طباعة هذه الصفحة

الأستاذ جيلالي بنوار حول الأخطار الكبرى:

ما حدث ببلدية الميهوب سببه وجود كسور صغيرة لإخراج الطاقة

المدية: م.أمين عباس

أكد الأستاذ جيلالي بنوار من جامعة هواري بومدين، أمس، في اليوم الإعلامي والتحسيسي الجهوي حول «الوقاية من الأخطار الكبرى وتسيير الكوارث»، المنظم من قبل المندوبية الوطنية للأخطار الكبرى، بالتنسيق مع ولاية المدية، أن ما قامت به الجزائر بعد فيضانات باب الوادي في مجال التصدي للكوارث والأخطار الكبرى، لم تقم به الكثير من الدول.
نبّه بنوار في مداخلته بعنوان «تطور التكفل بالمشكلات الوطنية لتسيير المخاطر الطبيعية على مستوى العالم»، إلى أن كل دول العالم معنية بهذه الكوارث، كاشفا عن مضامين وأبعاد وخطط - إطار سنداي، بدءاً من فكرة كيفيات منع المخاطر، معترفا أمام المشاركين في إجابته على الرأي العام الغاضب ببلدية الميهوب والمطالب بكشف مستور الهزات الأرضية، بأنه وإلى غاية اليوم لايزال البشر يجهلون أسباب الزلازل، على اعتبار أن هذه الظاهرة باتت صعبة الفهم، متطرقا في هذا إلى الصدد إلى أنه من حين لآخر تخطئ النشرات الجوية، لكونها لا تحمل الاحتمالات.
وأوضح بنوار، أن من بين أولويات هذا الإطار «سنداي»، تحسين المستوى المعارفي للمواطنين حول الكوارث الطبيعية وتشييد بنايات مقاومة للزلازل، مشيرا في هذا السياق إلى أنه بعد زلزال بلدية الميهوب، لا يجب أن نعيد بعث بنيتها خارج هذه المضامين في مجال إعمارها، حاثا وسائل الإعلام على التقليل من الخطر وبعيدا عن تغليط الرأي العام والأسر المتضررة، داعيا إلى مساعدة مراكز البحث لتقوية الأعمال وإدماج المواطنين والأطفال في البرامج التعريفية بكيفيات تحريك العمارات/ كما أن المجتمع المدني مطالب، بحسبه، بإدماجه أيضا في قلب الحدث وهذا لقيادة مختلف الشرائح المجتمعية من خلال إخراج العلم من الجامعة إلى العالم الخارجي، وبالانتقال من مجتمع المعلومات إلى مجتمع المعارف، مشيرا أن هناك جامعات في كل الولايات، والعمل اليوم يقتضي منا جميعا إخراج هذا العلم من هذه الجامعات إلى المجتمع المدني والمتطوعين والنساء والمعاقين، مقللا من فائدة التعاون الدولي في التصدي للكوارث الطبيعية، على أن الجزائريين مطالبون بالعمل بمفردهم ثم الذهاب إلى الخارج في إطار هذا التعاون، إلى جانب أن الجزائر ليست بمفردها مؤهلة لمعالجة هذه الظواهر، فضلا عن أن هذا الإطار أعطى بعض المفاهيم والمعارف الحلول المحلية والوطنية لكيفية الوقاية من هذه الظواهر قبل حدوثها والتصدي لها.
وحث الأستاذ الجامعي بنوار الحضور للقيام على تسيير خطر الكوارث قبل حدوثها، والتعامل مع المفهوم الجديد لكيفية التعامل مع المخاطر الكبرى أيّا كان نوعها، مبرزا الغايات السبع من هذا الإطار، بدءا من الحد من الوفيات إلى غاية العمل بنظام الإنذار المبكر بالأخطار، مذكرا أيضا بالمبادئ 13 لإطار سنداي، بينها أن الأموال التي تنفق على الحد من المخاطر هو استثمار حكيم في المتوسط، كما أن هذا الإطار هو للحد من مخاطر الكوارث، والذي هو في حد ذاته منتدى للفكر، معرجا في محاضرته على أن ما تقوم به ولاية المدية في مجال تسيير خطر زلزال بلدية الميهوب، أحسن مما يقام ببعض الدول، مبررا ظهور بعض الأنشطة الزلزالية بالجزائر هذه الأيام لموقعها قرب بؤر هذه الأنشطة، كاشفا أن ما حدث بهذه البلدية سببه وجود شرائح وكسور صغيرة وجدت لإخراج الطاقة، معتبرا أن الهزات الإرتدادية التي عرفتها هذه المنطقة هي أزمات زلزالية مصاحبة للزلزال الأول الذي ضرب هذه البلدية، محذرا من هشاشة عماراتنا التي لا تستطيع مقاومة مثل هذه الأنشطة.
واختتم ضيف هذا اللقاء الجهوي قوله في حديث لـ «الشعب»، بأن ولاية المدية هي أجزاء من بنايات، بما يتطلب تحليل تقويم الهشاشة. كما أن أطفالنا بالجزائر مطالبون بمعرفة أبجديات الزلازل والكوارث الكبرى، مطالبا أيضا بالذهاب إلى الاحترافية في إدارة مخاطر الكوارث الطبيعية.
على صعيد آخر، أعلن الطاهر ملزي، المندوب الوطني للمخاطر الكبرى، على هامش هذا اليوم الإعلامي، أن السلطات العليا هي بصدد إصدار مرسوم بموجبه يتم تكليف إطار يتكفل بهذه المخاطر وتسييرها بالولايات، مع وضع استراتيجية الدولة في مجال الوقاية والتدخل وتحسيس المسؤولين قبل السكان بمثل هذه المخاطر قبل، أثناء وبعد حدوثها، كاشفا أيضا عن وجود برنامج وطني يراد منه الجلوس مع رؤساء البلديات والدوائر للتطرق لهذه المشكلات، مثل ما حدث ببلدية الميهوب، من خلال إقامة أيام إعلامية لتقوية معارف المسؤولين حول هذه الظواهر وكيفية التعامل معها، مؤكدا في هذا المقام، أن هيئته اتخذت عدة تدابير بعديد المدن الجزائرية مقترنة بعملية الصيانة، حيث توجد مثل هذه المخاطر الكبرى ولاسيما على مستوى المنشآت، على أنه شرع في مثل هذه اللقاءات الجهوية بـ03 ولايات بدءاً من باتنة، بشار ثم بالمدية.