طباعة هذه الصفحة

فرصة للحفاظ على الموروث الثقافي

الحصان العربي يصنع الفارق ويستحضر وعــــــدة سيــدي أعمر بالمدية

المدية : م . أمين عباس

 استمتع المهتمون بعالم الخيالة، نهاية الأسبوع، بمختلف عروض الفنطازيا والبارود المقدمة في ميدان الفروسية والخيالة بمنطقة سيدي اعمر بالمدية، وهذا ضمن احتفائية وعدة وطعم سيدي اعمر في  طبعتها الرابعة بعد السنوات الحمراء التي ألمت بساكنة هذه الولاية.

  أكد الياس حجاج مقدم الوعدة  وواحد من المحافظين عليها بأن اللقاء وعرس الفروسية، يراد منهما تجميع الناس من كل حدب وصوب واصلاح ذات البين، والتصدق، والدعاء والتضرع إلى الله طلبا للخير والغيث والرحمة وفرصة  للتقارب العائلي وطي صفحات الأحزان والآلام.
  يقول الشيخ الحاج مباركي جلول واحد مريدي هذه اللقاءات الخيرية بأن الوعدة  برأيه «يطبعوها مواليها والخيل .. وهي تقديم لكل أنواع المعروف  والصدقة، والإصرار على  ضرورة المحبة، وتقارب الأنساب، والإحسان ولقاء لإصلاح ذات البين، وفرصة لتدريب الأبناء على ركوب الخيل»، مناشدا بهذه المناسبة السلطات العليا في البلاد  من أجل الإهتمام أكثر بالحصان لكونه يعد جزءا من تاريخنا وتراثنا المادي «، مذكرا هذا الفارس، صاحب 73 سنة خبرة  في ميدان ركوب الخيل، في هذا  الصدد بأنه قبل الثورة التحريرية كانت هذه العادة إحدى  مقومات هويتنا الحضارية، وتمّ القضاء عليها وقت الفترة الإستعمارية، وها هي ـ حسبه ـ ترى النور من جديد  بفضل هذا الجيل الجديد، على أمل أن تبعث هذه التظاهرة من جديد بمنطقة حناشة.
   يعتقد الشيخ  والفارس الحاج عبد الرحمان بلحنيش 63 سنة، بأن استمرارية مثل هذه المبادرة متربط بضرورة منح عناية أكبر للخيول، فيما قال الحاج عبد القادر سعيدي 71 سنة، من منطقة  تمزقيدة بأن هناك أطفال يعشقون الخيل والخيول  ليست في  متناولهم، وهناك أشخاص لهم أحصنة ولا يعرفون قيمتها، مؤكدا في هذا السياق صعوبة تربيتها، داعيا بدوره إلى الاهتمام بها حتى يتم حمايتها من الاندثار، معتبرا بأن الوعدة هي لقاء للأحباب وليست للطعم، معددا الفرق المشاركة في هذه التظاهرة بـ 06 علفات، من عاصمة التيطري بالمدية، ووامري، تمزقيدة، بني عطلي والشعابينة واحمر العين بتيبازة.
 على صعيد آخر، اعتبر الشيخ الفارس الحاج عبد القادر بوجمعة من منطقة حناشة بأن سرّ هذه المبادرة والتي شارك  فيها 60 فارسا، يتمثل في محبة الناس، مبديا حالة من الفرحة لعودتها بهذه المنطقة، مبررا نجاحها بهذا الشكل  كون أن السكان المجاورين لضاحية سيدي اعمر التفوا نحوها بصدق، لتختتم التظاهرة بعدة مشاهد لسباق الفروسية وتقديم المديح المقترن بالتغني بالخيل وطلب الخير والغيث من لدن حناجر قادة العلفات.