طباعة هذه الصفحة

الذكرى الثالثة لرحيله

مجاهدون ومؤرخون يستذكرون خصال العقيد علي كافي

تم خلال يوم دراسي، نظم بجامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة، إحياء الذكرى الثالثة لرحيل العقيد علي كافي، أحد رموز الثورة التحريرية ورئيس المجلس الأعلى للدولة.
في هذا الإطار، أوضح فاتح حموش، مدير المتحف الجهوي، المنظم لهذا اللقاء، أن الاحتفال بذكرى رحيل هذه الشخصية الوطنية الرمز، جاء “تطبيقا للبرنامج الوطني المسطر من طرف وزارة المجاهدين، الذي يهدف إلى تمجيد مثل هذه الشخصيات وتذكير الأجيال الصاعدة بأبطال الثورة التحريرية”.
من ناحيتهم، تطرق مؤرخون خلال هذه التظاهرة، إلى حياة الراحل الذي ولد في السابع من أكتوبر من عام 1928 بمزرعة بالقرب من مدينة الحروش (جنوب سكيكدة).
في هذا السياق، صرح توفيق صالحي، أستاذ التاريخ بجامعة 20 أوت 1955 وهو أيضا رئيس المجلس العلمي والتقني لمتحف المجاهد بسكيكدة، أن “في نهاية 1954 اتصل به ديدوش مراد ليلتحق بصفوف جيش التحرير وهو الشخص الذي كان معروفا عنه كراهيته الشديدة للاستعمار الفرنسي، حيث بدأ نضاله بسكيكدة، ليلتحق بعدها بجبال الشمال القسنطيني، حيث كان تحت قيادة زيغود يوسف”.
 وأفاد نفس المتدخل، بأن العقيد علي كافي شارك في هجمات 20 أوت 1955 وفي مؤتمر الصومام (1956) ضمن الوفد الممثل للمنطقة الثانية، فيما عين في خريف 1956 قائدا عسكريا للولاية الثانية التاريخية، حيث نجح في التصدي لمختلف هجمات الجيش الفرنسي، ثم على رأس الولاية الثانية التاريخية في 1957 خلفا لبن طوبال، قبل أن ينتقل من الحياة العسكرية إلى النشاط الدبلوماسي سنة 1961 حيث عين على رأس البعثة الدبلوماسية بالقاهرة (مصر).
ولفت الأستاذ صالحي إلى أن الراحل العقيد علي كافي، كان قد اعتلى عديد المناصب الحساسة، من سفير إلى مندوب بجامعة الدول العربية بالقاهرة وتونس، ثم رئيس المجلس الأعلى للدولة بين 1992 و1994، لينسحب بعدها من المشهد السياسي ويتفرغ للقراءة والكتابة إلى أن وافته المنية في 16 أبريل من عام 2013.
من جهة أخرى، وعلى هامش هذا اليوم الدراسي، أوضح شقيق الراحل، المجاهد محمد مرتضى كافي، قائلا: “إن العقيد علي كافي (1928-2013)، كان قد قبل منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة سنة 1992 بسبب حبّه للجزائر وخوفه عليها”.
وذكر ذات المتحدث بأن العقيد علي كافي قال له حرفيا بعد اعتلائه رئاسة المجلس الأعلى للدولة، بعد اغتيال الرئيس محمد بوضياف سنة 1992، إنه “لا شيء جعله يقبل بالمنصب سوى حبّه للجزائر وخوفه عليها “، لافتا إلى أن العقيد كان شخصا شجاعا لا يخاف ولا يهاب الموت.
وأردف كذلك، “إن الوضع كان صعبا للغاية وأن الكثير رفض تحمل هذه المسؤولية التي قبل بها العقيد علي كافي بشجاعة”. مشيرا إلى أن العقيد علي كافي كان يؤمن إبان الثورة التحريرية بأن الاستقلال لا يأتي إلا بالكفاح المسلح.
 وأضاف، “ففي سنة 1955 تم نشر مقال في جريدة (البصائر) حول مؤتمر باندونغ، الذي انعقد في إندونيسيا، والذي تطرق إلى استقلال الجزائر، فقرأته للعقيد علي كافي الذي ردّ عليه وهو يطلق النار ببندقيته، قائلا: “إن استقلال الجزائر لا يأتي إلا بالسلاح وليس بالكلام”.