ينظم الملتقى الدولى للمذهب المالكي في طبعته الثانية عشرة بولاية عين الدفلى، في ظل التجاذبات التي يشهدها العالم الإسلامي حيال ظاهرة التطرف الديني. وهي ظاهرة يروّجها خطاب مجموعات متطرفة عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تغذيها أطراف خارجية بهدف استمالة شباب ومحاولة زعزعة استقرار الشعوب وضرب وحدتها.«الشعب» ترصد أبعاد وخلفيات الملتقى، الذي يروّج لثقافة الاعتدال والتسامح ضمن الفكر المالكي. هذا ما ذكره مدير القطاع لعين الدفلى، الأستاذ أوفقير في تصريح لـ “الشعب”.
التظاهرة التي سيشرف عليها وزير الشؤون الدينية الدكتور محمد عيسى، هذا الأسبوع، تدرج في إطار مسعى الجزائر لمحاربة التطرف الديني العنيف المناوئ للتسامح والتعايش والجدل بالتي هي أحسن بعيدا عن الحقد والكراهية.
لهذا يعالج الملتقى القضايا الدينية والفكرية، انطلاقا من منابعها الأصلية ذات الأبعاد الحضارية ووحدوية العالم الإسلامي وتضامنه للرد على هجمات التطرف الديني ودعاة النظرة الانفصالية وتقسيم وحدة الشعوب بضرب مقوماتها التي لطالما دعت الجزائر لتوحيد الصف وإبطال مزاعم هذا التيار المتطرف الذي يكثف انتشاره وتواجده لغرس الفتنة والتشكيك في قيم الإسلام السمحاء.
الملتقى، بحسب المشرفين عليه لـ “الشعب”، هو إعطاء الصورة الأخرى للإسلام الداعي للتآخي والتآزر، عكس ما يذهب إليه دعاة التطرف، من إرهابيين يتمادون في مسعاهم لضرب الدول الإسلامية ووحدتها وتدمير إمكاناتها ومصالحها، مع نقل هذه الصورة القاتمة للعالم الأوروبي ودول أمريكا، التي تستيقظ من حين لآخر على اعتداءات طالما لقيت استنكارا وإدانة من طرف الجزائر.
يعرف الملتقى الدولي، الذي تشرف على تنظيمه مديرية الشؤون الدينية للولاية، مشاركة مفتي مصر شوقي إبراهيم عبد الكريم علام والدكتور أحمد نور سيف من الإمارات وعبد القادر حميش من قطر وعبد الله طوالية من الأردن وعبد العزيز دخان من الشارقة ويعقوب علي من النيجر وابن عبد القادر المبحوح من تركيا وغيرهم...
ويناقش هؤلاء 7 محاور حول أصول الاتجاه الحديثي في المذهب المالكي وهذا رفقة الأساتذة المختصين وعلماء وشيوخ الزوايا وطلبة المعاهد والجامعات من عدة ولايات.