طباعة هذه الصفحة

أول ليلة بأوبرا الجزائر بحضور سلال

لوحات فنية من امضاء الأوركسترا الوطنية

حبيبة غريب

ميهوبي: الجزائر كسبت لإنتاج ثقافي راقٍ

يحتضن الفن الراقي والمتميز وفضاء مفتوحا للثقافة الجزائرية وكذا كل ثقافات العالم وخاصة الفن الكلاسيكي، إنها أوبرا الجزائر التي احتضنت، ليلة الأربعاء الماضي، أول حفل فني لأوركسترا السمفونية الوطنية بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة ومسؤولين سامين في الدولة وعدد من أعضاء الحكومة، إلى جانب سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر و الكثير من ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين بالجزائر بالإضافة الى العديد من الفنانين والفنانات والمثقفين الجزائريين.
اعتبر وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، خلال الكلمة الترحيبية التي ألقاها بالمناسبة، أن افتتاح دار الأوبرا هو بمثابة «الحدث البالغ الأهمية، كون هذا الصرح يشكل قفزة ثقافية جديدة، والذي تم إنشاءه تحت الرعاية الكريمة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي ما انفك يراهن على الثقافة وعلى أهميتها كمحرك للتنمية الوطنية والوحدة و تعزيز اللحمة الوطنية أمام التهديدات الخارجية، مشيرا إلى تكريس الثقافة كحق للمواطن، شأنه شأن الحقوق الأساسية، وهذا من خلال التعديل الدستوري الجديد.
 أوضح  الوزير أن هذا المرفق الهام سيساهم في حفظ الثقافة والدفع إلى الأمام بالإبداع الفني، مشيرا إلى أن الجزائر كانت في حاجة إلى هذا الصرح ، والذي من شأنه أن يشمل كل الفنون، داعيا أيضا بالمناسبة كل الفنانين لتكثيف الجهود من أجل تقديم أعمال فنية راقية.
 أشار ميهوبي إلى أن الأوبرا فن متكامل يجمع بين كل الفنون، وهو فعل إنساني ينفتح على كل الثقافات العالمية، و فضاءً للتعريف بالقامات الفنية الجزائرية، ولكسب رهان التألق والإبداع والاحترافية.
 أوضح الوزير قائلا: أن هذا الصرح الأول من نوعه في الجزائر هو ثمرة الرؤية المتبصرة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة»، وترجمة أيضا لأوجه التعاون الاقتصادي والسياسي التاريخي العريق، بين كل من الجزائر وجمهورية الصين الشعبية. 

روائع عالمية وجزائرية من ابداع الجوق السيمفونية الوطنية
 كانت بدايتها مسك، مع الحفل الساهر الراقي الذي قدمته الاوركسترا السيمفونية الوطنية تحت قيادة المايسترو أمين قويدر والذي استهلته المطربة ندى الريحان بأغنية «أنت تحب الجزائر مثلي» من ألحان نوبلي فاضل و كلمات وزير الثقافة الشاعر عز الدين ميهوبي لتتوالى بعدها اللوحات الفنية الأخرى التي جابت بالجمهور العريض العديد من أنحاء العالم لتحط به الرحال، في ربوع الجزائر الشاسعة مع تنوع طبوعها الموسيقية الفنية.
 كما تألق المايسترو أمين قودير في قيادة

الجوق السيمفونية الوطنية المتكون من قرابة
مائة عازف ومغني  كورال، إلى جانب العديد من المطربين والمطربات، نذكر من بينهم  ليلى بورصالي وعباس ريغي وسمير تومي وغيرهم، الذين استطاعوا مزج الطبوع الجزائرية الأصيلة مع المقاطع الكلاسيكية العالمية بكل امتياز.
كما أدت الفرقة السمفونية الوطنية مقتطفات  كلاسيكية عالمية، من بينها على غرار «نوس دي فيغارو» للموسيقار وولفغانغ امادوس موزار و «لولاك دي سيني» لبيوتر تشايكوفسكي و»ترافياتا» لجوزيبي فيردي و كونشيرتو لسيرغاي راشمانينوف، أدته بتألق كبير عازفة البيانو لويزة حمادي.

بطاقة فنية

تعد أوبرا الجزائر، المتربعة على مساحة 35000 متر مربع والتي تتسع لـ 1400 مكان، مشروعا ثقافيا بامتياز،     هدية بقيمة 30 مليون يورو قدمتها الصين للجزائر بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لهذا البلد في 2006 ، وتقع بمنطقة أولاد فايت غرب الجزائر العاصمة، وقد وضع حجرلا أساس بها  في 2012.
 يتوفر الصرح الثقافي الذي  يديره نور الدين سعودي، على قاعات للتدريب و ورشات تقنية مطابقة للمعايير الدولية الخاصة بالصوت والرؤية.
تجمع تحت رايتها كلا من الأوركسترا السيمفونية الوطنية والباليه الوطني وفرقة الموسيقى الأندلسية، وتختص أيضا بالتكوين في المجال الثقافي بفروعه المختلفة على غرار الغناء والكوريغرافيا بالإضافة للتكوين في مجال التقنيات كالإضاءة والصوت والبلاطو.

قالوا
 
المايسترو عبد القادر بوعزارة
تعد دار أوبرا الجزائر  حلما تحقق لكل الجزائريين، هذا بفضل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. إن الأوركسترا و الكورال هما أبناء الجزائر، وهي إحدى أكبر انجازات الجزائر المستقلة، فهنيئا للجزائر شعبا و حكومة بهذا الصرح الفني المتمّيز الراقي، وهنا نخصّ بالذكر أن الجزائر بلد الحضارة و الفن، ونحن في الاوركسترا الوطنية، شعارنا:  «الاحترافية في خدمة الثقافة».

  ا لمطرب محمد محبوب  
يعتبر هذا الصرح مفخرة للجزائر ككل و لكل المثقفين على المستوى الوطني ورغم أننا بعيدون عن العاصمة، إلا أنه يعنينا كفنانين بالدرجة الأولى.
انه انجاز عظيم، وفي المستوى المطلوب، من ناحية الزخرفة والديكور، فنحن اليوم لنا دار أوبرا رائعة جدا.
كنت حين أزور البلدان الأوروبية أتوق لأن يكون بالجزائر دار للأوبرا، فتجسد حلمي، مع أملي أن يكون هذا الانجاز مسرحا للعديد و المزيد من الابداع الفني و الثقافي.
  محمد يحياوي مدير المسرح الوطني الجزائري
إن الليلة هي عيد افتتاح هذا الصرح الذي كانت الجزائر كلهاوالجمهور و الفنانون يتوقون لرؤيته، وهو أيضا مكسبا وإضافة للساحة الفنية، و فضاء جديدا لتنويع العروض، فأنا جد سعيد بهذه المنشأة، كما سيكون التعاون قائما في المستقبل بين المسرح الوطني و كل المؤسسات الثقافية من بينها دار الأوبرا من أجل إنتاج جزائري مائة بالمائة في مستوى طموحات و تطلعات الجمهور الجزائري.