طباعة هذه الصفحة

الكاتب عبد الرؤوف زوغبي لـ “الشعب”:

هناك إجحاف في حقّ المبدعين الشباب لابد من تداركه

حوار: حبيبة غريب

كتابة الرواية تعود إلى الواجهة من جديد

اعتبر الكاتب عبد الرؤوف زوغبي، وصاحب رواية ، نساء “تحت الضلال”، التي  تحدثت عنها الشعب في عدد سابق، أن الإبداع الأدبي، يشهد حاليا صحوة بعد سنين من التهميش والركود، مشيرا من خلال الحوار إلى أن  كتابة الرواية تعرف هي الأخرى اهتماما ملحوظا من قبل الكتاب والمؤلفين، لكن الكثير من الجهد مطلوب ليسترجع الإبداع في مجال الكلمة والنص الأدبي  مكانته من جديد في الساحة الثقافية.
- الشعب: بصفتك مهتم بالأدب، كيف ترى واقع الإبداع الأدبي في الجزائر؟
- عبد القادر زوغبي: الواقع الأدبي في الجزائر شهد التهميش لفترات متعاقبة حيث نال التعب الوسط الأدبي كثيرا فهمش وأقصي وابعد تماما من الساحة والمشهد فحين يولى على الكراسي من هم لمه اهتمام بالشطيح والرديح فكبر ثلاثا فكيف ينموا الأدب هنا، لكن  مؤخرا تحركت الساحة الأدبية وحدثت فقزة نوعية لم تشهد لها البلاد منذ عقدين من الزمن عادت إلى الواجهة شيء فشيء  إلى أن وضع الشخص المناسب في مكانه فسعى بكل الوسائل إلى إبراز المواهب ونفض الغبار على المعالم وأبدى رغبة كبيرة في النهوض.
- شهدنا مؤخرا نوع من الزخم في إصدار الدواوين الشعرية، في حين قل الاهتمام بالرواية والقصة والنص المسرحي، لما تعود أسباب ذلك في رأيك؟
- هروب المبدعين من عالم الرواية والحبكة أمر خطير ووجب الانتباه له وسبب ذلك هو الطبع العشوائي للأعمال دون تنقيح مقابل مبالغ مالية فبرزت الطفيليات على الأدب فعاثوا فيه فسادا فهلك فوجدناهم يزاحمون الشعراء على المنابر الرسمية وأسسّوا لهم نوادي تحديهم في دور الثقافة وهم لا علاقة لهم لا بالثقافة ولا بالأدب فهاجرت المواهب من المؤسسات الرسمية لكن بفضل جهود الجمعية الوطنية “رابطة أهل القلم” والتي يترأسها الدكتور عز الدين جلاوجي مشكورا حاولت تصحيح المفاهيم وتحسين الجو الإبداعي بولاية سطيف وبقية ولايات الوطن في المستقبل القريب.
وعلى رأي محمد بن يوسف كرزون: “فإن الرواية تتابع، وتأخذ شكلها الأكثر جمالاً، ومبناها البهيّ، مع التركيز على الحياة الجماعية التي تربط الناس بمركز مدينة كبيرة. هذا الربط يجعل من (سلمى) بطلة الرواية، أو الشخصية الرئيسة فيها، تصبح رمزاً من رموز هذه المدينة، مثلها مثل (الحارسة الحجريّة)، بل أتمنّى من الراوي أن يعتني بشخصيّة سلمى في الأجزاء القادمة أكثر، لتكون أفضل من التمثال الحجريّ.
ولكن فكرة إعادة بناء التمثال تعني، بجدارة، أنّ الفكر المتخلّف لن يدوم، وأنّ الرموز الجميلة ستظلّ ماثلةً في أذهان المجتمع، لأنّها جزء من التاريخ والوطن.
كما أنّ فكرة تعديل التمثال الحجريّ، تُعدّ فكرةً جريئة جداً، فلا يمكن أن نقبلَ بعدَ الآن أن نأخذ فكرةً من الآخرين على علاّتها، بل لا بدّ أن نعدّل عليها بما يتوافق مع أخلاقيّاتِنا وعاداتِنا، ولا يخلُّ بجمال الفنون جميعها البديع في النحت والتشكيل وغيرهما”.
- هل الملتقيات الأدبية التي تنظم هنا وهناك توفي المبدعين حقهم، وهل تلقى الاهتمام اللازم وهل الملتقيات الأدبية التي تنظم هنا وهناك توفي المبدعين حقّهم وهل تلقى الاهتمام اللازم؟
- هناك إجحاف بحقّ المبدعين فتم تمييز طبقة مشهورة وأخذت كل شيء أما الناشئة فلم يهتم بها أحد سوى بعض الجمعيات الوطنية على غرار اتحاد الكتاب الجزائريين والجمعية الخلدونية ورابطة أهل القلم وعدة جمعيات نشطة بالمجال.
- ماذا عن الدراسات والأبحاث في مجال الأدب بالمعاهد والجامعات، هل هي في المستوى ولماذا لا نشهد طبعها لتعم فائدتها الجميع وليشجّع من يقوم بها؟
- للأسف، قد بقيت الدراسات والأبحاث الجامعية منذ عقود حبيسة أسوار الجامعة فبقيت حكرا على الطبقة العاملة بداخلها بحيث همش العصامي من دائرة الاهتمام رغم ذلك تشهد بعض المعاهد بإجراء مذكرات التخرج ورسائل الماستر على الأعمال

الأدبية الجديدة، فلم نشاهد دراسات أكادمية جادة حول عمل أدبي لمبدع جديد وكل الدراسات منصبة حول المبدعين الذائعي الصيت والأدباء العمالقة، رغم ما نكّن لهم من ود واحترام، إلا انه وجب زحزحتهم عن المشهد الثقافي قليلا لإبراز المواهب الجديدة ودعمها كونها سواء تكون من فئة معدومة سبب تخفيها هو شحّ الطبع أو سيطرة النفوذ وأصحاب المال والوساطات عليه رغم ما تقدمة مديرية الكتاب على مستوى وزارة الثقافة وهي مشكورة على دعمها، إلا أنه يبقى ناقصا في وجه الزخم الإبداعي الذي تشهده الساحة الثقافية حاليا.
- هل من كلمة أخيرة؟
كنت خير صديق وخير داعم للثقافة فلي عدة مساهمات في الركن الأدبي فوانيس على الجريدة التي أكن لها جميل الاحترام والشكر الكبير لأصدقائي سليمة مليزي على دعمها الدائم، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله وألف شكر لكم على هذا الاهتمام.

عبد الرؤوف زغبي في سطور
من مواليد ولاية سطيف، عبد الرؤوف زوغبي، كاتب جزائري وناشط ثقافي له حضوره في الساحة الأدبية، وهو أيضا شاعر وروائي يميزه شغفه الكبير بالمطالعة وحبّ المعرفة واهتمامه بالنقد المعاصر وقضاياه، له عدة قراءات أدبية ونقدية وعدة مقالات وأعمال أدبية منشورة في الصحف العربية والوطنية ورقية وإلكترونية، كما هو متحصل على العديد من الشارات منها، عضوية اتحاد الكتاب الجزائريين وعضوية الأدباء العرب، واتحاد الشعراء العرب، هذا إلى  جانب مشاركته في العديد من الجلسات الأدبية والملتقيات الوطنية والدولية، والتي كان آخرها مع الأديب العالمي واسيني الأعرج من تنظيم الجمعية الوطنية الثقافية رابطة أهل القلم، صدر له ديوان شعر المسوم بعنوان أمير العرب عن دار ابن بطوطة عمان الأردن سنة 2015.