكر والشعر لوحة أدبية غاية في الروعة امتزج فيها الشعر الموزون بنظيره الملحون، وحلّقا بالحضور ساعات في سماء الكلمة العذبة والإحساس الجميل، حيث كانت البداية مع الشاعر التونسي أحمد بن محمد عباسي الذي نقل جمهور القاعة في جولة إلى عاصمة القرطاجيين من خلال قراءاته الشعرية التي تتغنى بجمال  تونس الخضراء ليتحف بعدها الحضور بقصيدة في حب الوطن والقيم والحرية،أما الشاعر اللبناني علاء فتحي فقد أهدى الجزائر وشعبها قطعة شعرية من أروع ما قيل في الجزائر وأرفقها بعزف عذب على آلة العود، ليقوم بعدها الشاعر الملحون ابن مدينة سيدي بلعباس حرمل عبد القادر بإمتاع محبي هذا النوع من الشعر بأجمل ما ألف من قصائد على غرار قصيدته الرومانسية التي تغنى فيها بحب فتاة إبان الاستعمار الفرنسي، مبرزا العفة والحياء الذي كان يتملّك الفتاة والعراقيل التي واجهته في التعبير عن شغفه بها، ليختار بعدها البشير قذيفة من المسيلة بعض المقتطفات من قصائده الشعرية التي تلوّنت بين الواقع الاجتماعي، حب الوطن وغيرها من المواضيع. هذا وتواصلت القراءات الشعرية بمشاركة عديد الشعراء على غرار الشاعر خالد الشامخة، الذي اختار عرض قصيدة بعنوان الشهيد أين أخرج كل ما جالت به قريحته في مدح الشهيد رمز المقاومة والبسالة، في حين فضّلت الشاعرة سلمى خبر تعريف الجمهور بلونها الشعري الناطق باللغة الأمازيغية الذي وصل إلى قلب الحضور بنغماته وكلماته التي تعكس هويتنا الأمازيغية، أما أم بلال والمختصة في الشعر الملحون الساخر فقد أمتعت الجمهور بقصيدة حول واقع الزواج وغلاء المهور، ليعتلي بعدها الخشبة الشاعر رابح شتوي من البليدة ويلقي على مسامع الحضور قصيدة بعنوان ملوك الشعر. وقد تخلّلت اليوم الأول من الملتقى محاضرات قيّمة لدكاترة وأساتذة جامعيين كمحاضرة الدكتورة صباح لخضاري من جامعة النعامة بعنوان قراءة في شعر عبد القادر رابحي، وكذا مداخلة الدكتور بلقاسم ابراهيم من جامعة مستغانم تحت عنوان المعنى عند الشاعرات المغاربيات بين القديم والحديث - دراسة نماذج -.
هذا وتستمر فعاليات الملتقى على مدار يومي 21 و22  مارس بإلقاء عديد القراءات الشعرية للمشاركين، بالإضافة إلى عدد من المداخلات الأدبية والفكرية على غرار مداخلة الدكتور قندسي عبد القادر من جامعة سيدي بلعباس حول شعر الأمير عبد القادر، مداخلة الأستاذة حليمة علاق من تونس، ومحاضرة أخرى بعنوان شعر الحداثة والكتابات الجديدة من إلقاء الأستاذ السوري علي عبد المنعم من جامعة تيبازة. كما سيسمح الملتقى لعدد من المواهب الشابة لاعتلاء الخشبة وعرض إبداعاتها الشعرية، وهي فرصة لتشجيع الجيل الجديد على حمل راية الشعر والأدب عموما وإيصاله إلى المكانة المرموقة التي يستحقّها.