طباعة هذه الصفحة

نفض الغبار عنها مهمة جميع الشركاء

الرهان الأكبر جعل المتحف مؤسسة اقتصادية

العاصمة: حبيبة غريب

هل حان الوقت لتصبح المتاحف الجزائرية مؤسسات ثقافية اقتصادية وتساهم بشكل فعال في الترويج والتعريف بالتراث المادي واللامادي الجزائري، وتصبح مزارا مؤكدا في المسارات السياحية بالجزائر؟ 
هو الأمر الذي ركّز عليه في أواخر الصيف، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بعد أن حازت تظاهرة  «متحف في الشارع» التي احتضنه منزه الصابلات بالعاصمة في طبعته الرابعة، شهر أوت الماضي، نجاحا كبيرا، حيث تمكّن القائمون عليها من جمع 16 متحفا وطنيا في مكان واحد ونفض الغبار عن ثروات وكنوز تاريخية وأثارية وثقافية بقيت لسنين حبيسة الجدران. وإن أشاد وزير الثقافة بفكرة إخراج المتحف إلى الشارع وتقريبه للمواطن، فقد  أفضى للصحافة بعدة مشاريع قرّرها قطاع الثقافة بغية تسهيل مهمة المتاحف وانفتاحها على الخارج والنظر في سبل أن تخرج من مهمة حافظة الآثار والتراث إلى مؤسسات ثقافية اقتصادية ونواة للسياحة المتحفية.
ومن بين المشاريع التي أعلن عنها الوزير مشروع تنظيم أيام دراسية تجمع كافة المديرين الولائيين للثقافة ومديري المتاحف الوطنية وكذا المسؤولين عن الحظائر الوطنية»، الهدف منها، يقول « توحيد الرؤيا، ووضع إستراتيجية موحّدة تخدم فكرة تعزيز وتوسيع ثقافة المتاحف وتشجيع السياحة المتحفية».  هذا إلى جانب الإعلان عن قرب تجسيد مشروع تأسيس مرصد وطني للمتاحف، الذي يصبّ حسب ميهوبي «في  إطار تطوير الثقافة المتحفية». وكانت بداية الانطلاق في المهمة التي أعلن عنها ميهوبي ميدانيا من خلال حركة التغيير التي شنها الوزير منتصف شهر سبتمبر الماضي، والتي مسّت مسؤولي 14 متحفا، وهي الحركة التي تهدف إلى خلق ديناميكية جديدة في تسيير المؤسسات المتحفية وجعلها تواكب عجلة التنمية وتساير مخطط الحكومة الرامي إلى تكريس حقّ المواطن في الثقافة، حسب ما نصّ عليه التعديل الأخير للدستور.
 وذكر وزير الثقافة خطوة ميدانية أخرى، تهدف إلى «ضرورة إبراز الجانب المهم الذي تقوم به المتاحف في مجال النشر والإصدار»، والتي ستترجم من خلال إنشاء  جناح موحّد يضم كل الإصدارات خلال فعاليات معرض الكتاب الدولي في طبعته القادمة.
ويبقى الطريق طويل والجهد المبدول قوي جدا، إذا ما أرادت الجزائر أن تجعل من المتاحف التي تملكها مؤسسات ثقافية سياحية، اقتصادية، تواكب كبريات المتاحف  في العالم، وتوفر للزوار خدمات في المستوى، تسعى من خلالها إلى التعريف بتاريخ الجزائر وخلق نشاطات ثقافية وترفيهية وبيداغوجية مثل تظاهرة «متحف في الشارع» الناجحة.