طباعة هذه الصفحة

إعلاميون وسينمائيون يتساءلون

كيف نحسّن صورتنا وأفلامنا لا تصل إلى الآخر؟

«مئات الأفلام التي تنتجها الولايات المتحدة وأستوديوهات هوليوود، منذ بداية صناعة السينما عام 1896. هي تقدم صورة شديدة السلبية عن العرب والمسلمين». تلك خلاصة ما كشفت عنه دراسة تحليلية بعنوان «الصورة الشريرة للعرب في السينما الأمريكية» للباحث الأمريكي من أصول لبنانية جاك شاهين.
«الشعب» استغلت تواجد نخبة من السينمائيين، المشاركين في إطار ملتقى «الآخر في السينما العربية»، في إطار مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي لطرح عليهم السؤال التالي:  كيف يمكن للسينما العربية أن تغّير الصورة السلبية والنمطية للعرب والمسلمين ؟
^ الأستاذ نبيل حاجي من الجزائر يرى أنّ السينما العربية، تجتهد حسب ظروف كل بلد متسائلا كيف نحسّن صورتنا وأفلامنا لا  تصل إلى الأخر ؟
وقال حاجي لـ»الشعب» أن السينما في المنطقة العربية، لا تضع أجندة، تفرضها على تقديم «الآخر»، لكنها قدّمت مقاربات.
كما لفت في هذا الإطار إلى الشراكة، باعتبارها عنصرا أساسيا في تحديد «الآخر»،  حين قال: إنّ الشراكة مع البلدان،  وخاصة تلك التي استعمرتنا، سابقا، تلعب دورا كبيرا في تحديد من هو «الآخر» .
أضاف: نحدّد الآخر، انطلاقا من ذاتنا، الذي يمثّله السيناريو وإيديولوجية المخرج وثقافته وانتمائه، فكل هذه العناصر أساسية في تحديد هوية الآخر.
وقد تحدّث الأستاذ نبيل حاجي، من الجزائر، في مداخلته الموسومة بـ»تجليات الآخر في الأفلام الجزائرية» على الكثير من «الآخر» الموجود في السينما، سواء أكان مستعمر أو «حركي»، هذا الجزائري الذي ينتمي إلينا، لكنّه باع القضية، وفق ما جاء في هذه الورقة العلمية.
وقد تطرّق حاجي، دراسات عليا في علوم الإعلام بجامعة الجزائر، ودورة تكوينية في ميدان الإخراج بالمدرسة الفرنسية للصورة والصوت بباريس،  إلى «صورة الإرهابي في الفيلم الجزائري، والذي هو كذالك، جزءا منا،  لكنّه يشكل الآخر،  لأنّه شذّى عني، حسب تعبير محدّثنا.
^ منى جديد،  رئيسة جريدة «الأهرام المسائي»، قالت لنا أنّه و»إلى يوما هذا لا يزال المسلم والعربي يوصف  بالإرهابي ، المتطرّف العنيف وغيرها من الصور السوداوية، لأنّ نظرتنا، أحاديةّ، نكلّم أنفسنا فقط، ونقدم الآخر على أنه المستعمر والعدو،  وبالتالي هم لا يتقبلوا هذه الأفلام  ولا ينظرون إليها بنظرتنا»، على حد تعبيرها.
كما قالت: «نحن نراها من جانب، وهم من جانب آخر، لأنّنا لا نحاول التحاور معهم ونقدّم لهم رسائل تقنعهم بالعكس،  وهو ما لم يحصل، في أغلب الأفلام».
حول إمكانية أن تساهم التحوّلات الجديدة في  الدول العربي في التجديد والتغيير السينمائي، قالت: «من المفروض أنّ تولّد هذه الأحداث وأخرى، خيالا عند السينمائيين، لأن التغييرات التي حصلت مع سقوط الأنظمة، ليست طبيعية، التاريخ سيخلّدها، والسينما جزءا من تخليد هذا التاريخ... إلى يومنا هذا المخرجون والكتاب ليسوا قدرين على هضم الأحداث المتتالية، بشكل كافي، لأن الرؤية، حسبها، ليست واضحة، مؤكّدة أنّه مع الوقت، ستظهر أفلام مختلفة تعّبر على أناس عاشوا هذه الفترات».
واستدلت في هذا الإطار بالفيلم الطويل «نوّراة»، المشارك  من مصر بمسابقة الوهر الذهبي، حيث لفتت إلى المخرجة «هالة خليل» حاولت أن تهرب من الثورة، باعتبارها كانت شريكا فيها، ورغم ذلك اضطرتها الصورة الملحّة لتقديم فيلم عن الثورة، لكن من خلال الناس الفقراء والأغنياء وطريقة عيشهم في المرحلة ما بعد 25 يناير.