طباعة هذه الصفحة

مسؤولية كبرى على المتاحف للحفاظ عليها بسطيف

مواقع أثرية ضاربة في عمق التّاريخ وأخرى مازالت تنتظر الكشف والبحث

سطيف: نور الدين بوطغان

يتعين على المتحف الوطني للآثار بسطيف أن يلعب دورا كبيرا في الحفاظ على الآثار العديدة التي تزخر بها عاصمة الهضاب، والضاربة في عمق التاريخ، وهو الدور الذي يجب أن يتعدى التعريف بالمواقع الأثرية، وكذا إدراج ما تبقّى من محتويات أثرية صغيرة للعرض داخل قاعات المتحف، وإنما يتجسّد في تسخير مجموعة من المختصّين في علم الآثار للعمل على الحفاظ على هذه المواقع.
التنسيق مع جهات أخرى لها صلة بالموضوع على غرار مديرية الثقافة بالولاية، وكذا مصالح الأمن بالولاية التي لم تتأخر في إنشاء فرقة تهتم بهذا الجانب، تعمل الفرقة على حماية التراث الثقافي الوطني الذي يشمل جميع الممتلكات الثقافية عقارية كانت أو منقولة، وجميع مآثر التراث الثقافي المادي الذي قد يشهد مساسا من قبل بعض الأشخاص،وجماعات يحترفون عمليات الاتجار بالتحف الأثرية التي لا تقدّر بثمن، كونها تعدّ مصنّفات تاريخية تمثل هوية ذاكرة شعبنا وأمّتنا بأسرها، وتعمل بالتنسيق مع مختلف الشركاء المحليين المكلفين بحماية التراث الثقافي، على غرار المديرية الولائية للثقافة، محافظة المتاحف وممثلي المعالم الأثرية وحتى الجمعيات النّشطة في الميدان.
أهم المواقع الأثرية بمدينة سطيف
❊ موقع عين لحنش: الذي يعود تاريخه إلى العصر الحجري الأسفل، يعتبر أحد أهم محطات ما قبل التاريخ المتواجد بإقليم الولاية ببلدية القلتة الزرقاء دائرة العلمة، حيث يبعد عن عاصمة الولاية بحوالي 35 كلم.
❊ موقع مزلوق: الذي يعود للعصر الحجري القديم وفترته التي عرفت بالفترة «الحلزونية»، يقع ببلدية مزلوق دائرة عين أرنات، وتمّ اكتشافه سنة 1927.
❊ موقع عين بوشريط: الذي يعود إلى ذات الحقبة ويقع ببلدية القلتة الزرقاء دائرة العلمة، اكتشف عام 1931، وعثر فيه على مجموعة هائلة من العظام الحيوانية وأدوات من الصوان.
❊ ضريح سيبون الإفريقي: يعود للحقبة الرومانية خلال نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع بعد الميلاد، ويقع شمال غرب مدينة سطيف على بعد 1800 م.
❊ موقع «منشير القصر»: والذي يعود للفترة الرومانية، يتربّع على مساحة تقدّر بـ 60 هكتار، وعثر به على أقدم نقشية عليها كتابة لاتينية تعود إلى سنة 157 م.
❊ موقع «خربة السلطان»: الذي يقع على بعد 3 كلم شمال غرب بلدية عين الحجر دائرة عين آزال ولاية سطيف، يتربّع على مساحة 120 هكتار وقد عثر فيه على عدة بقايا أثرية.
❊ موقع «خربة عقوب»: والذي يقع بقرية عين الطويلة دائرة عين الكبيرة ولاية سطيف، عثر به على قطع من الفخار السجيلي الإفريقي، إلى جانب أدوات ونقود وحلي ومصابيح تقليدية وأدوات زراعية.
❊ مدينة «كويكول» الأثرية: والتي تقع وسط دائرة جميلة على بعد 43 كلم شمال شرق مدينة سطيف، تتربّع على مساحة 42 هكتار، وبنيت على ربوة بين واديين خلال سنتي 96 ــ 98 م، صنّفت كتراث عالمي للإنسانية بتاريخ 17 ديسمبر 1972.
❊ موقع «المقبرة الشّرقية»: التي يعود تاريخها إلى النصف الأول من القرن الثاني للميلاد، تقع بإقليم عاصمة الولاية سطيف خارج سور «سيتيفيس» من الجهة الشرقية، وجد بها أزيد من 800 قبر و3500 أداة من الفخار والبرونز.
❊ موقع «حي المعبد»: الذي يعود للحقبة الرومانية، يقع بـحديقة التسلية بمدينة سطيف، بمساحة قدرت بحوالي ٥ ، ١ هكتار، اكتشفت به أجمل الفسيفساء والمعروفة بـركب الإله الروماني «باخوس».
❊ موقع «حي الكنائس»: الذي يعود إلى القرن الرابع وبداية القرن الخامس ميلادي، تبلغ مساحته حوالي هكتارين، ويقع شمال غرب المدينة القديمة، عثر فيه على كنيستين قديمتين.
❊ القلعة البيزنطية: تعود للحقبة البيزنطية، تقع شمال غربي المدينة القديمة، تمّ تصنيفها ضمن التراث الوطني بتاريخ 19 فيفري 1979.
❊ موقع حي الحمامات: الذي يعود إلى حقبة الرومان خلال القرن الثالث، والتي لم يبقى لها أثر إلا بعض الفسيفساء، والتي جاءت على شكل صورة الآلهة «فينوس».
❊ موقع السيرك: الذي يعود تاريخ بنائه للقرن الرابع ميلادي، وهو عبارة عن ميدان فسيح مخصّص لسباق العربات آنذاك، مساحته 500 متر على 77 متر.
❊ الخزّان الروماني: يعود هو الآخر للحقبة الرومانية، اكتشف بـحديقة رفاوي بسطيف سنة 1876، متكون من أحواض مغطاة على ثلاث جهات مطلة على الساحة.
❊ حديقة الأمير عبد القادر: التي كانت تسمى سابقا أورليون تضم مجموعة من المنحوتات إلى جانب 200 ناقشة وأعمدة بها كتابات لاتينية وتيجان، وهي شواهد تاريخية لمنطقة سطيف على حقب مختلفة من الزمن.
❊ المسجد العتيق: يعود تاريخ إنشائه إلى العهد الاستعماري الفرنسي، ويعدّ من جملة العمائر الدينية المحلية النادرة، هو من أول المعالم المشيدة بمدينة سطيف، توجد به زخارف من الطراز العثماني.
❊ عين الفوارة: معلم أثري يقع وسط مدينة سطيف، ويعود إنشاؤه لتاريخ 03 فيفري 1898.
❊ المتحف القديم: يعود إلى القرن الـ 19، ويقع بين شارعي عبيد بارشي وسواكير محمد، وهو أول متحف دشّن عبر الوطن.                                     
 فرق لحماية التراث وعمليات تحسيس للحفاظ عليها متواصلة
ومن أهم أنشطة فرقة حماية التراث الثقافي بأمن ولاية سطيف معالجة عديد القضايا التي مكنت من استرجاع ثابوت حجري يعود للحقبة الرومانية، قطعة أثرية نقشية نادرة تعود للحقبة الرومانية، ماسورة مدفع تعود للعهد الاستعماري، 209 قطعة نقدية أثرية مشكلة من 167 قطعة تعود للحقبة النوميدية، 32 قطعة تعود للحقبة الرومانية، 06 قطع تعود للحقبة القرطاجية 03 تعود للحقبة الاستعمارية (الفرنسية)، وقطعة أخيرة تعود لحقبة الإنجليـز، كما يتعين التنويه بالمبادرة التي يقيمها ذات المتحف شهر أفريل من كل سنة، بإطلاق شهر كامل للتراث لغرض التعريف بآثار وتراث المنطقة، والتحسيس بأهمية الحفاظ عليها للأجيال، حتى تنشأ متشبّعة بتاريخ أرضها وأجدادها.
وتعظم أهمية الحفاظ على المواقع الاثرية بسطيف، خاصة من طرف المتاحف، بالنظر إلى العدد الهائل من هذه المواقع التي تحتاج إلى إيلاء أهمية متزايدة بغرض الحفاظ عليها، والتي سنستعرضها، بعد التذكير بان تسمية سطيف، وهي كلمة بربرية «سيتيفيس»، وتعني الأرض السوداء الصالحة للزراعة، وهي في الواقع ذات موقع جغرافي ممتاز، وبوفرة للمياه وأراضي خصبة، كل تلك العوامل أهلتها لأن تكون محل اهتمام مختلف الحضارات التي تعاقبت عليها.