طباعة هذه الصفحة

وضع بيئي مزري ببرج ميرة ببجاية

النفايات تحرق أمام التجمعات السكانية

بجاية:

يعاني سكان برج ميرة وضعا بيئيا مزريا جراء الإنتشار الواسع للنفايات المنزلية، التي يتم حرقها بالقرب من مساكنهم في ظلّ عدم وجود أماكن مخصصة لرمي الأوساخ، وهو ما أثار غضب واستياء المواطنين، الذين طالبوا بتدخل الجهات المعنية لإيجاد حلول سريعة.
حيث بسبب غياب مركز ردم تقني لا تتوانى مصالح النظافة في التخلص من النفايات، عن طريق رميها في موقع لا يبعد سوى بضعة أمتار عن السكنات، ولكن ما زاد الأمر تعقيدا منذ أسبوع، هو الدخان الناتج عن عمليات الحرق التي تتم في الهواء الطلق، ما سبب انزعاج المواطنين، إذ بفعل الرياح يجوب الدخان المتصاعد كل أرجاء المنطقة، ما يرغم السكان على غلق نوافذ منازلهم، ولم تنجو ثانوية «معوش إدريس» من هذه الأزمة بالرغم من وقوعها في مكان مرتفع.
وفي هذا الصدد، يقول السيد ذلالي ممثل عن المواطنين، لـ’الشعب’،  ‘هذا الوضع مزري للغاية ويبقى المحير في الأمر، أن الجهات المعنية لازمت الصمت ولم تحرك ساكنا للحد من هذه المشكلة، بالرغم من الخطر الذي يشكله استنشاق مختلف المواد، التي يطلقها الدخان على السكان مهددا صحة المواطنين.
ومن المعروف أن النفايات التي تتمثل أساسا في مواد قابلة للتعفن، تطلق في الجو روائح كريهة، قد تؤدي إلى انتشار الأوبئة إذا ما ظلت راكدة لمدة زمنية معتبرة، وكما هي العادة عندنا، يتم رمي النفايات التي نرى أطفالا يقومون بإخراجها من المنازل في العديد من الأحيان، من دون إخضاعها لأي فرز مسبق، وعند بلوغها مكان التفريغ غالبا ما يتم إحراقها، بشكل غير ملائم دون اعتبار المواد التي لا ينبغي التخلص منها قبل الحرق، ما يؤدي إلى إطلاق ملوثات في الجو.
وما يمكن القول أنه وضع كارثي، نتج عن مع الانفجار الديمغرافي الذي عرفته المنطقة، وكذا ظهورمختلف صيغ البناء، كالسكنات الاجتماعية التساهمية، والسكنات الترقوية المدعمة والسكنات التطورية، تم تشييد العديد من الأحياء لدرجة أن أصبح مجرد التنقل  بها أمرا عويصا، ولم يؤخذ بعين الاعتبار توفير الامكانيات الضرورية للتكفل النفايات المنزلية.
 ولا داعي للحديث عن النقص الذي تعاني منه هذه المجموعة الحضرية الحديثة النشأة، في ما يتعلق بالهياكل المسايرة التي من المفروض أن تتوفر عليها كل بلدية، ولكن أمر تسيير النفايات المنزلية التي ينتجها سكان برج ميرة أصبح، تبقى مشكلا عويصا يتطلب التحرك العاجل للوضع البيئي الذي يهدّد بكارثة صحية خطيرة، من خلال تدخل السلطات المحلية بتحديد مواقع لرمي النفايات مع الحرص على رفعها بشكل منتظم ويومي، ثم حرقها بعيدا عن التجمعات السكانية.