طباعة هذه الصفحة

الرئيس الصحراوي مفتتحا الجامعة الصيفية لإطارات البوليساريو:

سياسة المغرب التوسعية تهديد للمنطقة ورفض واضح للشرعية الدولية

بومرداس - مبعوث «الشعب»: جلال بوطي

قال الرئيس الصحراوي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب إبراهيم غالي، أمس، إن استمرار الاحتلال المغربي للصحراء الغربية يهدد المنطقة بأكملها، بفعل السياسة التوسعية للاحتلال وهو ما يؤكد رفض الأخير الواضح الانصياع للشرعية الدولية ومنح الشعب الصحراوي تقرير مصيره.
أكد الرئيس إبراهيم غالي، أن فلسفة التوسع والحدود المفتوحة القائمة إلى اليوم لدى حكام المملكة المغربية والتي لا تحترم القانون الدولي ولا يقيّدها دستور وطني، هي التي وقفت وراء الاعتداء الغاشم على الصحراء الغربية.
في كلمة له خلال افتتاح أشغال الجامعة الصيفية لإطارات البوليساريو في طبعتها السابعة، أمس، بجامعة بومرداس، أضاف غالي، أن فلسفة التوسع التي ينتهجها المغرب  هي التي جعلته يطالب بأراض شاسعة من الجزائر ومالي وموريتانيا سابقا، مشيرا إلى أن التوجه التوسعي العدواني هو الذي يقف وراء الاجتياح العسكري للقوات الملكية المغربية للأراضي الصحراوية.
جدد الرئيس الصحراوي مطالبة جبهة البوليساريو المجتمع الدولي بالضغط على المغرب لوقف الانتهاكات الجسيمة المسلطة على الشعب الصحراوي بالمناطق المحتلة يوميا. داعيا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة صارمة وعاجلة لوضع حدّ لهذا السلوك الذي يهدد السلم والاستقرار الدوليين.
وقال إبراهيم غالي، إن العالم لا يرى الانتهاكات الصارخة التي يعانيها الشعب الصحراوي جراء الاحتلال، في مقدمتها التعذيب والاعتقال التعسفي وحتى القتل غير المباشر للناشطين الحقوقيين. في هذا الإطار، طالب بضرورة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذين يتصدرهم معتقلو مخيك «اكديم ازيك».
توقف الرئيس الصحراوي عند أهم المحطات التي تعرفها القضية مؤخرا، لاسيما محاولات المغرب التملص من الشرعية الدولية ودخوله في صراع مباشر مع الأمم المتحدة، حيث خسر المعركة بعودة بعثة المينوروسو، مضيفا أن مناورات دولة الاحتلال باءت بالفشل أمام عدالة القضية.
وتعتبر محطة الجامعة الصيفية، بحسب الرئيس غالي، تظاهرة بارزة لتعميق أواصر الصداقة مع الجزائر شعبا وحكومة، مشيدا في هذا الصدد بدور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في رعاية الجامعة التي باتت سنّة حميدة تنظم سنويا لتؤكد موقف الجزائر الراسخ في الوقوف مع الشعب الصحراوي.
يمينة زرهوني: القضية عادلة والنصر آت لا محالة
من جهتها قالت والي ولاية بومرداس نورية يمينة زرهوني، في كلمتها، إن قضية الشعب الصحراوي عادلة ونابعة من إيمان الشعب بتحقيق الاستقلال عاجلا أم آجلا. مضيفة، أن الجزائر ستبقى متمسكة بمبدإ حق تقرير المصير الذي تنص عليه المواثيق الدولية واللوائح الشرعية التي نصت على أحقية الصحراويين في تقرير مصيرهم.
العياشي: الجزائر ليست طرفا في النزاع والتضامن واجب
ندد السعيد العياشي رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، بإقحام المغرب الجزائر في نزاعه مع جبهة البوليساريو، قائلا: «إن الجزائر ليست طرفا في الصراع، لكنها متضامنة مع القضايا العادلة»، مضيفا أن سياسة المغرب للهروب نحو الأمام لن تنفعه أمام المجتمع الدولي.
وأشار العياشي إلى أطراف - لم يذكرها - لا يروقها مساندة القضية الصحراوية، مؤكدا أن أزيد من 150 دولة تعترف بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كممثل وحيد وشرعي للشعب الصحراوي، قائلا إن الجامعة الصيفية ستظل مبادرة تضامنية إلى الأبد.
ويؤكد انعقاد الجامعة الصيفية في رأي العياشي، رسالة قوية من الجزائر لدعم مسار التسوية والوقوف إلى جنب أشقائنا في الصحراء الغربية وهو الأمر الذي تتمسك به الجزائر قيادةً وشعباً منذ أربعين عاما.
مشاركة واسعة لإطارات البوليساريو وحضور نوعي لممثلي الأحزاب والمجتمع المدني الجزائري
افتتحت الطبعة السابعة للجامعة، التي حملت اسم الرئيس الراحل «محمد عبد العزيز» بجامعة بومرداس، برئاسة محمد لمين البوهالي، وزير البناء وتعمير المناطق الصحراوية المحررة، الذي أعلن عن الافتتاح الرسمي، بمشاركة 400 إطار صحراوي، إلى جانب ممثلي المجتمع المدني الجزائري وشخصيات ناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان.
وحضر مراسم الافتتاح، التي ستدوم إلى غاية 22 أوت الجاري بجامعة «محمد بوقرة»، تحت شعار: «الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل»، ممثلو أحزاب سياسية جزائرية ومنظمات حقوقية، بالإضافة إلى ممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
وتتميز الجامعة الصيفية لإطارات الدولة الصحراوية وجبهة البوليساريو بجملة من الفعاليات السياسية والإعلامية والثقافية، منها عديد المواضيع السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية.
ويؤطر هذه الفعاليات أساتذة جامعيون مختصون وإطارات سامية وذلك بحضور 400 مشارك من مختلف مؤسسات الدولة الصحراوية، بينهم عدد من نشطاء انتفاضة الاستقلال القادمين من المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
وستسمح بإطلاع المشاركين على آخر المعلومات حول مواضيع مختلفة وإثارة تفكير مكيف مع الواقع وتشكل عملا تضامنيا مع الشعب الصحراوي في كفاحه العادل من أجل الحرية وتقرير المصير، وتبادل التجارب بين الإطارات الجزائرية والصحراوية، لاسيما الاستلهام من تجارب الثورة التحريرية الوطنية.