طباعة هذه الصفحة

حرية الصحافة.. الخيار والمكسب

نور الدين لعراجي
01 ماي 2016

ونحن نعيش عرسها العالمي، تصنع الصحافة الوطنية مجدها وعزها وتميزها ومهنيتها في خضم كل الأحداث والتداعيات، فقد يكثر الحديث عن الإعلام الثقافي في الجزائر و ما يترتب عنه من تراكمات وأسئلة جلها يأتي في سياق البحث عن متنفس يجد من خلاله الجمهور المتعة والألفة والمرافقة لكل جديد وإبداع  يثري المشهد الثقافي ويخرجه من العزلة إلى عالم النور.
أسئلة تتعطر بمفاهيم الفلسفة، نطرحها في الموضوع علنا نجد لها من خلال الإجابات الشافية، من يصنع الفعل الثقافي فيها، هل هو الإعلامي الثقافي الذي يساير ويتابع ويغطي ويقدم الأعمال الأدبية والفنية وغيرها من الأنشطة الأخرى ذات العلاقة المعرفية والفكرية، أم أن الجمهور فاعل رئيسي في المعادلة؟.
الإجابات عديدة حتى وإن اختلفت في توجهاتها إلا أنها تلتقي في بعض الفواصل، حيث لا يمكن أن يكون  الفعل الثقافي ما لم يكون هناك إعلام متابع له في المرافقة والمتابعة والتغطية، فكثير من الأنشطة ذات الطابع الثقافي تكون محصورة في جدران القاعة التي أقيمت فيها أو التي شهدها النشاط، لا هي خرجت للنور ولا هي وصلت إلى جمهورها.
لذلك فلسفة المشهد الثقافي لا تقوم في غياب واحدة من هذه الأوجه، فهي مكملة لبعضها البعض، ولا يبنى مشهد ثقافي في غياب أحدها، التراكمات التي صنعها الفارق في العديد من المسائل الثقافية، نكتشفها في نهاية الفعل الثقافي، لتأتي بعد ذلك الأسئلة الجوهرية، المرافقة للحدث، منها الجدية، النوعية، القيمة الفنية الجمالية، تجاوب الجمهور، الطرح الأدبي والفني وغيرها من الاهتمامات التي من المفروض وراء كل حدث ثقافي يطرح فيها هذا التساؤل. كل هذه المسائل لا يختلف فيها إثنان مهما اختلفت الرؤى والتوجهات فإن الأمر لا يعتبر إلغاء المشهد برمته وإنما هو إفرازات ضرورية تتخلل الفضاء سواء عن طر يق الراهن الفلسفي أو عن طريق صناعة الفعل الثقافي في حد ذاته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.