طباعة هذه الصفحة

التطور التكنولوجي قلص كلفة الإنتاج إلى 25 دولارا

انخفاض حفر آبار البترول إلى 500 بئر بدل 1600 سابقا

حمزة محصول

توقع الخبير الطاقوي مراد برور، تراجع إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية من النفط العام المقبل، حرصا على احتياطها الاستراتيجي، وقال إن السوق النفطية فلتت من يد منظمة أوبك بسبب دخول متغيرات جديدة.

عاد برور إلى منتصف سنة 2014، ذاكرا عددا من العوامل التي أدت إلى السقوط الحر للأسعار. وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية، أحدثت ثورة بعد شروعها في استغلال البترول الصخري، الذي قلب الأسواق رأسا على عقب.
وحرصت بعض الدول الأعضاء في أوبك، على غرار السعودية، على زيادة إنتاجها وإغراق السوق لوقف إنتاج البترول الصخري في أمريكا واللعب على وتر التكلفة المرتفعة للبرميل الواحد.
وأفاد برور، بأن الشركات النفطية الأمريكية الخاصة، استطاعت حفر 1600 بئر من البترول غير التقليدي وانخفض العدد إلى 500 فقط بعد انهيار الأسعار. غير أنه ومنذ ماي الفارط، استأنفت معظم الحقول إنتاجها، بعد تطور التقنيات التكنولوجية، بحيث باتت تكلفة إنتاج البرميل الواحد تقدر بين 20 و25 دولارا.
وبالنظر للمستجدات الحاصلة داخل هذا البلد القوي، تبقى جدوى توصل دول أوبك، غدا الخميس، إلى اتفاق بخفض الإنتاج إلى 32,5 أو 33 مليون برميل في اليوم، محل شك، خاصة وأن ارتفاع الأسعار سينعش حقول البترول الصخري في الولايات المتحدة، ما يبقي على مخزونها الاستراتيجي في نفس المستوى تقريبا، وقد يؤجل تعافي الأسعار.
ويرى برور في هذه الإشكالية، تحديا لدول أوبك. يضاف إليه عدم رغبة الدول المصدرة للنفط خارج أوبك في تخفيض حصتها اليومية، ما عدا روسيا، ويجعل السوق يفلت من يدها.
وأوضح الخبير الطاقوي، أن حضور أمريكا داخل معركة الأسعار الحالية لن يدوم طويلا، متوقعا أن ينخفض إنتاجها بحلول السنة المقبلة، حفاظا على احتياطها الاستراتيجي الذي يقدر بـ44 مليار برميل، وهي كمية أقل مما تحوز عليه ليبيا وعدد من الدول.
وبشأن سياسة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، التي تميل إلى العزلة وتحقيق الاكتفاء الذاتي الأمريكي من الطاقة بزيادة الإنتاج، أشار برور إلى أن ترامب لا يملك سلطة القرار المطلق، وسيساهم في صياغة الاستراتيجية الطاقوية صنّاع القرار داخل الإدارة الأمريكية الذكية، على حد تعبيره.