طباعة هذه الصفحة

مصلحة الاستعجالات بالقليعة أكثر من 200 مريض بعد الإفطار يوميا

المرافقون والمرضى يمارسون ضغطا على الفرق المناوبة

تيبازة : علاء ملزي

مع حلول شهر رمضان المعظم، اضحت مصلحة الاستعجالات بمستشفى فارس يحيى بالقليعة تستقبل ما لا يقل عن 200 مريض يوميا خلال فترة ما بعد الافطار من بينهم 100 الى 110 مريض يقبلون على متابعة علاجهم عن طريق الحقن بالإبر، حسب ما أشار اليه المراقب العام للمصلحة «عبد الهادي فريدي»، وهي العملية التي كانت تجرى في مراكز صحية مجاورة في غير رمضان.
 وحسب مصادرنا من المصلحة، فإنّ العديد من ذوي الأمراض المزمنة وكبار السن يتعرضون لوعكات صحية لا تحتمل تجبرهم على زيارة الطبيب عقب الافطار مباشرة وما يزيد الطين بلّة تعرّض هؤلاء لمزاحمة شديدة من لدن المرضى الذين يرغبون في الاستطباب من خلال الحقن وفقا للوصفات الطبية الممنوحة لهم سلفا، وأنّ السبب الرئيس الذي يحمل هؤلاء على التوجه الى مصلحة الاستعجالات هناك دون غيرها والمصالح الأخرى بكل من فوكة وبوسماعيل والشعيبة والتي تبقى مفتوحة بدورها على مدار 24 ساعة في اليوم يكمن في توفر الأطباء الأخصائيين بالقليعة على عكس ما هو قائم بالمصالح الاستعجالية الأخرى، حيث يشرف الأطباء العامون على عمليات الفحص والكشف عن الأمراض الطارئة، بحيث أنّه كثيرا ما يوجّه المريض الى القليعة أو إلى مستشفى آخر لمتابعة الفحص والعلاج، كما أنّ الامكانات التقنية والمادية المتاحة بمستشفى القليعة تعتبر هي الأخرى مقصدا ووجهة مفضّلة للمرضى ومرافقيهم، الأمر الذي يولّد ضغطا رهيبا على الفريق الطبي المناوب الذي لا يمكنه تلبية الحاجات المعبر عنها في ظروف قياسية، بحيث يساهم تدخّل المرافقين الذين يزيد عددهم عن عدد المرضى في التشويش على عمل الأطباء والقائمين على عمليات التطبيب والعلاج إلى درجة إحساس كلّ طرف بالتعرّض للإهانة والظلم من لدن الطرف الآخر دون أن يتمكّن أعوان الأمن الداخلي من إقناع المرضى ومرافقيهم بضرورة التأقلم مع الضغط الرهيب الذي تتعرّض له المصلحة خلال الفترة الليلية، إلا أنّ المراقب العام للمصلحة أكّد لـ»الشعب» بأنّ الأمر أصبح متحكما فيه عموما ولم يبلغ درجة التسيّب والفوضى بالنظر إلى مهنية الفريق الطبي من جهة والاستفادة من تجارب السنوات الماضية من جهة أخرى.
 وفي ذات السياق، يؤكّد أحد الأعوان شبه الطبيين العاملين بالمصلحة بأنّ معظم الحالات التي يتم الكشف عنها بالمصلحة خلال فترة ما بعد الافطار لها علاقة وطيدة بتعامل المريض مع مقتضيات الصيام مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة المرحلة التي تتصاعد فيها درجات الحرارة أحيانا يقابلها تصاعد شديد لنسبة الرطوبة، مشيرا إلى أنّ احترام الارشادات الصحية التي تقدمها مصالح الصحة وعدّة جمعيات نشطة في هذا المجال بوسعه تجنّب أكبر عدد ممكن من حالات التعرّض لنوبات صحية لا سيما حينما يتعلق الأمر بذوي الأمراض المزمنة، غير أنّ هؤلاء لا يعيرون الارشادات الصحية المقدمة لهم اهتماما ويجنحون في الغالب الى الالتزام بواجب الصيام في مختلف الظروف مع عدم الاحتياط والحذر من تاثيرات التغيرات المناخية وعدم اتباع الطريقة الصحية لتناول المأكولات عقب نهاية فترة الصيام مثلما يؤكّد مصدرنا دائما والذي أشار أيضا الى أنّ العديد من الحالات كان بالإمكان التعامل معها بالبيت دون الحاجة للتنقل الى مصلحة الاستعجالات، غير أنّ المرضى من جهتهم رفضوا مجمل هذه التبريرات جملة وتفصيلا ، وأشار العديد منهم الى أنّ الأطباء والأعوان شبه الطبيين يتماطلون في أداء مهامهم باعتبارهم ينشطون بالقطاع العمومي، فيما طالب بعض اعوان المصلحة الجهات الوصية بإعادة تنظيم القطاع من خلال تخصص مصلحة الاستعجالات بالمستشفى باستقبال الموجهين اليها من مصالح الاستعجالات المجاورة والتوقف عن استقبال عامة الناس في ظروف صعبة للغاية لاسيما حينما يتعلق الأمر بالحقن وهي العملية التي يمكن إجراؤها بمختلف المراكز الصحية بدون استثناء