طباعة هذه الصفحة

البروفيسور عبد الكاظم العبودي لـ «الشعب»

الجزائر حاضنة بامتياز للهوية العربية

حوار: حبيبة غريب

 موسوعة «طريق العلوم» سترى النور قريبا

يرى البروفيسور عبد الكاظم العبودي، أن توطيد العلاقة بين العلوم والتكنولوجيات والأدب والشعر أمر ضروري  لبلوغ التوازن في حياة الفرد والمجتمع على السواء، كما يدافع من خلال هذا الحوار على أهمية  إقحام الجامعة في المشهد الثقافي وتواصل المثقفين والأدباء مع الجيل الناشئ لتكوينه وتهيئته لحمل المشعل واقتحام عالم الإبداع من بابه الواسع.
-« الشعب»: كانت لك مؤخرا مشاركة في فعاليات مهرجان الشعر البليدي في طبعته الثانية، ما هو انطباعك حول هذا اللقاء، وماذا كان ينقصه لبلوغ الأهداف المرجوة؟
 الأديب عبد الكاظم العبودي: هذا الملتقى إعادة  تجديد لبوصلة حركة الشعر الجزائري، لأنه مسارات لحراك ثقافي أحدث نوعا من التشتيت فلا بد من مركزية العمل والنشاط لوقفة جادة حول راهنية الشعر المعاصر   لهذا ثمار هذا الملتقى في طبعته الثانية منتظرة في طبعته الثالثة، أين ستظهر، إذا ما أحسن الإعداد مند الآن، والذين اعتذروا بحكم ظروف شتى سيراجعون موقفهم وسيكونون من أول المدعوين لوريدة الشعر الثالثة، وكأي عمل لا يخلو من ملاحظة: الشعر ليس إلقاء بقاعة وحضور بجماعة، بل في جوهره خطاب يحتاج أن يكون المتلقي بحالة أوسع، من هنا كان على التنظيم أن يشمل قاعات أخرى كقاعات الجامعة والنوادي الثقافية، وحضور جيل يجب إقناعه ولو بطريقة الفضول للتعرف على الأسماء التي حضرت، كما أن غياب المحاضرات النقدية حرمنا من حضور أسماء بارزة أكاديمية وثقافية، يمكنها أن تساهم في عملية  التقييم، ومع ذلك فقد حرص المنظمون بما استطاعوا أن يصنعوا ربيعا شعريا في الخريف ليضيفون إلى الشريعة ربيعا مناخيا ستكون البليدة أم الربيعين، وإذا ما اقترن الشعر بالإبداع والطبيعة، فإن شعار الملتقى «الشعر بين عطر البليدة ومفاتن الشريعة»، سيكون محققا.
- ما هو تقييمك لواقع الساحة الأدبية اليوم بالجزائر؟  
 إن الساحة الثقافية الجزائرية تجاوزت محنة تركة الاستعمار ومهمات ما بعد الاستقلال، في قضية تفتيت الهوية العربية في الجزائر.
 أضيف بين قوسين أن الهوية العربية ليست عنصرا يمثل ارتباط الناس بقوم أو فصيلة دم، بل هي انتماء حضاري ثقافي حاضنته هذه الجزائر العميقة التي تختم فيها كل انجازات الحراك، بإبداع لا نقاش فيه حول هوية الجزائر بعمقها الأمازيغي وثقافتها العربية، فتفاعلاتها إبداع بحد ذاته..
 من هنا يأتي دور المؤسسة الرسمية لا في ترسيم الملتقيات إداريا وتحت أي رعاية كانت في حالات خاصة وتنشيط إنزيمات التفاعل، وهذا ما نصبو إليه من حراك علّه يرمي حجرا في بركة أراد لها البعض سكونا مريبا، هذه الجزائر فاعلة دوما وإنها من الصعب أن  تتراجع بحكم ظروف العولمة والصراع الثقافي الذي لا يخفى على أحد.
- كيف ترون علاقة العالم بالأدب، هل هناك تناغم بين العلوم والإبداع الأدبي؟
 لا يخفى على أحد أن في عالمنا العربي عموما هناك الكثير من الثقافات  من خلالها أمنيات، كما أن هناك وسط علمي يعاني من غياب أمنية أدبية وهناك وسط أدبي يعاني من غياب ثقافة علمية ولا يؤمن من حالة عبور نحو الثقافة الثالثة وللأسف محركات هذا العبور مازالت متوقفة بين الوسطين بالرغم من أن التكنولوجيات والعلم يفرضان وجودهما في إطار الثورة التكنولوجية والعلمية.
- ما هو الجديد في إنتاجك العلمي والأدبي؟
 جديدي هو إعداد موسوعة «طريق العلوم»، وهي مجموعة محاضرات في قسم الفلسفة بجامعة وهران . طبعا لا أغامر في الطباعة الورقية، ستصدر هذه الموسوعة في  صياغة إلكترونية بمؤسسة من لندن البريطانية وسأعطي وقتا للمجموعة الشعرية وسأتابع إصدار ملف التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر من خلال كتاب جديد يكشف الحقائق التي توصلت إليها من خلال الأبحاث التي قمت بها خلال 25 سنة، عن الجرائم الفرنسية وخاصة في مجال النووي والكيميائي وكشف حقائق أخرى منها تجارة الموت.

من هو البوفيسور العبودي؟

البروفيسور عبد الكاظم العبودي، أستاذ التعليم العالي في جامعة الجزائر، حاصل على 3 شهادات دكتوراه في الفيزياء النووية، الكيمياء الحيوية الإشعاعية وأخرى في فلسفة الأخلاق، هو يجمع بين البحث العلمي والكلمة الإبداعية بشغف لا يعادله سوى حبه الكبير لوطنه الأم العراق ووطن اللجوء الجزائر.
 للبروفيسور الأديب 40 كتابا والمئات من المقالات ومن بين إنتاجه الأدبي  « دلوين الماء»، «مرتبة الوشم» و»محجة الترياق» وكتاب «أم المعارك في ديوان شعر الجزائر» وغيرها.