طباعة هذه الصفحة

تعزيزا لمكانة اللغة الأمازيغية في الفضاءات الجامعية

اتفاقيـة شراكــة بــين المحافظـة الساميـة للأمازيغية وجامعة “باجي مختار” بعنابــــة

عنابة: هدى بوعطيح

 «يوغرطا يواجه روما” ملتقى دولي أيام 20، 21 و22 أوت الجاري

أشرف بمقر ولاية عنابة، كل من الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد وعميد جامعة “باجي مختار” عمار حياهم، على توقيع اتفاقية شراكة بين الهيئتين، تهدف إلى تقوية وتثبيت مكانة اللغة الأمازيغية في مختلف الفضاءات الجامعية، وإقامة تعاون علمي وتعليمي وثقافي في مجال البحوث والدراسات الأمازيغية.
كشف سي الهاشمي عصاد لدى تنشيطه لندوة صحفية حول الملتقى الدولي “يوغرطا يواجه روما” الذي تحتضنه عنابة في الفترة الممتدة من 20 إلى 22 أوت الجاري، بأن الاتفاقية تهدف إلى مواصلة تجربة تدريس اللغة الأمازيغية في جميع الجامعات الجزائرية، حيث سيتم تعميمها مواصلة للتجارب التي انتهجتها المحافظة بولايات أخرى، على غرار تيزي وزو، وهران، تلمسان وبجاية.. مشيرا إلى أن هناك عمل تحسيسي وسط الطلبة الجامعيين.
وأضاف المحافظ بأن الاتفاقية تهدف أيضا إلى تطوير التبادل البيداغوجي والعلمي بين الهيئتين، كما سيتم إدراج اللغة الأمازيغية في المقرر الرسمي لجامعة عنابة، عن طريق تدريسها اختياريا كمرحلة أولى خلال الموسم الجامعي المقبل، بتعيين أساتذة مختصين وتوفير الوسائل البيداغوجية اللازمة، مبرزا أنه سيحظى عدد من الأساتذة والباحثين من جامعة “باجي مختار” بالمشاركة في مختلف الفعاليات والنشاطات العلمية التي تنظمها المحافظة السامية للأمازيغية.
وبالمقابل أكد رئيس جامعة “باجي مختار” عمار حياهم، بأن الاتفاقية ستقدم الإضافة للباحثين والطلبة لإثراء معارفهم وبحوثهم في المجال الثقافي والعلمي والتاريخي، مشيرا إلى أن ملتقى “يوغرطا في مواجهة روما” سيكون أول فرصة للاحتكاك وتبادل الخبرات بين الباحثين ومؤطري المحافظة السامية للامازيغية، والذي سيكون متبوعا بملتقى ثاني حول “القديس أوغسطين” نوفمبر المقبل.
26 محاضـرا، مائـدة مستديــرة وورشتان
وبخصوص الملتقى الدولي الذي سيحتضنه المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة، والذي يأتي تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وتنظمه المحافظة السامية للأمازيغية بالتعاون مع وزارتي الثقافة والتعليم العالي والبحث العلمي وجامعة “باجي مختار” كشف الأمين العام الهاشمي عصاد عن جاهزية المدينة لاحتضان الملتقى، الذي سيعرف مشاركة 26 محاضرا من داخل وخارج الوطن، على غرار تونس، الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، وألمانيا.. وتنظيم مائدة مستديرة حول “حروب يوغرطة” يؤطرها أربعة أساتذة، إضافة إلى ورشتين لأنشطة مختلفة.
وأكد عصاد بأن كل مؤسسات الدولة ساهمت في نجاح التظاهرة، بعد أن قدمت كل التسهيلات اللازمة للبرنامج الذي بدأ الإعداد له منذ 08 أشهر، حيث سينظم تزامنا مع الذكرى المزدوجة لـ20 أغسطس، وسيتم خلاله عرض منشورات مترجمة لأول مرة إلى اللغة الأمازيغية، فضلا عن مشاركة 07 دور نشر جزائرية ستقدم آخر إصداراتها لهذه السنة.
وأكد في سياق حديثه، أن المحافظة ومنذ دسترة اللغة الأمازيغية، أصبح من أولوياتها توسيع تدريس اللغة عبر كل ولايات الوطن بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي وببرنامج توافقي أيضا مع وزارة الاتصال لتعميم استعمالها عبر مختلف وسائل الإعلام، إلى جانب التنسيق مع السلطات لإنشاء مشروع القانون العضوي وإعادة النظر في بعض النصوص، وترجمة روائع الأدب من وإلى الأمازيغية، إلى جانب ترجمة النصوص الأساسية للدولة الجزائرية، مؤكدا أن المحافظة قامت بدفع أول وثيقة للدستور الجزائري وبيان نداء أول نوفمبر وأرضية مؤتمر الصومام، حيث تمّ تسجيلها بدعائم صوتية بالتنسيق مع وكالة الأنباء الجزائرية.
تكويـن صحفيــين وأساتذة من الأولويات
كما أن من أولويات المحافظة السامية للأمازيغية ـ حسب المتحدث ـ إنتاج قواميس باللغة الأمازيغية وترسيخ المعرفة التاريخية، مشيرا إلى أنهم ومنذ 2014، قاموا بوضع خطة منهجية بالتعاون مع خبراء ومختصين في مجال التاريخ، وأضاف بأنه سيتم تنصيب تمثال لماسينيسا في قلب العاصمة وإصدار طوابع له، ناهيك عن إدراج هذه الشخصيات التاريخية في المقررات الدراسية، وتكوين صحفيين وأساتذة وإطارات بقطاعات وزارية، إلى جانب عقد شراكة مع مراكز البحوث والمؤسسات العلمية، وتجسيد العمل الجواري مع المجتمع المدني ودعم التواصل للترويج لمهام المحافظة وما تقوم به الدولة الجزائرية للترويج للغة الأمازيغية.
وعن اختيار موضوع “يوغرطا في مواجهة روما” قال المنسق العلمي للملتقى عبد الهادي حارش بأن اختياره كان مدروسا، على اعتبار أن يوغرطا من الأوائل الذين فهموا السياسة الامبريالية الرومانية، والتي كانت تسعى إلى التوسع في شمال إفريقيا ولن تكتفي بقرطاج.
أما عن اختيار عنابة، يقول المتحدث لكون المدينة تعتبر إحدى الحواضر النوميدية الهامة في ذلك الوقت، كما أن بها إقامة من الإقامات الملكية، وتعتبر عنابة ثقل اقتصادي، بشري وثقافي على وجه الخصوص على اعتبار أنها مقر القديس أوغسطين.