طباعة هذه الصفحة

أشرف على ندوة تاريخية في ذكرى مجازر الثامن ماي

الفريـق ڤايــــد صالح: نـوفمبر الحضـن الدافئ الــذي تسمو عبره المصلحـة العليـا للجزائـــر

الشعب - أشرف الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، على ندوة تاريخية حول الذكرى 71 لمجازر الثامن ماي، بحضور وزيري المجاهدين الطيب زيتوني والاتصال حميد ڤرين وشخصيات وطنية وتاريخية وإطارات وطلبة من الجيش الوطني الشعبي وطلبة جامعيين.

نشطت الندوة، التي نظمتها مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي، مجموعة من المجاهدين عبر مداخلات وشهادات سلّطت الضوء على أهم محطات الثورة التحريرية المباركة، والاستراتيجية التي اعتمدتها لدحر الاستعمار.
في مداخلته في الندوة «انتصارات استراتيجية لثورة نوفمبر 1954» بالنادي الوطني للجيش، أكد الفريق على الأهمية التي توليها قيادة الجيش للتاريخ الوطني، مبرزا قيمة الندوة التي تزامنت وذكرى مجازر الثامن ماي قائلا في هذا المقام: «
«إلا أن قيم الثورة التحريرية المجيدة ومبادئها السامية التي حررت الجزائر بالأمس، هي ذاتها التي ينبغي أن تُغرس في النفوس وتُرسخ في العقول لتكون بذلك، الضمانة الأكيدة لحاضر بلادنا ومستقبلها، وتلكم مسؤولية ثقيلة يتعين على أبناء الجزائر جيلا بعد جيل أن يتحملوها بكل مثابرة ووفاء وإخلاص».
وأضاف الفريق ڤايد صالح: «إخلاصا منّا لهذا المسار الثوري الخالد، فإنه حريّ بنا والجزائر تستحضر المحطة 71 لمجازر الثامن من ماي 1945، وتستقرئ، من خلالها، بواعث ومدلولات تلك الفترة العصيبة من تاريخها الوطني، وتعيد إلى الذاكرة الجماعية تلك الروح الانتقامية الهمجية، التي كشفت عن الوجه الحقيقي البشع للاستعمار الفرنسي، وعن مدى حقده الدفين على الشعب الجزائري. هذا الاستعمار الذي كان يعتقد أن أساليب الترهيب والتقتيل والترويع والإبادة الجماعية، ستقمع الجزائريين وستحول دون تفكيرهم في المطالبة بحريتهم واستقلالهم، قلت، حري بنا أن نتمعن ونتدبر معاني هذه المحطة البارزة من تاريخنا الوطني المجيد، ونستقي منها العبر والدروس، وأن نترحم على أرواح كل ضحايا هذه الجرائم الاستعمارية، مقدرين عاليا تلك الروح الوطنية العازمة، الرافضة للاستعمار والمطالبة بالحرية والاستقلال التي أبداها الجزائريون في مواجهة هذا الاستعمار الاستيطاني والعنصري».
وواصل الفريق: «كما يجدر بنا أن نستذكر، بكل فخر واعتزاز، قدرة شعبنا على جعل هذه الشدائد والمحن، على غير ما كان ينتظره الاستعمار الفرنسي، محفزا حقيقيا لبزوغ شمس مرحلة جديدة لاحت في أفق الجزائر في الفاتح من نوفمبر 1954، مبشّرة بميلاد أعظم ثورة شعبية تحريرية عرفها عالمنا المعاصر».
وجدد الفريق ڤايد صالح التأكيد على أن ثورة نوفمبر الخالدة كانت ولازالت وستبقى، مصدر فخر الشعب الجزائري الذي يعتز دوما بالرجوع إلى منابعها ويتسلح بقيمها النبيلة قائلا في هذا الإطار: «لقد كانت الثورة المباركة ولا تزال وستبقى، بإذن الله تعالى وقوته، مصدر فخر الشعب الجزائري، ومنبع تاريخه الوطني المجيد، وحضنه الدافئ الذي تسمو عبره المصلحة العليا للجزائر فوق كل الاعتبارات، وتتقوى الإرادات وتشحذ العزائم في سبيل مواصلة المسيرة على درب الأوفياء، درب الشهداء الأبرار رحمهم الله.
هذه الثورة المظفرة، التي نقدرها حق قدرها في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، ونعتزّ دوما بالرجوع إلى منابعها والتسلح بقيمها النبيلة، ونعمل دون هوادة، في ظل قيادة المجاهد فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على ترسيخ مبادئها الخالدة في عقول أفراد قواتنا المسلحة، حتى تسمو بنفوسهم وهمّتهم إلى ما تستحقه الجزائر من مقام عال ومراتب رفيعة بين الأمم والشعوب».
وشدد الفريق على الحرص الشخصي الذي يوليه لتذكير أفراد الجيش الوطني الشعبي بعظمة وقدسية ثورة نوفمبر، وضرورة الاقتداء بمن أنجبها واحتضنها وضحى من أجل انتصارها، موضحا في هذا المقام: «في هذا السياق، بودّي التذكير بما حرصت دائما على تلقينه لأفراد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بمختلف فئاتهم ومستوياتهم ولاسيما فئة الشباب منهم، هو أن ثورة نوفمبر المجيدة، تمثل إنجازا عظيما بكل المقاييس، بشهادة كافة أحرار أمم وشعوب العالم، وأنها بقدر ما تبعث في النفوس آيات العرفان والتقدير لمن صنعوها، والاعتزاز بالانتماء إلى هذا الشعب الذي أنجبهم، فإنها أيضا تعد مصدر تحفيز على التمسك بالسير على خطاهم، حفظا للجزائر، وصونا للأمانة، ووفاء لعهد الشهداء الأبرار رحمهم الله».
وعرفت الندوة، التي عرض خلالها شريط وثائقي حول المناسبة، مداخلات المجاهد عبد القادر العمودي عضو مجموعة 22 في موضوع «خيار العمل المسلح»، والمجاهد الوزير السابق صالح ڤوجيل بعنوان «تأثير هجومات 20 أوت 1955 في تنظيم مؤتمر الصومام 1956»، ومداخلة المجاهد رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك بعنوان: «الأحداث الكبرى للثورة في مرحلتها الأخيرة».
وتمحورت مداخلة د.جمال يحياوي حول «تحليل المحطات التاريخية للثورة التحريرية»، وهي المداخلات التي أبرزت أهم الانتصارات الاستراتيجية للثورة التحريرية المباركة في دحر الاستعمار وطرده صاغرا من أرض الجزائر.