طباعة هذه الصفحة

نجمة الشاشة العربية صفية العمري لـ «الشعب»:

لجأت إلى حضــن الجزائـــر، هروبـا من حـــالة اكتئــاب وظروفــا قـــاسية

براهمية مسعودة

السينما الجزائرية تعود  إلى زمن التتويجــات  بفضل الأعمال الجادة

 عبّرت نجمة السينما والدراما العربية الممثلة المصرية، صفية العمري، في تصريح لـ «الشعب» عن سعادتها وغبطتها العارمة حيال تلقيها دعوة للمشاركة كضيفة شرف لمهرجان وهران الدولي  للفيلم العربي في طبعته التاسعة.
أوضحت الفنانة القديرة «صفية العمري» وكلها تأثّر، أنها جاءت إلى حضن  الجزائريين، أهلها وأصحابها، لاجئة من حالة اكتئاب شديدة وظروفا قاسية جدا في القاهرة، جابهتها لتكون أول من يحل بعاصمة الغرب الجزائري، وهران في إطار المهرجان الدولي للفيلم العربي.
قالت نجمة الشاشة العربية صفية العمري: «الجزائر، كان البلد الحلم، الذي تمنت سنينا طوال أن تكون واحدة من معازيمه»، معبّرة عن حالة الحيرة التي عاشتها،    كونها عزمت في كل المهرجانات في فترات سابقة، عدا الجزائر، أحب بلد إلى قلبها، بلد الجزائر بلد المليون والنصف مليون شهيد الذي قالت بشأنه بأنه سيظل أعز بلد لها وتلبية دعوة الحضور بمهرجان وهران، هي أكبر هدية لها وحلم تحقق.
كما أكّدت أنّها عاشت حالة صراع داخلي، استمر معها إلى غاية تلقيها دعوة من مهرجان قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية، مؤكّدة أنها كانت بمهرجان دبي، وقرّرت كسر الحاجز النفسي، فكانت من أعظم المقابلات والترحيبات التي قابلتها في حياتها بعاصمة الشرق الجزائري.
 عرّجت على ذالك،  وهي  ترد على أسئلة « الشعب» التي انطلقت  من الجزء الأخير من فيلم « ليالي الحلمية»، آخر عمل ظهرت فيه الفنانة القديرة «صفية العمري»، حول ذكرياتها مع نجوم غادروا الى الحياة الدائمة وآخرين لم يلتحقوا بهذا العمل، الذي أحاطه النقاد العرب ببعض الملاحظات، حول النص والفترات الزمنية، أبرزها نازك السلحظار التي عاصرت فترة الملك الفاروق وعادت للظهور مرة أخرى.
 أوضحت الفنانة أنها مضت العقد، على أساس «ليالي الحلمية»، الذي عاشت كل أحداثه بحب وسعادة، مضيفة في هذا المقام: « نازك السلحظار، أسعدتكم خمس أجيال كاملة، وأسعدت الوطن العربي كله، ألا يكفي.»   
قالت النجمة أنّ التاريخ شاهد على أعمالها التي كانت كثيرة ومتنوعة، ولا تنحصر أدوارها، كما وصفت بالمرأة الأرسقراطية، المتسلّطة، إلا أنها أكّدت بأن «محبّيها، يحبذون رؤيتها قويّة، بشخصية راقية، مستشهدة بوصية المرحوم نور الشريف، الذي قال لها: «إذا كنت ناجحة في هذا اللون لما لا تواصلين طريقك».
 ترى نجمة الشاشة المصرية،  أن الثروة، تكمن في حب الناس، وبكسبها تترسخ  علاقة الحب، عاشته من قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية، وتريد عيشه  وهران عاصمة السينما العربية التي استقبلها بحفاوة الترحاب.
عن الإنتاج السينمائي في الجزائر، أشارت الفنانة إلى أعمال متميّزة، تلقى إقبالا كبيرا بمهرجانات في الخارج، عكس الوطن العربي قائلة: «يمكن أن تكون المشكلة في ترجمة اللهجة، هناك أغانٍ جزائرية، اقتحمت العالم كله، بما فيه مصر، منها، الراي والراب الذي فرض نفسه وصار محل اهتمام أرقى الدول.

 عن رأيها في ما يقدم للمشاهد العربي، وهي التي عايشت كبار الفنانين وأجمل حقب السينما العربية، أجابت بالقول: « فيه أعمال رائعة في التلفزيون، بما فيها المسلسلات التي عرضت، خلال شهر رمضان الكريم مستواها جيد جدا،
وفرضت نفسها بقوّة، سواء من المخرجين الشباب أو الممثلين وغيرهم من المهنيين.»
 حول الأعمال السينمائية المشتركة،  قالت: «حلم حياتي، أن تتوحّد الأمة العربية، وتلغى الحدود والتأشيرات، لم لا نؤسّس لسوق موّحد، تحت لواء إتحاد عربي وشرق أوسطي، يقف جنبا إلى جنب أمام الإتحاد الأوربي، أنا شخصيا، أعصابي تعبت من السياسة، الشعوب كلها تعيش حالة اكتئاب، سئمنا من المعاناة، نريد أعمالا تطغى عليها المتعة والترفيه والتثقيف بعيدا عن كوابيس السياسة وضغطها.»  عن ظاهرة التطرف والإرهاب قالت الفنانة إن السينما المصرية، كانت سباقة في تناولها لقضايا الإرهاب وعالجته، منذ فترة طويلة، وأضافت بتحد: «سنظل ضد كل فئات الإرهاب الأسود بأشكاله، لتقف على واحدة من مخلّفات العنف، التي أضرت، بحسبها، بالإسلام وشوّهت صورة الإنسان المسلم وولدت موجة الاسلاموفوبيا في الغرب.»
 عن الاقتباس السنيمائي الدولي، أجابت صفية العمري:»إنها ضد فكرة الاقتباس السنيمائي الدولي، العمل المقلد أبدا لا يرقى إلى النسخ الأصلية، مهما كان حجمه  لا بد من اجتهاد شخصي وفرض النفس.»  وواصلت، إنها «كطرف فاعل في المجلس القومي للمرأة وسفيرة في الأمم المتحدة، تهتم بقضايا الشباب والمرأة والطفولة،  ترفض كل الرفض الأعمال الرديئة وأساليب المعاملة، التي تتنافى وطبيعة الفن بقيمه ومبادئه وأبعاده الأخلاقية والتربوية، تربي أجيال وتغرس في نفوسهم، الرحمة والحب والتسامح وغيرها من قيم الاسلام ديننا الحنيف الذي حذّر من قتل النفس الآدمية بلا وجه حق وشدّد على الاختلاف والجدل بالتي هي أحسن بعيدا عن الغلو والتطرف والكراهية.